يعتقد ألبرتو زاكيروني، مدرب منتخب الإمارات، أن «الأبيض» ظهر أمام نظيره الأسترالي في كأس آسيا بـ «هوية البطل»، وهذا الأمر ربما جاء انسجاماً مع المباراة الكبيرة التي قدمها «المضيف»، وأقصى من خلالها «حامل اللقب» بهدف «قاتل»، ومغايراً للصورة التي ترسخت في أذهان المتابعين، خاصة أن نتائج المنتخب الإماراتي، وإن منحته المركز الأول في دور المجموعات، بعد تعادل مع البحرين 1-1، وفوز على الهند 2-0، وتعادل آخر مع تايلاند 1-1، ومكنته من عبور دور الـ16، على حساب قيرغيزستان 3-2، إلا أن ثمة مخاوف وشكوكا ربما ساورت الكثيرين حول قدرات «الأبيض» التنافسية، في ظل غياب أحد أبرز نجومه والبطولة على حد سواء «عموري».
اليوم سيكون منتخب الإمارات أمام مواجهة حاسمة، الفائز فيها يحجز مقعده في المباراة الختامية، فيما يترك الخاسر حلبة المنافسة، ويكتفي مكرهاً بـ «جوائز الترضية»، وستكون هذه القمة الكروية بمثابة اختبار جدي للمنتخبين اللذين ينتظر منهما أن يقدما نفسيهما بالشكل الفني والبدني والسلوكي الرائع.
عقب تجاوز «العنابي» «النمور الكورية»، قال مدرب قطر فيليكس سانشيز: «أهم مزايا لاعبي فريقي أنهم يعرفون أهمية الفوز في كل مباراة، ولا شك في أن «العنابي» قدم نفسه في البطولة بشكل جيد، حين حقق خمسة انتصارات على حساب لبنان 2-0 وكوريا الشمالية 6-0 والسعودية 2-0 والعراق 1-0 وكوريا الجنوبية 1-0، ما يجعله أحد أقوى المنتخبات في البطولة».
وفي قراءة رقمية لواقع المنتخبين، فإن كليهما لم يخسر في مبارياته الخمس، وسجل المنتخب الإماراتي ثمانية أهداف ودخل مرماه أربعة، وسدد 44 كرة منها 16 على المرمى، فيما سجل المنتخب القطري 12 هدفاً ولم يدخل مرماه أي هدف، وسدد 41 كرة منها 23 على المرمى.
يتسلح المنتخب الإماراتي بورقتين رابحتين، هما «الأرض والجمهور»، ويملك مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على إسعاد جماهيرهم، أمثال إسماعيل مطر وإسماعيل الحمادي وعلي مبخوت وفارس جمعة وآخرين، كما يستند إلى أفضلية ملموسة في المواجهات المباشرة، خاصة على صعيد البطولة، ويسجل التاريخ أنه تأهل إلى المباراة النهائية مرة واحدة حين استضاف البطولة عام 1996، وحل وصيفاً بفارق ركلات الترجيح أمام السعودية.
على الجانب الآخر، فإن وصول «العنابي» إلى نصف النهائي يعد إنجازاً غير مسبوق له على صعيد البطولة، ويمتاز بوجود عدد من اللاعبين المميزين، على رأسهم المعز علي وحسن الهيدوس وبوعليم خوخي وبسام الراوي.