الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

محمد عبدالله: التعدي على عبيد إهانة لجميع الحكام

محمد عبدالله: التعدي على عبيد إهانة لجميع الحكام
19 سبتمبر 2019 00:05

معتز الشامي (دبي)

أبدى محمد عبدالله الحكم المونديالي، استياءه مما تعرض له زميله محمد عبيد خادم الذي أدار مباراة السوبر، عندما تعرض للتعدي من أحد جماهير شباب الأهلي، ولفت إلى أن التصرف مرفوض، ويمس قدسية الحكم بصفته قاضياً داخل الملعب، والتعدي على أي حكم، يعتبر بالتبعية تعدياً على باقي الحكام وإهانة لهم يرفضونها تماماً، جاء ذلك خلال حديثه إلى «الاتحاد»، وفتح فيه العديد من الملفات.
وقال: في «السوبر» للأسف المشهد جاء سيئاً، لماذا ينزل الجمهور إلى أرضية الملعب، هذا التصرف مرفوض، ولا يجب أن يتكرر لأنه يسيء إلى دورينا، أما ما حدث لمحمد عبيد، فهذا الأمر يمس كل حكم إماراتي، ونرفض ما تعرض له عبيد، لا أعرف خلفية الشخص المعتدي، وهل لديه مشكلة نفسية من عدمه، إلا أن ما حدث أصابنا بـ «الأذية» نفسياً، ولسنا مرتاحين في بداية الموسم، لأن يحدث هذا التصرف، ونعتبره تطاولاً لا يغتفر «أهان» الجميع.
عبر محمد عبدالله عن غضب الحكام من محاولات الضغط على محمد عبيد، لسحب شكواه ضد المعتدي، وقال «الأمر يعود إلى عبيد، ولا نريد أن يقلل البعض من شأن التحكيم، وفي كل مرة يخطئ أحد في حق التحكيم، ويصل للشكاوى القضائية، الكل يضغط على الحكم بالتراجع أو سحب الشكوى، لسنا بالتأكيد الطرف الأضعف، بل الأقوى بالدوري، ولكنها قوة بـ «طيبة» بالتأكيد، ويمكن أن نوصف بالطرف الأطيب نفساً، لأن هذا ما يفرضه واجبنا كقضاة نطبق القانون داخل الملعب. وأضاف «نقدم كل ما لدينا لكرة الإمارات، ومن العيب أن يكون رد الجميل بهذا الشكل، وأي اعتداء على أي حكم، يلحق بباقي الحكام، ورسالتي للجماهير، أن ينبذوا التعصب، وأن يستمتعوا بالمباريات، ولا يركزوا كثيراً في التحكيم، الذي عادة لا يكون سبب خسارة الفرق، ولكن مستوياتها تكون سبب ذلك، يجب عليهم تقبل الخسارة وأن يتحلوا بالروح الرياضية والثقافة».
وعن مطالب الساحة الرياضية في بعض الأوقات بالاستعانة بالحكم الأجنبي، قال «مللنا سماع تلك الشكوى، أكملت في التحكيم 20 عاماً، وخلال تلك الفترة، كل موسم نسمع عن طلب الاستعانة بحكام أجانب، سواء من الجماهير، أو من بعض مسؤولي الأندية، رغم أن دورينا منذ الثمانينيات لا يستعين بالتحكيم الأجنبي، ونرى الدوريات الأوروبية، ونرى الأخطاء التي ترتكب هناك، ورغم ذلك الفريق يخسر، تشجعه الجماهير، ولا أحد يتطاول على حكم أو يقلل من أداء التحكيم»، مشيراً إلى أن كثرة التشكيك في التحكيم أو الإساءة إلى الحكم في كل مباراة تقريباً، طارد للمواهب، ويرهب من يرغب في اللحاق بسلك التحكيم».
وشدد محمد عبد الله على أن الحكم الإماراتي يحتاج إلى التفريغ، وقال «قديماً كان هناك حديث عن تفريغ الحكام، لكن الآن أصبح الأمر لا يلقى الاهتمام الكافي، وعلينا أن يدرك أن الحكم دون أن يفرغ من وظيفته على الأقل بشكل جزئي، فهو لن يسير بعيداً، ولن يحقق الإنجازات لبلده، بعض الزملاء يعانون لذلك، وبعضهم لا يستطيع السفر لإدارة مباريات آسيوية بسبب عدم تفريغهم، وآخرون يضطرون لتقديم إجازات رسمية من رصيده لإدارة مباريات يمثل فيها التحكيم الإماراتي، وهذا يؤثر تماماً على الحكم، لذلك أنادي بالاهتمام بمساعدة الحكم الإماراتي، وأن يتم فتح النقاش مجدداً، حول تفريغ الحكام، خصوصاً بعد تطور المستوى الآن، حيث أصبح لدينا تقنية الفيديو تتطلب جهداً أكبر ودورات أكثر وتمرينا مكثفا وهكذا، وأتمنى من المسؤولين التدخل لإنقاذ الحكم الإماراتي وتفريغه، حتى ينجح في تأدية مهمته، وإذا لم يكن التفريغ لفترات طويلة، على الأقل يجب تفريغ حكام النخبة وقت تكليفه بإدارة المباريات الخارجية، أو اختياره لدورات تابعة للاتحادين الآسيوي أو الدولي»
وبشأن الجانب المالي للتحكيم، وما إذا كان مظلوماً كما يردد القضاة أنفسهم، قال «بالفعل الحكم مظلوم مادياً، مقارنة برواتب باقي أطراف الاحتراف من لاعبين ومدربين، ولا ننظر بالتأكيد إلى المال، لكن لابد من إعادة النظر في المقابل المادي للحكام، على الأقل بتخصيص راتب ثابت للحكم، بالإضافة إلى مكافأة إدارة المباريات، خصوصاً أن بعض دول الجوار تدفع رواتب مرتفعة للقضاة، ونسمع كل سنة عن زيادة المقابل المادي للتحكيم لكن لم يحدث، رغم أن الفترات الماضية تم الاهتمام برفع المكافأة، ولكن قياساً على ما يقدم من تضحيات، هذا المبلغ يعتبر قليل جداً».
وأشاد عبدالله بالإمكانيات التي يوفرها اتحاد الكرة لتطوير مستوى التحكيم الإماراتي، خصوصاً خلال الفترات الأخيرة، وقال «نشكر الاتحاد على الدعم المستمر، لكن الفترة المقبلة تتطلب زيادة المخصصات للتحكيم، خصوصاً أن تطوير أصحاب الصافرة يتطلب تكثيف الورش الدورات والمعسكرات وغيرها من العوامل الأخرى، ونثق بأن الاتحاد لن يقصر أبداً مع التحكيم الإماراتي، ورغم ذلك أؤكد أن الاتحاد لم يقصر أبداً في توفير ما يلزم، لكن أتمنى أن تتم زيادة الموازنة المخصصة لقضاة الملاعب».
وحول التشكيك في القضاة، قال «نرفض تماماً التشكيك في أداء الحكام، من أجل أي خطأ فردي أو حتى تقديري، كما نرفض التشكيك في الذمم، لأن ذلك أكبر خطأ، وكلنا جئنا لإنجاح المسابقة، وكل حكم يعمل لفترة معينة ويقدم من أجلها تضحيات كبيرة، تأتي على حساب أهله وبيته وأسرته، ثم بعد ذلك يسمع تشكيكاً أو تقليلاً مما يقدمه، وهذا مرفوض، التحكيم الإماراتي متطور وهو الأول آسيوياً، وفي النهاية نحن بشر، نصيب ونخطئ، ولا تتسببوا في تراجع التحكيم، لأننا كحكام، نشعر بالغضب والحزن، عندما يتم التشكيك فينا، وفي نوايانا من أجل خطأ تقديري لقرار يتخذ في جزء من الثواني، سواء من جماهير أو حتى بعض الإداريين، بالتأكيد نرفض ذلك ونتمنى أن يكون الاحترام قائم بين الجميع لإنجاح المسابقة». وأضاف «نفعل كل ما في وسعنا للظهور بأفضل أداء، والتوفيق من عدمه من الله، لكن بعض المحللين قد يتهمون الحكم باتهامات بعيدة عن سوء التقدير، بل بعضهم يختلفون في رأيهم حول الحالة نفسها، في بعض الأحيان بالتأكيد يحزننا هجوم الاستوديوهات التحليلية، لكن في النهاية نحترم كل الآراء، خصوصاً أن المحللين كانوا قضاة سابقين، ورسالتي لهم ألا يظلمون الحكم، وسوء التقدير في حالة لا يعني أن الحكم ضعيف أو شيء، ولكن ذلك يحدث في كل الدوريات».
ورداً على التشكيك الذي سبق إدارته لمباريات مونديال 2018، قال «عشت فترة صعبة قبل كأس العالم، خصوصاً التي سبقت البطولة، بعد تعيين الطاقم الإماراتي، أكثر ما أحزنني هو حملة التشكيك التي ظهرت فجأة بعد تكليفي بالبطولة، فالكل بدأ يشكك في إدارتي للمباريات، ولكن الحمد لله حصلت على الفرصة، ووفقت في إدارة 4 مباريات خلال البطولة، وتقييمي كان مرتفعاً، ورددت داخل الملعب، لكنها كانت فترة وانتهت ولن أنظر إليها مجدداً.
وتطرق محمد عبدالله إلى تطور المستوى التحكيمي، مقارنة بالسابق، وقال «سابقاً كانت هناك «هزة» في المستوى، خصوصاً بعد خروج عدد من الحكام الكبار، وآخرهم علي حمد، ما أدى إلى عدم ثبات المستوى، لأن إيصال الحكام لنفس مستوى المخضرمين المعتزلين، يأخذ وقتاً قد يصل لأكثر من 5 سنوات، وبالتالي كانت هناك فجوة استمرت لبعض الوقت، نتيجة لمرورنا بمرحلة إحلال وتجديد، وهذا طبيعي، أعتقد الآن استقرت الأمور، والتحكيم الإماراتي له دور كبير في إنجاح المسابقة، كما أؤكد أن التحكيم الإماراتي أصبح أفضل كثيراً، حيث يوفر الاتحاد الكثير من الإمكانيات، خصوصاً بعد استقطاب علي الطريفي في الإدارة الفنية للحكام، وأعتقد أنه قادر على إحداث نقلة كبيرة من واقع خبراته الكبيرة وإمكانياته العالية».
وأضاف :«شمسول وضع أسسا لتطوير قطاع التحكيم قبل أكثر من 4 سنوات، واهتم بالقضاة الصاعدين، والعمل يستمر لتحسين الأداء، والآن نحن في مرحلة نضح، بعد أن تم صقل قدرات هؤلاء الصاعدين، وأتوقع أن يأخذ الجيل الحالي مكانته بشكل كبير» ولفت محمد عبدالله إلى أن قضاة الملاعب في قمة الجاهزية لانطلاق الموسم وبقوة، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يتطور المستوى الفني كثيراً، ووجه رسالة لزملائه الحكام وطالبهم بالتركيز داخل الملعب وتقديم كل ما في وسعهم لإنجاح المسابقة.
وعن الأخطاء المرتبطة بتقنية «الفار»، قال «نعم كانت هناك أخطاء في تطبيق التقنية، ولكنها غير مؤثرة، وأرى أنها طبيعية جداً، لأن التقنية في الموسم الماضي جديدة على الأطقم، والأمر يحتاج لخبرات وتدريبات كثيرة، وهذا يأتي مع الوقت، والآن بعد مرور موسم كامل، ارتفع المستوى كثيراً، وبات إتقان تقنية الفار متاحاً لقضاة الملاعب، وبالتالي أتوقع وصول الأداء لأعلى مرحلة ممكنة، كما أن أخطاء «الفار» تقع حتى في المونديال، لذلك أدعو الجميع للالتفاف حول التحكيم ودعمه والاستمرار في بث الثقة في رجاله».

الطموح «مونديال 2022»
لفت محمد عبد الله إلى أن أحلامه لا حدود لها، وقال «طموحي الشخصي، خلال المرحلة المقبلة، هو اللحاق بـ «مونديال 2022»، وحققت النصف الأول من الحلم بـ «مونديال 2018»، وبذلت الكثير للوصول إليه، تضحياتي كبيرة، خصوصاً آخر عامين قبل البطولة، وأمضيت شهوراً في دورات ومعسكرات، ولا أرى أولادي، إلا أن تمسكي بالحلم، والحرص على بلوغ كأس العالم، وتمثيل الإمارات في المحفل الدولي يهون من أجله كل شيء، والحمد لله تم تفريغي قبل «المونديال» بعامين، بقرار سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، بالتفرغ تماماً قبل «المونديال»، ولولا قرار سموه لما وصلت إلى كأس العالم، أما مسألة الاعتزال فما زالت بعيدة، والمهم هو الوصول إلى «مونديال 2022»، ثم بعدها يكون «لكل حادث حديث».

تراجع أنديتنا قارياً «محزن»
شدد محمد عبدالله على أن تراجع دورينا في التصنيف الآسيوي يعتبر أمراً سلبياً ومحزناً، ويحتاج إلى المزيد من العمل، وقال «يهمني قوة دوري الإمارات وسمعته على مستوى القارة، وهذا يمنحنا قيمة مضافة كحكام قادمين من دوري أنديته تنافس على لقب آسيا، وحزين جداً لتراجع أنديتنا في آخر 3 سنوات تقريباً، ومنذ وصول شباب الأهلي والعين إلى النهائي عامي 2015 و2016، وأنديتنا تغيب عن المنافسة القارية، وأتمنى من أنديتنا أن تدخل إلى المحفل الآسيوي، وهي تضع هدفاً بحصد اللقب أو المنافسة عليه وبلوغ النهائي.

مطر وشاهين ومبخوت أفضل «كابتن»
تحدث محمد عبدالله عن علاقته باللاعبين في الملعب، مشيراً إلى أنها طيبة للغاية، في ظل وجود الاحترام بينه وبين الجميع، وقال :«طوال 90 دقيقة لا أعرف أحدا، فقط أطبق القانون، إلا أن هناك لاعبين استمتع بأدائهم في الملعب، والكل لا يختلف على عمر عبدالرحمن، وهو يقدم المتعة، ولدينا لاعبون أصحاب مهارة ومميزون مثل علي مبخوت وإسماعيل مطر». وأضاف :«ارتاح كثيراً لوجود اللاعب القائد داخل الملعب، ومن لدية القدرة للسيطرة على زملائه، ومنهم إسماعيل مطر لاعب الوحدة، بالإضافة إلى شاهين عبد الرحمن لاعب الشارقة، وأيضا علي مبخوت في الجزيرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©