عقيل الحلالي، بسام عبدالسميع (صنعاء، عدن)
شن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، أمس، غارات جوية على مواقع وتحركات لميليشيات الحوثي الانقلابية في مناطق متفرقة بمحافظتي صعدة وحجة شمال البلاد.
وذكرت مصادر محلية وعسكرية، أمس، أن التحالف كثف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية غاراته الجوية على أهداف تابعة للميليشيات الحوثية في محافظتي صعدة وحجة المتجاورتين، مشيرة إلى أن معظم الغارات استهدفت تحركات للميليشيات في مديريات متاخمة للحدود السعودية.
وبحسب المصادر، فإن الضربات الجوية دمرت مواقع ثابتة وتعزيزات للميليشيات في مديريات كتاف وباقم ورازح والظاهر في شمال وغرب صعدة، بالإضافة إلى أهداف أخرى مماثلة في مديريات حرض ومستبأ وعبس بمحافظة حجة.
وتحدثت وسائل إعلام محلية، بعضها تابعة لميليشيات الحوثي، عن مقتل العشرات من عناصر الميليشيات، هذا الأسبوع، في قصف جوي للتحالف شمال محافظتي صعدة وحجة.
وذكر موقع الجيش اليمني على شبكة الإنترنت، ليل الأربعاء الخميس، أن طيران التحالف العربي دمر مخزن أسلحة لميليشيات الحوثي في منطقة الجر الزراعية بمديرية عبس غرب، مضيفاً أن غارات جوية أخرى أصابت تجمعاً للميليشيات في منطقة الطينة شمال عبس، ما أسفر عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين وتدمير معدات وآليات عسكرية وقتالية تابعة لهم.
إلى ذلك، قتل عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، بينهم قياديان ميدانيان، بانفجار عبوة ناسفة كانت الميليشيات زرعتها في أحد مواقع التماس مع قوات الجيش اليمني في محافظة الجوف، شمال شرق البلاد.
وأكدت مصادر محلية لـ«الاتحاد» مصرع القيادييّن بميليشيا الحوثي نصر الله الحرضي، وحسين سعيد بانفجار العبوة الناسفة، مشيرة إلى أن القتيلين من أبرز «مشرفي» جماعة الحوثي في منطقة آنس بمحافظة ذمار.
من جهة ثانية، واصلت ميليشيات الحوثي أمس، خروقاتها النارية للهدنة الإنسانية الهشة في محافظة الحديدة.
وكثفت الميليشيات عمليات القصف المدفعي والصاروخي على مواقع قوات المقاومة المشتركة (الحكومية) في مديريتي حيس والتحيتا جنوب المحافظة.
وقال سكان في حيس إن ميليشيات الحوثي استهدفت بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية والرشاشات المتوسطة مواقع القوات المشتركة شمال المديرية، وأطلقوا بشكل عشوائي نيران أسلحتهم على عدد من الأحياء السكنية وسط المدينة.
كما جددت الميليشيات الحوثية هجماتها المدفعية والصاروخية على مواقع عسكرية وتجمعات سكنية في منطقتي الجبلية والطور، بمديرية التحيتا الساحلية.
من جانبها، نفت قوات الجيش الوطني في اليمن أي سقوط أو تسليم عدد من مواقعها في جبهات القتال بمحافظة صعدة، المعقل الرئيس لميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأفاد المسؤول الإعلامي في محور مران بمحافظة صعدة، الرائد حميد التماري، أن قوات الجيش لا تزال مرابطه في مواقعها في كافة جبهات القتال بالملاحيط ومناطق محافظة صعدة، من أجل تطهيرها وإنهاء سيطرة الحوثيين على هذه المحافظة التي تتخذها معقلاً رئيسياً لها.
وأكد أن لا صحة للأنباء التي تروج لها الميليشيات الانقلابية حول سقوط جبهات القتال وتسليم بعض عناصرهم في صعدة، موضحاً أن الانقلابيين يبحثون عن أية انتصارات وهمية، لكي يروجوا لها من أجل رفع معنويات مقاتليهم ودفعهم إلى الاستمرار في القتال وعدم الفرار وترك مواقعهم.
وأشار الرائد التماري إلى موجات عنيفة تشهدها جبهات الملاحيط في محور مران، وسط انكسارات كبيرة في صفوف الميليشيات الحوثية التي تتراجع بشكل كبير، في ظل خسائرها الكبيرة التي تتكبدها على يد القوات العسكرية المتقدمة.
وأضاف أن الميليشيات حشدت، خلال الأيام الماضية، المئات من عناصرهم من أجل محاولة الالتفاف على مواقع الجيش من ميسرة جبهة الملاحيط، وتحديداً من جبل طويلاق، إلا أنه تم رصد تحركاتهم واستهدافها، وسط سقوط عشرات القتلى والجرحى وفرار من تبقى منهم.
وقال الرائد حميد التماري إن قوات الجيش الوطني على مشارف سوق منطقة الملاحيط الذي بات تحت نيران أسلحة القوات من عدة جهات، وسيتم استعادة السيطرة عليه قريباً.
«العمالقة»: نقاط الارتباط ستفضح خروقات الحوثيين بالحديدة
أكد المتحدث باسم ألوية العمالقة المرابطة في الساحل الغربي مأمون المجهمي، أن نقاط الارتباط التي جرى تثبيتها عبر بعثة الأمم المتحدة في الحديدة لن تكون ذات قيمة ما لم تكن هناك رقابة دولية لمنع استمرار خروقات ميليشيا الحوثي.
وأشار إلى أن النقاط الخمس المثبتة حتى اللحظة ستكون ذات أهمية لمعرفة التحركات الحوثية عسكرياً وإعدادهم للعمليات العسكرية ونوعيتها ضد المناطق المحررة أو ضد المواقع التي تتمركز بها القوات المشتركة في الحديدة، موضحاً أن أية تحركات عسكرية للميليشيات الانقلابية ستكون مفضوحة عبر تلك النقاط بعد أن ظلت تلك الميليشيات تمارس خروقاتها العسكرية على مدى 11 شهراً بهدف إفشال اتفاق السويد.
وأضاف أن البعثة الأممية في الحديدة برئاسة الجنرال أبهيجيت جوها تقف أمام عائق كبير عقب تثبيتها لنقاط الارتباط يتمثل في الألغام الكثيفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية خلال السنوات الماضية دون أية خرائط وبشكل عشوائي وإرهابي.
وأضاف المجهمي أن الحوثيين لا يزالون يتعنتون فيما يخص نزع الألغام وانتشالها من المناطق المحددة ضمن الاتفاقات التي جرت خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن رفض انتزاع الألغام يؤكد حقيقة هذه الميليشيات الدموية التي تهدف إلى قتل المدنيين والانتقام منهم في الحديدة وباقي المحافظات.