الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

مزرعة البارسا.. وغداً تتفتح الزهور

مزرعة البارسا.. وغداً تتفتح الزهور
18 سبتمبر 2019 00:02

محمد حامد (الشارقة)

في حدث تاريخي غير مسبوق، وربما لن يتكرر قريباً، قدمت أكاديمية «لاماسيا»، 3 نجوم على منصة التتويج للتنافس على جائزة الكرة الذهبية عام 2010، وهم ليونيل ميسي، وتشافي هيرنانديز، وأندريس إنييستا، وهو ما لم تنجح فيه أكاديمية كروية طوال التاريخ، فقد كان لأكاديمية البارسا «لاماسيا»، والتي تعني المزرعة، دور في تقديم مجموعة من المواهب من بين الأفضل في تاريخ كرة القدم في فترة زمنية بعينها، وهم بويول، وتشافي، وإنييستا، وميسي، وبوسكيتس، وبيكيه، وفالديز، وبيدرو، وغيرهم من النجوم.
وجاء ظهور هذا العدد الكبير من النجوم ليشكلوا كياناً كروياً تم تصنيفه بأنه الأكثر متعة، وتسبب ذلك في تأكيد الانطباع بين الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم، بأن الريال يعتمد على سياسة شراء اللاعبين، في حين ترتكز فلسفة البارسا على الدفع بأبناء أكاديمية «لاماسيا»، وكان لهذا الانطباع ما يبرره قبل 10 سنوات، إلا أن العقد الأخير، ووفقاً للإحصائيات والأرقام الرسمية، يؤكد أن البارسا أنفق ملياراً و350 مليون يورو لشراء اللاعبين، بعد أن تراجعت أكاديميته بشدة، في حين أنفق الريال في الفترة نفسها 900 مليون يورو.
واليوم تتبدل قواعد اللعبة من جديد، فقد عادت أكاديمية برشلونة للعمل بقوة، صحيح أنها لن تقدم فريقاً ذهبياً يضاهي جيل الساحر ليو والرسام إنييستا، إلا أن تألق أنسو فاتي، وكارليس بيريز، وظهور أبيل رويز، وغيرهم من الوجوه الشابة في الأشهر الأخيرة، يؤشر إلى أن الزهور عادت لتتفتح من جديد في مزرعة البارسا، وسط حالة من التفاؤل بمستقبل النادي الكتالوني في مرحلة ما بعد ميسي. «لاماسيا» هي مزرعة يتوسطها منزل كتالوني تقليدي، يعود تاريخها إلى أكثر من 300 عام، وتحولت إلى استضافة وتدريب الناشئين منذ عام 1979، لتصبح مقراً للاعبين الإسبان الذين يأتون إليها من خارج إقليم كتالونيا، أو لهؤلاء الناشئين الذين يتم جلبهم من قارات العالم المختلفة، خاصة أميركا اللاتينية وأفريقيا.
ولم تنجح أكاديمية كروية حول العالم في فرض فلسفتها، وطريقة أداء بعينها على الفريق الأول في النادي كما نجحت لاماسيا، وعلى الرغم من ذلك فقد شهدت تراجعاً لافتاً في تقديم المواهب الحقيقية خلال السنوات العشر الماضية، ثم عادت مجدداً مع ظهور فاتي وبيريز وغيرهما من الوجوه الشابة الصاعدة بقوة. ولم يكن دور الأكاديمية قاصراً على تقديم المواهب التي تخدم البارسا داخل الملعب فحسب، بل إن بعض العقول التدريبية تخرجت في لاماسيا، وعلى رأسهم بيب جوارديولا الذي التحق بالأكاديمية قبل أن يتجاوز 13 عاماً، ما جعله يتشبع بالفكر الكروي القائم على السيطرة والاستحواذ، وهو الأمر الذي دفعه لتطبيقه بصورة مثالية في تجربته التدريبية التاريخية مع البارسا بين عامي 2008 و2012.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©