شريف عادل (واشنطن)
في صفقةٍ قد تصل قيمتها إلى مليار دولار، أعلنت شركة فيسبوك، عملاق التكنولوجيا وصاحبة موقع التواصل الاجتماعي الشهير، استحواذها على شركة كنترول – لابس CTRL-Labs الناشئة المختصة في قراءة أفكار المستخدمين، التي تعمل على تمكين مستخدمي الحواسب الآلية من التحكم في أجهزتهم بأفكارهم وحدها، وفي الوقت الذي تعاني فيه الشركة ضغوطاً حكومية على مستوى العالم، بعد فضيحة الخصوصية وتسريب بيانات ملايين المستخدمين، إضافة إلى تحملها ملايين الدولارات من الضرائب الإضافية في العديد من الدول التي تعمل فيها، تعالت الأصوات المنددة بصفقة الشركة الأخيرة، التي اعتبرها البعض محاولة جديدة لجمع بيانات المستخدمين، لأن النشاط الأساسي للشركة لا يشمل مبيعات الأجهزة الإلكترونية للمستهلكين.
وتنتج الشركة المشتراة التي تأسست قبل 4 سنوات، ونجحت في جمع تمويل يقدر بعشرات الملايين من الدولارات من رأسمال المخاطر Venture Capital، ويعمل بها عشرات الموظفين، مِعْصَمَة (شيء يوضع حول المعصم) يمكنها فك شيفرة الإشارات الكهربية الصادرة من الدماغ، وترجمتها إلى إشارات رقمية، تستطيع الأجهزة التعامل معها، ليتمكن من يرتدي تلك المعصمة من التحكم في جهاز الحاسب الآلي الخاص به دون لمسه.
وفي حين تقبل البعض، على كرهٍ، فكرة إتاحة بعض بيانات المستخدمين على الإنترنت، من خلال موقع التواصل الاجتماعي الخاص بالشركة، على أساس أن كل مستخدم يتحكم فيما يجعله متاحاً، تمثل تكنولوجيا الشركة الجديدة تطوراً سلبياً واضحاً، لأنها تنقل كل ما يجول بخاطر المستخدم، وإن كان مدى تحكمه في ما ينشر منه غير واضح حتى الآن.
وعلق أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي تويتر على إعلان الشركة عن عملية الاستحواذ بثلاث كلماتٍ فقط: «هذا شيءٌ مرعب». وفي أوائل عام 2018، ظهر تورط كل من شركة فيسبوك وشركة «كامبريدج أناليتيكا» لتحليل البيانات في تسريب بيانات المستخدمين، بعد أن تبين حصول الأخيرة على بيانات 87 مليون شخص من مستخدمي موقع التواصل الشهير بطريقة غير سليمة، وفي الشهور التالية لتلك الواقعة، استدعي مارك زوكربرج، مؤسس فيسبوك ورئيسها، وغيره من المسؤولين التنفيذيين بها، للشهادة أمام الكونجرس عن الواقعة. وانتهى الأمر بتوقيع غرامة مالية على الشركة، بمبلغ 5 مليارات دولار، بالإضافة إلى إلزامها بتحسين برامج حماية الخصوصية لديها.