الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
اقتصاد

نموذج إماراتي فعال لحماية المناخ

نموذج إماراتي فعال لحماية المناخ
23 سبتمبر 2019 03:33

تحويل التحديات إلى فرص نمو يمكن الاستفادة منها اقتصادياً

شهد العالم تطوراً كبيراً في العمل من أجل المناخ، منذ الإجماع غير المسبوق الذي شهده اتفاق باريس قبل أربعة أعوام، والتوقيع على بنوده، وإقرار الموقعين بمساهماتهم الوطنية المحددة في مجالي تخفيف مسببات التغير المناخي والتكيف مع تداعياته، ثم تطورت محادثات المناخ خلال مؤتمر الدول الأطراف الثالث والعشرين COP23 في بون الألمانية، لتخرج بالتأكيد على ضرورة الالتزام بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في باريس، وكذلك الأمر بالنسبة لمؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين، الذي عقد في كاتوفيتشي البولندية في العام الماضي.
إن ارتفاع معدل وقوع الظواهر المناخية المتطرفة سنوياً، بنسبة تفوق 400% خلال العقود الخمسة الأخيرة، يؤكد أن الوقت لم يعد في صالحنا، وأن حجم وطبيعة الجهود المبذولة حالياً لم يعد كافياً، لذا يجب تكثيف الجهود الدولية، واتخاذ إجراءات جادة للاستفادة من الفرص المتاحة، ورفع سقف التعهدات والالتزامات بشأن المناخ، لنتمكن من حماية البشرية من التحدي الأهم الذي يواجهها حالياً.
وهنا في دولة الإمارات، وعبر التجربة والجهود المحلية والعالمية المبذولة في هذا المجال، تطرح الدولة نموذجاً فعالاً في العمل من أجل المناخ، قائماً على تحويل تحديات التغير المناخي إلى فرص نمو يمكن الاستفادة منها اقتصادياً، وهو ما يشكل حافزاً قوياً لترقية وزيادة التعهدات والالتزامات الوطنية للدول.
يشمل هذا النموذج توجهات عدة، فبالإضافة إلى جهودها في حماية البيئة والعمل على ضمان استدامة مواردها الطبيعية، بدأت دولة الإمارات منذ العام 2006 في العمل على دعم وتعزيز استخدام ونشر حلول الطاقة المتجددة على المستويين المحلي والعالمي، بهدف خلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة، يعزز خفض معدل انبعاثات غازات الدفيئة، والتي تعد السبب الرئيسي لارتفاع درجات حرارة الأرض والتغير المناخي بشكل عام، وخلق فرص استثمارية وتنموية في قطاعات جديدة.
على المستوى المحلي، اعتمدت الدولة بفضل توجيهات ورؤى قيادتها الرشيدة استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والتي تستهدف رفع حصة الطاقة النظيفة من مزيج الطاقة المحلي إلى 50% بحلول 2050، وعلى الأرض انتهت من مشروع محطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية، والتي دخلت الخدمة بقدرة إنتاجية 1.1 جيجا وات، ونستعد حالياً للعمل بتنفيذ مشروع عملاق آخر بمنطقة الظفرة في أبوظبي للطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجا وات، كما يستمر العمل في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية «الأكبر من نوعه في العالم»، وستصل قدرته عند الانتهاء منه إلى 5 جيجا وات.
كما عملت الدولة، ضمن نموذجها الفعال، على توظيف التقنيات الحديثة بهدف خفض مسببات التغير المناخي والإضرار بالبيئة، ومساعدة كافة القطاعات على التكيف مع هذا التغير، وخلق فرص عمل واستثمار ونمو جديدة ومبتكرة.
إن دولة الإمارات، إذ تعتز بكونها جزءاً من العمل المناخي العالمي ونموذجاً له، فإنها تجدد التأكيد على أن بلوغ الأهداف الطموحة التي نسعى لتحقيقها يستدعي عملاً دؤوباً على المستوى الوطني، وتنسيقاً أفضل على المستوى العالمي. لذا نطلق عبر القمة رسالة للعالم أجمع لتوحيد وتكثيف الجهود ورفع سقف الطموحات والتعهدات والمساهمات، آملين أن تمثل هذه القمة خطوة فعالة تُعزّز فرصنا بالفوز في سباقنا مع المناخ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©