مراد المصري (دبي)
عاشت جماهير ريال مدريد ليلة برازيلية ساحرة على إيقاع أنغام «السامبا» الساحرة، حينما قاد فينيسيوس جونيور ورودريجو «الملكي» للتفوق على أوساسونا بثنائية نظيفة أمس الأول، ليتبوأ الفريق صدارة الترتيب منفرداً في ختام الجولة السادسة.
وفي ظل الوضع غير المطمئن الذي مر به ريال مدريد مطلع الموسم الجاري، فإن «المدرسة البرازيلية» أوقدت شعلة الأمل لتحول المستقبل المظلم إلى طموحات واعدة بوجود ثنائي بهذه الإمكانيات، علماً أن فينيسيوس جونيور يبلغ من العمر 19 سنة، فيما لا يبلغ رودريجو سوى 18 سنة.
وخطف فينيسيوس المشهد، بعدما سجل الهدف الأول لريال مدريد، حيث انهمرت دموع اللاعب لتكشف عن حجم المعاناة التي مر بها طوال الفترة الماضية، حيث إنه بعد تألقه منتصف الموسم الماضي تعرض للإصابة، فيما لازمه سوء الطالع بعدم قدرته على ترجمة مجهوده الفردي إلى أهداف، ليبتسم القدر له بكسر النحس وهز الشباك بعد طول انتظار.
وقدم فينيسيوس أداءً مميزاً أمام أوساسونا، بعدما راوغ 14 مرة، وهو رقم قياسي في مباراة واحدة في الليجا هذا الموسم، وأفضل أرقامه منذ انضمامه لريال مدريد.
فيما دون رودريجو اسمه في سجلات التاريخ «الملكي»، بعدما بات ثاني أسرع لاعب يسجل هدفاً عقب مشاركته الأولى في صفوف الفريق، حيث احتاج إلى 93 ثانية فقط لتسجيل هدفه عقب نزوله بديلاً، وذلك خلف مواطنه رونالدو نازاريو الذي احتاج إلى 62 ثانية فقط لتسجيل أول أهدافه بقميص «الملكي» في 2002.
وأثبت الفرنسي زين الدين زيدان مرة أخرى، أنه قادر على حل مشاكل ريال مدريد، وذلك بعد فترة التشكيك بقيادته، حيث لم يتعرض مرمى فريقه لأي تسديدة في مباراتين متتاليتين بالدوري للمرة الأولى منذ عقود من الزمن، كما أنه عرف كيف يحل مشكلة التهديف، لينجح باستخراج أفضل ما لدى لاعبيه من قدرات بهدوء، ودون كلام كثير، عبر وسائل الإعلام.
ورد «زيزو» على المشككين فيه، على اعتبار عدم منحه الفرصة للاعبين الشباب، ليؤكد أنه جاهز لهذه المهمة في حال كان اللاعبون على قدر التطلعات، وهو ما ترجمه بالثنائي البرازيلي فينيسيوس ورودريجو، علماً أن التشكيلة بأكملها شهدت تغييرات عديدة وإشراكاً لعناصر شابة، من أجل التعامل بصورة متوازنة مع ضغط المباريات بالفترة الحالية.
وتحدث رودريجو عن المشاركة الأولى وتسجيله الهدف، وقال: «يحالفني الحظ دائماً في المباريات الأولى وأنا سعيد بذلك، أنا سعيد جداً باللعب وتسجيل هدف ومساعدة الفريق، أشكر عائلتي والزملاء، الذين يتحدثون إليّ يومياً ويمنحونني الثقة، لقد قلت دائماً بأن التسجيل مع ريال مدريد أمر رائع».
ورفض اللاعب مقارنته بمواطنه رونالدو، وقال: لا أحب هذا النوع من المقارنات، لأن رونالدو أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم وفي بلدي، فيما سجلت الهدف من خلال السيطرة الجيدة على الكرة، وسارت بقية الأمور على ما يرام، عليّ أن أظهر دائماً بأنه يمكنني اللعب هنا.
وأرجع اللاعب نجاحه إلى ثقة المدرب زيدان، وقال: يعرف المدرب ما يفعله وهو يتحدث إليّ يومياً لمواصلة العمل، أنا في ريال مدريد، ولا يهمني اللعب، سواء مع الفريق الرديف أو الأول، سيكون لدى مدريد دائماً لاعبون رائعون، ومن الطبيعي أن يكون فريقاً مذهلاً.
وتابع: أنا في غاية السعادة، منحني زيدان الكثير من الهدوء والثقة، وأعتقد أن هذا هو سبب سير الأمور على خير ما يرام، لا أملك الكلمات، هذه لحظة لطالما حلمت بها منذ وصولي إلى ريال مدريد. فيما عبر فينيسيوس جونيور، عن رضاه التام بما قدمه، وقال: اللاعبون يعرفون أنني كنت أحاول بجدٍ ولا شيء أجمل من التسجيل مجدداً قبل الديربي، الحديث مع روبيرتو كارلوس فخر كبير وأنا سعيد بتهنئته لي، أنا سعيد جداً بالتسجيل مرة أخرى في البرنابيو.
وتابع: أنا متحمس جداً لأن الأمور كانت صعبة منذ إصابتي، وعانيت من أجل اللعب مجدداً، ولم يكن أدائي جيداً في المباريات، لم أكن سعيداً كما في الموسم الماضي، والآن تخلصت من ذلك كله، أنا سعيد جداً بتسجيل الأهداف».
