الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

مستقبل الكرة الآسيوية

مستقبل الكرة الآسيوية
26 يناير 2019 00:02

ربما يلاحظ المتابعون لمنافسات كأس آسيا الحالية، أن المواهب العربية المحترفة في الأندية الأوروبية تكاد تكون محدودة للغاية، في الوقت الذي تزخر فيه الأندية العربية بكثير من اللاعبين المحترفين من الخارج، خاصة من أوروبا وأميركا الجنوبية وأفريقيا، وهو الأمر الذي يستنزف موارد تلك الأندية نتيجة التكلفة العالية لـ«فاتورة» الاحتراف.
في نهائي كأس العالم 2018، التقى المنتخبان الفرنسي والكرواتي، وبعيداً عن النتيجة المعروفة للجميع، إلا أن ما يهم هو ذلك العدد من اللاعبين الذين مثلوا منتخب بلادهم، ولا يلعبون في دوري بلادهم، فأصبح لزاماً البحث في الأسباب والنتائج، وإذا ما كان الأمر متعلقاً بقوة الدوري المحلي أم لا؟
كانت الإجابة واضحة.. قوة الدوري تنعكس على قوة المنتخب الوطني، وربما تختلف الاجتهادات بشأن أيهما أكثر قوة من الآخر.. الدوري الإنجليزي أم الإسباني؟، ولو كان الكروات على وجه التحديد يلعبون في دوري بلادهم هل كانوا سيحققون الوصافة؟
من الواضح أن تركيز غالبية الأندية العربية ينصب على اللاعب الجاهز، سواء كان محلياً أم من الخارج، حيث تبحث الأندية عن إنجازات سريعة، بغض النظر عن المستقبل، وهي تمارس دور ربة المنزل الفاشلة، التي لا تجيد الطبخ وتبحث عن وجبات جاهزة.
يمكن للأندية أن تمارس دوراً أكثر فاعلية.. صحيح أن القوية منها مادياً قادرة على التعاقد مع لاعبين يمكن أن يشكلوا إضافة لها، لكن هؤلاء اللاعبين لن يعودوا بالنفع على المنتخبات العربية، لأنهم سيعودون إلى منتخبات بلادهم، وقد حصلوا على الأموال الوفيرة وفرص احتكاك كثيرة، وحرموا اللاعبين العرب منها، نتيجة البحث عن تشكيلة مثالية يراد منها تحقيق الألقاب بمعزل عن جنسية من يلعب فيها.
وإذا ما كانت الأندية العربية الغنية تستقطب بعضاً من النجوم العالميين المعروفين، «ممن شارف عمرهم الافتراضي في الملعب على الانتهاء»، وتلك مصيبة، إلا أن المصيبة الأكبر تكمن عند الأندية الفقيرة، التي تسعى لاستقطاب لاعبين من الخارج «يمكن وصفهم مجازا بالمحترفين»، وتقع في المحظور وتشرب ذات المقلب مراراً، عندما تدرك بأنها خدعت نفسها، وأهدرت مالها وحرمت لاعبيها المحليين من فرصة اللعب.
لماذا لا تلعب الأندية العربية دوراً مهماً في «تفريخ» اللاعبين الناشئين والشباب، الذين يمكن الاستفادة منهم مادياً، من خلال بيع الموهوبين منهم للأندية الأوروبية، حيث يحصل الاحتراف الحقيقي هناك، بدلاً من بحث تلك الأندية عن لاعبين من الخارج انتهت صلاحيتهم، ولم يعودوا قادرين على الجري وليس اللعب فحسب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©