أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
دعا كمال إسماعيل، رئيس حزب التحالف الوطني السوداني، القيادي بقوى الحرية والتغيير، في تصريحات لـ«الاتحاد»، المجتمع الدولي إلى أن يأخذ بعين الاعتبار التغيير الكبير الذي حدث في السودان، وأن يكون داعماً بقوة للمرحلة الانتقالية الحالية وللحكومة في مواجهة التحديات الاقتصادية الهائلة التي تواجهها، وأن يسرع برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأعرب إسماعيل عن قناعته بأن مفاوضات السلام المرتقبة في 14 أكتوبر بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، ستكون ناجحة بكل المعايير، مؤكداً وجود إرادة قوية لدى كل الأطراف لإنجاح المفاوضات، نابعة ومستندة إلى تأييد شعبي كبير، ما سيكون حافزاً للجميع لإنجاز المهمة. ومن ناحية أخرى، أقال رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، 35 مديراً للجامعات الحكومية ورؤساء مجالسها، وأصدر قراراً بتعيين مديرين جدد.
وأعفى رئيس الوزراء السوداني 28 رئيس مجلس أمناء للجامعات الحكومية، أبرزهم إبراهيم غندور وعوض الجاز وعلي كرتي ومحمد طاهر إيلا، وجميعهم من رموز نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير. ومن أبرز من تم تعيينهم، الدكتورة فدوى علي طه التي عينت في منصب مدير جامعة الخرطوم، كأول سيدة تتولى إدارة هذه الجامعة العريقة. وأشاد خبراء وناشطون سودانيون بهذه الخطوة، واعتبروها في تصريحات لـ«الاتحاد» إجراء مهماً لاستعادة مؤسسات التعليم العالي من براثن الأخونة وتمكين النظام السابق، وأعربوا عن أملهم أن تكون بداية لإعادة هيكلة أجهزة ومؤسسات الخدمة المدنية في السودان وتطهيرها من عناصر نظام الجبهة الإسلاموية الذين سيطروا على مفاصل الدولة السودانية على مدى الثلاثين عاماً الماضية.
وأشاد الكاتب والمحلل السياسي السوداني صلاح شعيب بعزيمة وشجاعة وثورية وزيرة التعليم العالي السودانية الدكتورة انتصار صغيرون التي قادت التغيير في وزارتها، المرفق الحيوي المهم، وأعرب عن أمله أن يستكمل بقية الوزراء الإصلاحات في كل المرافق العامة، مؤكداً أن الوزارات السودانية ما زالت مليئة بـ«ثعابين الإخوان» الذين يقدمون مصلحة تنظيمهم على مصلحة السودان.
وأضاف شعيب أن الأيام ستثبت خطأ وسذاجة من يفكر في ترويض هذه الثعابين السامة، لأن «الإخوان» حددوا خياراتهم سلفاً، وهم يرون كل مخالف لأيدولوجيتهم عدواً لهم، يجب التآمر عليه وقتله.
وقال إن خطوة تطهير الجامعات السودانية من قيادات النظام البائد تعطي الأمل بأن السودان مقبل على تغيير إصلاحي جذري يعيد الاعتبار للأكفاء، ويمنحهم فرصاً كانت مغلقة على تيار سياسي واحد.
من جانبها، اعتبرت الناشطة السودانية أماني العجب قرار إعفاء جميع مديري ورؤساء مجالس إدارات الجامعات السودانية من «الإخوان» أول خطوة عملية لإصلاح التعليم العالي.
أما الباحث السوداني عبد الرحيم حاج أحمد فقال لـ«الاتحاد»: إنه بقراءة لكشف مجالس الجامعات التي قامت الحكومة بحل إداراتها، أدركت لماذا تدنى مستوى التعليم، فكل واحد من قيادات «الإخوان» رئيس لألف مؤسسة، تبدأ بالحزب وتنتهي بالنادي الرياضي، ويتلقى ألف مرتب من كل هذه المؤسسات، بينما الكفاءات والخبراء يتضورون جوعاً من مرتب لا يكفي حاجة يوم واحد.
من ناحية أخرى، كشف المجلس السيادي في السودان عن تعرض شركات تعدين سودانية لهجوم من قبل مجموعات مسلحة في بعض المناطق بجنوب كردفان، وأسفر ذلك عن مقتل عسكري وإصابات متفاوتة بين ضباط عسكريين وبعض العاملين في تلك الشركات.
وقال طاهر أبوجاهة، مدير إدارة الإعلام بالقصر الجمهوري، إن شركات سودانية في منطقة تلودي بجنوب كردفان تعرضت، في وقت متأخر أمس الأول، إلى هجوم غاشم من قبل مجموعات تخريبية مسلحة.
وأضاف أبوجاهة أن الأحداث بدأت خلال مسيرة احتجاجية نحو مقر اللواء مشاة 56، مطالبين بوقف عمل تلك الشركات وإغلاقها، بحجة أنها تستخدم مواد ضارة بصحة الإنسان، ثم توجهت تلك الحشود إلى مقار الشركات وتم حرقها وتدميرها بالكامل، بالإضافة إلى حرق 3 مصانع.
وأوضح أبوهاجة أن المجلس السيادي وجه بتكوين لجنة لتقصي الحقائق وتقديم المتورطين للقضاء.