مراد المصري (دبي)
لم يكن الطريق مفروشاً بالورود، أمام الفرق الكبيرة والمرشحة للمنافسة على لعب أدوار متقدمة مع عودة منافسات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، بعدما حملت ليلة أمس الأول عدة مفاجآت، أبرزها سقوط ليفربول حامل اللقب أمام نابولي بثنائية نظيفة، كما سقط تشيلسي الإنجليزي حامل لقب الدوري الأوروبي «يوربا ليج»، وجاء القاسم المشترك بين عدة فرق في عدم قدرتها على هز الشباك لتكون الأجواء كئيبة لجماهير انتظرت هذه المسابقة تحديداً بشدة طوال الفترة الماضية، لتعيش المتعة والأجواء الحماسية.
وتصدر «الريدز» المشهد بعدما ظهر الفريق تائهاً في «جنوب إيطاليا»، لتحصد كتيبة الألماني يورجن كلوب الخسارة أمام نابولي بقيادة كارلو أنشيلوتي المتخصص بالمسابقة الأوروبية، بحصده اللقب لاعباً ومدرباً في مسيرته الحافلة مع ميلان وريال مدريد تحديداً، علماً أن نابولي تحديداً بات يشكل هاجساً لكلوب، الذي لا يعود سعيداً كلما توجه للعب هناك، فسبق له الخسارة أيضاً مع دورتموند الألماني في نفس الملعب.
وأصبح ليفربول أول حامل لقب يخسر المباراة الافتتاحية له بالمسابقة منذ ميلان الإيطالي في موسم 1994-1995، فيما أصبح نابولي أول فريق إيطالي يتفوق على حامل اللقب في الدور المجموعات، منذ حقق يوفنتوس الفوز على تشيلسي الإنجليزي بثلاثية نظيفة في عام 2012.
ومن جانبه، نجا برشلونة من جحيم ملعب دورتموند، حينما خرج بتعادل سلبي، لعب دور البطولة فيه الحارس أندريه تير شتيجن الذي تصدى لضربة جزاء، جعلت رصيده يرتفع لـ4 ضربات جزاء، نجح بالتصدي لها بالمسابقة الأوروبية إلى جانب تصديات أخرى حاسمة، ليرد على الانتقادات التي طالته في ظل المفاضلة بينه وبين مواطنه مانويل نوير، ويؤكد أنه الأحق بجدارة أن يصبح الحارس الألماني الأول، بعد أداء مميز أمام «شعبه» يستحق المتابعة جيداً من الجهاز الفني للمنتخب.
ورغم أن برشلونة لم ينجح في تسجيل الأهداف على مدار 90 دقيقة مع مشاركة الأرجنتيني ليونيل ميسي لعدد محدود من الدقائق، فإنه عزز رقمه الإيجابي، فلم يعرف الخسارة للمباراة رقم 15 على التوالي في دور المجموعات، وحقق 10 انتصارات وتعادل 5 مرات، كما أشرك انسو فاتي ليصبح أصغر لاعب يرتدي قميص «البلوجرانا» في دوري الأبطال بعمر 16 سنة و321 يوماً.
وكشفت مباريات اليوم الأول أن انتصارات الفرق الكبيرة لم تعد مضمونة، وهو الدرس الذي تعرض له انتر ميلان الإيطالي، المتوج باللقب 3 مرات، ومتصدر ترتيب الدوري الإيطالي، بعدما اكتفى بتعادل مخيب أمام سلافيا براغ التشيكي، والذي كانت العلامة البارزة فيه للجماهير العربية مشاركة البحريني عبدالله هلال، ليصبح أول لاعب خليجي يشارك في دوري أبطال أوروبا.
وبعدما تألق في الموسم الماضي وحصد لقب الدوري الأوروبي، أدرك تشيلسي الإنجليزي أن الأمور مختلفة في ليالي الأبطال، بعدما سقط حامل لقب «اليوربا ليج» على أرضه أمام فالنسيا بهدف دون رد، ليفشل الفريق الإنجليزي في تسجيل أي هدف، وظهر متواضعاً بقيادة مدربه وأسطورته فرانك لامبارد، في ظل افتقاده لصانع السحر البلجيكي إدين هازارد الذي انتقل للعب في صفوف ريال مدريد الإسباني.
وعاش بنفيكا بطل المسابقة مرتين سابقاً، ليلة عصيبة حينما سقط على ملعبه أمام لايبزيج الألماني بنتيجة 2-1، في مباراة تألق فيها الألماني تيمو فيرنر الذي سجل ثنائية الفوز، ليجد الفريق البرتغالي نفسه في وضعية صعبة مبكراً، في مجموعة كان يفترض أن تكون طريقه للعبور إلى الأدوار الإقصائية بوجود ليون الفرنسي وزينيت الروسي.
وفي أبرز مشاهد الليلة الافتتاحية، كان الفوز الكبير الذي حققه فريق ريد بول سالزبورج النمساوي الذي تفوق على جينك البلجيكي بنتيجة 6-2، علماً أن الفريق سجل 47 هدفاً في 9 مباريات في مختلف البطولات هذا الموسم، وهو رقم مرعب للغاية يبدو أنه سيجعل الفرق تعيد حساباتها أمام الفريق القادم بقوة من النمسا.