الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة

«جمعية الطبيعة»: الترشيد الحل المثالي لمواجهة تحديات المياه

«جمعية الطبيعة»: الترشيد الحل المثالي لمواجهة تحديات المياه
4 أكتوبر 2019 01:33

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

أكد الدكتور جاكي جوداس، المدير والمستشار العلمي لبرنامج الحفاظ على الحياة البرية في جمعية الإمارات للطبيعة، أهمية ترشيد استهلاك المياه خاصة خلال ارتفاع درجة الحرارة بالصيف، وقدم قراءة لمنظومة المياه، موضحاً أن المنطقة تواجه مجموعة من التحديات، تستدعي سرعة ترشيد استهلاك هذه المادة الحيوية، وذلك عبر خطوات بسيطة لإحداث التغيير، مثل إغلاق صنابير المياه عند تنظيف الأسنان بالفرشاة وغسل الشعر أثناء الاستحمام، كما يمكن استخدام الإعدادات الصديقة للبيئة عند تشغيل الغسالات حتى يتم استهلاك كميات أقل من المياه، مشيراً إلى أن الأمر صار عاجلاً، ويتطلب السرعة في تطبيق أساليب ترشيد المياه واتخاذها أسلوب حياة قبل أن تنضب هذه الثروة من بين أيدينا.

ارتفاع الطلب
وأشار جوداس إلى أن المياه في الإمارات نوعان، الجوفية وتحلية المياه، حيث كانت المياه الجوفية المصدر الرئيس للمياه في الماضي، وفي الوقت الحالي ازداد الطلب على هذه المادة الحيوية بشكل هائل، تزامناً مع التطور المتسارع في المنطقة، وتُستخدم المياه الجوفية في وقتنا الحالي بشكل أساسي في القطاع الزراعي، لكن الطلب عليها ما زال يفوق الكميات المتوافرة، موضحاً أن الدول تعمل حالياً على إعادة تدوير المياه الجوفية بشكل أسرع، وذلك عن طريق الحد من استهلاكها وإعادة ملء الآبار بالمياه المحلاة، مشيراً إلى أن الآبار الجوفية وسيلة لتخزين المياه الصالحة للشرب لاستخدامها في أوقات الحاجة، ولذلك تقوم الدول ببناء العديد من السدود لمنع تسرب المياه الصالحة للشرب إلى البحر، وتستهدف تطوير القدرة التخزينية للآبار لتوفر ما يكفي من المياه.

تحلية المياه
وأكد أن المصدر الرئيس للمياه الصالحة للشرب في وقتنا الحالي، والتي نستخدمها بشكل يومي في منازلنا ومكاتبنا ومصانعنا هو المياه المحلاة، حيث تنتشر محطات تحلية المياه في دولة الإمارات، ويتم تحلية مياه البحر المالحة لتصبح قابلة للاستهلاك بشكل يومي، ويتم ضخ هذه المياه المحلاة في الأنابيب لتصل إلى الصنابير، فيما يتم إرجاع الملح الزائد إلى البحر.
وأضاف أن الباحثين يعملون حالياً على استكشاف سبل جديدة للتعامل مع المحلول الملحي، حيث يمكن استخدامه في مزارع الأسماك، أو في زراعة النباتات الملحية أو المحبة للملح، أو في إنتاج الملح والمواد الكيميائية للاستخدامات الصناعية، كما يمكن أن يوفر المحلول الملحي طريقة بديلة لإنتاج الأسمنت، مؤكداً أن عملية تحلية المياه تتطلب كمية كبيرة من الطاقة، حيث تحصل محطات التحلية على الطاقة التي تحتاجها من البخار الناتج عن محطات الكهرباء.
ونتيجة لذلك، يتم إنتاج المياه والطاقة في وقت واحد في جميع أنحاء دولة الإمارات، كما يسعى الباحثون أيضاً لإيجاد سبل لاستخدام الطاقة المتجددة في عملية تحلية المياه، وذلك بهدف تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، حتى أن بعض العلماء يعملون على استكشاف إمكانية استخراج المياه من الهواء، الأمر الذي سيكون مثالياً في هذه المنطقة المعروفة بمعدلات الرطوبة المرتفعة فيها، ولكن تطبيق مثل هذه الحلول يحتاج لسنوات.

المياه الرمادية
واعتبر جوداس مياه الصرف الصحي المعالجة جزءاً رئيساً من منظومة المياه، بحيث تعتبر مصدراً للمياه، حيث يتم معالجة مياه الصرف الصحي القادمة من المنازل والمواقع الصناعية للحصول على «المياه الرمادية»، والتي يمكن استخدامها في سقي المساحات الخضراء، والكثير من هذه المياه يعود إلى البحر. ولهذا، تسعى الحكومات ومنها دولة الإمارات لإعادة تدوير واستخدام أكبر كمية من «المياه الرمادية».
ووفق جوداس وحسب تقرير عن حالة الطاقة في الإمارات، يستهلك الفرد في الدولة ضعف الكمية التي يستهلكها الأفراد في جميع أنحاء العالم، وتشير التوقعات لازدياد الطلب على المياه على المستويين المحلي والعالمي على حد سواء، لذلك، وبدلاً من أن نضيف المزيد من الأعباء على بيئتنا المحيطة وبنيتنا التحتية، لماذا لا نتعلم من الماضي ونحافظ على المياه؟.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©