عواصم (الاتحاد، وكالات)
أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن التطورات الخطيرة والمحيطة بسوريا ما هي إلا تداعيات للانقسام العربي في الوقت الراهن، لافتاً إلى أنه «لا سبيل إلا العمل على عودة النظام العربي الإقليمي».
وكتب معاليه في حسابه الرسمي على «تويتر»، أمس: «إن التطورات الخطيرة والمحيطة بسوريا ما هي إلا تداعيات للانقسام العربي الحالي». وأضاف معاليه: «إن دولاً عربية انهارت مؤسساتها وانتهكت سيادتها وغدت مهددة في وحدة ترابها الوطني».
وتابع: «إنه لا سبيل إلا العمل على عودة النظام العربي الإقليمي فما يحدث أمامنا بذور أزمات مستدامة يرويها الانقسام الحالي».
إلى ذلك، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي «إن هناك حاجة ملحة للحوار بين جميع الأطراف السورية»، مديناً «فرض أمر واقع جديد».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده السيسي مع نظيره القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، في القاهرة، بعد قمة ثلاثية ضمت رئيس الوزراء اليوناني أيضاً.
وأوضح السيسي أن مصر ترفض محاولات استخدام القوة في سوريا، أو اقتطاع أجزاء من أراضي البلاد، في محاولة لفرض واقع جديد في المنطقة.
كما تناول قضية الهجرة غير الشرعية، وما يرتبط بها من مسببات ونتائج، لافتاً إلى أهمية عدم تسييس قضايا اللاجئين، واستغلالها كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب معينة.
من جانبها، حذرت بريطانيا الحكومة التركية، أمس، من القيام بعمل عسكري منفرد في سوريا، بعد أن بدأت الولايات المتحدة في سحب قوات لها من منطقة الحدود هناك.
وقال مساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أندرو موريسون: «كنا واضحين تماماً مع تركيا بأنه لا بد من تجنب العمل العسكري المنفرد لأنه سيزعزع استقرار المنطقة ويهدد جهود إنزال الهزيمة النهائية بداعش».
ونأى موريسون بالحكومة البريطانية عن تأكيد الرئيس الأميركي في وقت سابق أن بريطانيا سعيدة جداً لقراره سحب القوات الأميركية.
وسحبت الولايات المتحدة 50 إلى 100 عنصر من القوات الخاصة من الحدود الشمالية لسوريا، أمس الأول، حيث كانوا يساهمون في منع أي هجوم يهدد به الجيش التركي ضد القوات الكردية.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: إن مسألة سحب القوات تعود لواشنطن. ويتصاعد الغضب في مجلس العموم البريطاني إزاء القرار الأميركي.
وقال أمام نواب المجلس، إنه لا يعرف سبب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض عن أن بريطانيا «مسرورة جداً» للقرار.
وأضاف: «ليس لدينا أي فكرة حول تلك التصريحات»، مؤكداً أنها «بالتأكيد ليست قائمة» على محادثة هاتفية بين وزير الخارجية دومينيك راب ونظيره الأميركي مايك بومبيو.
من جانبها، حذرت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيجريت كرامب كارينباور، تركيا من التسبب في مزيد من التصعيد في شمال سوريا، فيما وعدت الوزيرة الألمانية شركاء ألمانيا من الأكراد بمزيد من الدعم الألماني.
ورأت وزير الدفاع الألمانية أن التطور الأخير يدل أيضاً على ضرورة استمرار الجيش الألماني، على أية حال، في عمليته شمال العراق، مضيفة: «علينا الاستمرار في رفع مستوى كفاءة الأكراد في منطقة أربيل، وأن نجعلهم يستمرون في استقلالهم».
دمشق ترفض تهديدات أنقرة وتدعو الأكراد «للعودة»
أكدت دمشق، أمس، رفضها للتهديدات التركية بشن هجوم وشيك على شمال سوريا، ودعت الأكراد إلى «العودة إلى الوطن»، بعد سحب واشنطن، داعمتهم الرئيسة، لقواتها من المنطقة الحدودية مع تركيا، فيما لم يستبعد مسؤول كردي في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إجراءات محادثات مع دمشق وموسكو لـ«ملء الفراغ الأمني».
وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد في تصريحات صحفية، متوجهاً للأكراد: «ننصح من ضلّ الطريق أن يعود إلى الوطن لأن الوطن هو مصيره النهائي».
وعن تهديدات أنقرة بشن هجوم، قال المقداد في أول تعليق رسمي سوري: «سندافع عن كل الأراضي السورية ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة».
وأضاف «نقول لهؤلاء إنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، في النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف، لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا».
وقال المقداد: «كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأثمان سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ». وشدد على أنه يجب ألا يتوهم هؤلاء الذين حاولوا أن يتلاعبوا بمصير الأرض أو تلاعبت بهم الدول الخارجية، مؤكداً عزم بلاده استعادة كامل أراضيها.
من جانبه، قال المسؤول في قوات سوريا الديمقراطية بدران جيا كرد: «إن السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا ربما تبدأ محادثات مع دمشق وموسكو لملء أي فراغ أمني إذا ما انسحبت القوات الأميركية بالكامل من منطقة الحدود».
وتعكس تصريحات جيا كرد، المأزق الذي تواجهه القوات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا في أعقاب الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية التي كانت تحمي المنطقة فعلياً من الهجوم التركي.
وقال جيا كرد: «إذا أفرغت أميركا المنطقة وخاصة المنطقة الحدودية فطبعاً نحن كإدارة ذاتية وكقوات سوريا الديمقراطية مجبرين على دراسة كافة الخيارات المتاحة». وعلى الرغم من العداء بين أكراد سوريا ودمشق، فإن الجماعات الكردية السورية المهيمنة نادراً ما قاتلت الحكومة السورية خلال الحرب.