آمنة الكتبي (دبي)
يبدأ اليوم نقل الصاروخ الذي سيحمل المركبة سويوز إم - إس 15 إلى قاعدة الإطلاق بحسب جدول الأعمال في ميناء بايكونور الفضائي في كازاخستان، ومن المقرر عقد مؤتمر صحفي غدا يجمع رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي ورائد الفضاء الروسي، أوليغ سكريبوتشكا، ورائدة الفضاء الأميركية جيسيكا مير، وأعضاء الطاقم البديل للمهمة، والذي يضم الروسي سيرغي ريزيكوف، والأميركي توماس مارشبيرن.
وأنهى طاقم البعثة الجديدة إلى محطة الفضاء الدولية، جميع الاختبارات وما زالوا في مرحلة العزل الصحي والتي تؤكد جهوزيتهم التامة للانطلاق إلى الفضاء في 25 سبتمبر على متن مركبة الإطلاق سويوز «إم إس – 15» كما تمت عملية تصميم الكرسيين بما يتناسب مع المقاسات الخاصة بالرائدين الإماراتيين بالإضافة إلى جاهزية بذلة الفضاء «سوكول».وتعني مركبة الإطلاق سويوز بالروسية «اتحاد»، هو اسم عائلة من المركبات الفضائية الروسية، وصمم مركبة سويوز في بداياتها مكتب التصميم في شركة كوروليف للصواريخ والفضاء لصالح برنامج الفضاء السوفيتي في ستينيات القرن العشرين.
ويتم إطلاق مركبة سويوز إلى الفضاء باستخدام صاروخ سويوز الحامل الذي يعتبر أكثر الصواريخ الحاملة استخداما وموثوقية في العالم حتى اليوم، واعتمد تصميم صاروخ سويوز على تصميم المركبة فوستوكو الذي اعتمد تصميمه بدوره على آر-7إيه سيميوركا الصاروخ السوفيتي البالستي العابر للقارات، كما أن صواريخ سويوز تعد من أكثر سفن الفضاء أماناً ودقة. توجد منها سبع نسخ، كلها مطوّرة عن صاروخ سوفيتي باليستي يعرف ب (R-7).
ويتكون الصاروخ الرئيسي في الوسط بشكله المدبب المتعارف عليه ويمثل القلب، وإلى جانبه أربعة صواريخ إطلاق، تعمل على تنفيذ عملية القذف خارج منطقة الجذب الأرضي عند مستوى سطح البحر، لترفع حمولة لا تتجاوز 3,357 كيلونيوتن kN.
وتنطلق مركبات سويوز من مركز بايكونور الفضائي بالكازاخية وهو مركز فضائي دولي تشارك فيه كل من روسيا وأوكرانيا وكازاخستان بالإضافة إلى مختلف البرامج الأوروبية والآسيوية.
وتقع بايكونور وتعني باللغة الكازاخية السهل الغني في جنوب جمهورية كازاخستان على بعد 270 كيلو مترا من منطقة كيزيلوردا، واستأجرتها روسيا حتى عام 2025 مقابل 200 مليون دولار سنوياً. وتعتبر المدينة وما حولها مناطق روسية حيث تسري فيها القوانين والعملة الروسية، لكن الاتفاق الموقع مع كازاخستان ينص على عدم استخدامها للأغراض العسكرية.ويعتبر تنفيذ الرحلات الفضائية الهدف من إنشاء مركز بايكونور الفضائي، وكان مخصصاً منذ تأسيسه في عام 1955 لإطلاق الصواريخ العابرة للقارات، قبل أن يتحول لأغراض الرحلات والتجارب الفضائية، ومنه كانت رحلة يوري غاغارين أول رائد فضاء في التاريخ في 12 أبريل 1961، ويعتبر المركز أول وأضخم منصة لإطلاق الرحلات إلى الفضاء.
وتشكل المدينة والمركز الفضائي التابع لها ما يعرف بمجمع بايكونور، الذي يضم 15 مجمعاً لإطلاق 9 أنواع من مركبات الإطلاق، و4 قاذفات لاختبار الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، و11 مبنى للتجميع والاختبارات، إضافة ل34 مجمعاً تقنياً للتحضير المسبق لمركبات الإطلاق والمركبات الفضائية، و3 محطات للتزود بالوقود.كما يضم مجمعاً للقياس مع مركز معلومات وحوسبة بالغ التطور لمراقبة تحليق مركبات الإطلاق والتحكم بها، إلى جانب رصد ومعالجة معلومات القياس عن بعد. كما يعتبر المركز الفضائي الأول من حيث عدد الرحلات الفضائية التي انطلقت منه، يليه في المرتبة الثانية مركز كانافيرال في الولايات المتحدة.