مراد المصري (دبي)
يظل الرقم 7 ، علامة بارزة في مواجهة القمة بالدوري الإيطالي بين إنتر ميلان ويوفنتوس، وهي المباراة التي تعرف تقليدياً بمسمى «ديربي إيطاليا»، والتي تعود بأفضل نسخة منذ سنوات طويلة، على اعتبار أن كلا الفريقين هذه المرة هما المرشحان للتتويج باللقب، وذلك بعدما انسحب «النيراتزوري» من السباق، من أجل عملية إعادة البناء والعودة مرة أخرى بهذه القوة.
ويتجلى الرقم 7، حيث شاءت الصدفة أن يلتقيا في الجولة السابعة، وذلك مع تطلع إنتر ميلان لتحقيق الفوز السابع على التوالي، ومحاولة تعزيز حظوظه من أجل كسر هيمنة يوفنتوس، الذي تسيد الكرة الإيطالية دون منازع لسبع مواسم متتالية، وهو الذي يتسلح بنجمه صاحب الرقم 7، البرتغالي كريسيتانو رونالدو، الذي هز شباك الإنتر تحديداً في لقاء الإياب بين الفريقين، على نفس الملعب جوزيبي مياتزا، في الموسم الماضي. وتمثل هذه المباراة، حالة خاصة تجمع بين أنطونيو كونتي، مدرب إنتر ميلان الحالي، وهو الذي كان قائداً ليوفنتوس كلاعب، وتولى مهمة التدريب، حيث أطلق «الوحش» بقيامه بإعادة بناء يوفنتوس من جديد، وقاده للتتويج باللقب في أول موسم بعد سنوات من الضياع، ليكون هذه المرة أمام مهمة السيطرة على هذا «الوحش»، على اعتباره الوحيد الذي يعرف مواطن القوة والضعف جيداً داخل أروقة «السيدة العجوز».
من جانبه، سيكون ماوريسيو ساري، مدري يوفنتوس، مطالباً بإثبات فلسفته الهجومية، التي تعهد بتطبيقها خلال محاولته تطوير أداء الفريق، ورغم أنه كان قريباً من كسب الرضا بمواجهة نابولي، لكن إهداره التقدم بثلاثية نظيفة، وفوزه بهدف رابع جاء بنيران صديقة، ثم الأداء غير المطمئن أمام فرق متوسطة المستوى، تجعل التساؤلات تدور حول كيفية تعامله مع الخطة الشهيرة لكونتي، الذي يعتاد تثبيت 3 لاعبين في مركز قلب الدفاع، وجعل الفريق يتحرك بإيقاع منتظم، نجح من خلاله من إحراج برشلونة في الكامب نو قبل أيام.
على صعيد اللاعبين، فإن الحسم ستحدده أسماء بارزة في صفوف الفريقين، لعل الأبرز فيها البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم يوفنتوس، وهو الذي يتفاءل بعدما سجل الهدف رقم 600 له في مسيرته مع الأندية في شباك إنتر ميلان في الموسم الماضي، وسيكون هذه المرة أمام فرصة تسجيل هدفه رقم 700 في مختلف محطات مسيرته عموماً. فيما يبدو أن تواجد الويلزي آرون رامزي، ساهم في منح اليوفي نكهة مختلفة على مستوى الأفكار الهجومية، وهو اللاعب الذي يمنح زميله البوسني بيانيتش حرية التحركات، كلما شارك إلى جانبه، فيما نجح الهولندي ماتياس دي ليخت بتجاوز المرحلة الصعبة بتقديم أداء قوي دفاعياً ليسد ثغرة إصابة كيليني. من جانبه، يبدو الأرجنتيني لوتارو مارتينز الخطر الأبرز في الإنتر، وهو النجم الشاب الذي نجح في تثبيت أقدامه في منتخب «التانجو»، وبات علامة فارقة مع الإنتر، بعدما راهن كونتي عليه، مقابل رحيل مواطنه إيكاردي، ليرد الجميل لمدربه بأداء متميز هذا الموسم.
وستكون عودة البلجيكي لوكاكو محط الأنظار، وذلك كونه المهاجم القادر على صناعة الخطر في المقدمة بتحركاتـــه الدائمــــة.
«اسكوديتو 2006» يشعل أجواء المواجهة بـ«الاستئناف»
لا يخفى على أحد، المنافسة الشرسة بين يوفنتوس وإنتر ميلان داخل وخارج الميدان، ولعل أبرز الأحداث التي تزيد من سخونة المواجهة بينهما الليلة، هو قيام إدارة اليوفي قبل أيام بتقديم استئناف جديد، من أجل سحب لقب بطولة الدوري الإيطالي لموسم 2005-2006 من منافسه الإنتر، وهي القضية الشائكة التي لا تعرف نهاية لحد الآن. وحقق يوفنتوس اللقب على أرضية الملعب في ذلك الموسم، لكن الاتحاد الإيطالي قرر سحب اللقب من «السيدة العجوز»، على خلفية القضية الشهيرة المعروفة باسم «كالتشيوبولي»، والتي تم على إثرها توقيع عقوبات على 5 أندية، تورطت في اختيار حكام محددين لمبارياتهم للتأثير على نتائج المباريات.
ويتمسك يوفنتوس، في الاستئناف طلبه باستعادة اللقب أو على أقل تقدير عدم منحه للإنتر، بسبب اكتشاف تورطه لاحقاً في نفس القضية، لكن تعذرت معاقبته بسبب قانون التقادم، وقام اليوفي بالتقدم بأكثر من استئناف لاستعادة لقب الدوري الإيطالي لموسم 2005-2006، لتقرر إدارته تقديم استئناف جديد إلى محكمة كوليجيو دي جارانزيا ديلو سبورت التابعة للجنة الأولمبية الإيطالية.
وجاء إيه سي ميلان بالمركز الثاني في موسم 2005-2006، لكنه أيضاً كان متورطاً في القضية، وتم تغريمه، ولذلك تم منح اللقب إلى نادي إنتر ميلان صاحب المركز الثالث في الترتيب، وحصد يوفنتوس 91 نقطة في ذلك الموسم، بينما حصل ميلان على 88 نقطة، وإنتر 76 نقطة..
ورغم ما حصل، فإن يوفنتوس ما زال يصر على احتساب البطولات التي تحققت على أرضية الميدان على حد وصفه، حيث يرفع رقم عدد مرات التتويج في ملعبه بزيادة لقبين، عما يعلن عنه الاتحاد الإيطالي لكرة القدم في كشوفاته.