جدة، عواصم (وكالات)
طالبت المملكة العربية السعودية، أمس، المجتمع الدولي بإجراءات صارمة لوقف الاعتداءات السافرة التي تهدد المنطقة وأمن الإمدادات البترولية واقتصاد العالم، ومحاسبة وردع كل من يقف خلفها، وأكدت أن الاعتداء التخريبي غير المسبوق الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو في محافظة بقيق وهجرة خريص يشكل امتدادا للأعمال العدوانية السابقة التي تعرضت لها محطات الضخ للشركة باستخدام أسلحة إيرانية، مشددة في الوقت نفسه على أنها ستدافع عن أراضيها ومنشآتها الحيوية وأنها قادرة على الرد على تلك الأعمال أياً كان مصدرها.
وأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في قصر السلام بجدة عن الشكر والتقدير لقادة الدول الشقيقة والصديقة ومسؤولي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية وكل من عبر عن الإدانة للاعتداء التخريبي الذي استهدف معملي أرامكو، مجدداً التأكيد على قدرة المملكة على التعامل مع آثار مثل هذه الاعتداءات الجبانة التي لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب، إنما تستهدف إمدادات النفط العالمية، وتهدد استقرار الاقتصاد العالمي.
وجدد مجلس الوزراء، التأكيد على أن الهدف من هذا العدوان التخريبي غير المسبوق الذي يهدد السلم والأمن الدوليين موجه بالدرجة الأولى لإمدادات الطاقة العالمية وأنه امتداد للأعمال العدوانية السابقة التي تعرضت لها محطات الضخ لشركة أرامكو باستخدام أسلحة إيرانية، ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إدانة من يقف وراء ذلك والتصدي بوضوح لهذه الأعمال الهمجية التي تمس عصب الاقتصاد العالمي.
واطلع مجلس الوزراء على ما عرضه وزير الطاقة عبدالعزيز بن سلمان عن الآثار الجسيمة التي نتجت عن ذلك الاعتداء التخريبي السافر على معامل «أرامكو» في بقيق وخريص، والتي أدت حسب التقديرات الأولية إلى توقف كميات من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5,7 مليون برميل، إضافة إلى توقف إنتاج كميات من الغاز المصاحب تقدر بنحو 2 مليار قدم مكعب في اليوم، وانخفاض حوالي 50% من إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي.
وأكد المجلس، أن هذا الاعتداء الجبان على أكبر وأهم معامل معالجة الزيت الخام في العالم، هو امتداد للاعتداءات المتكررة التي طالت المنشآت الحيوية، وهددت حرية الملاحة البحرية، وأثرت على استقرار نمو الاقتصاد العالمي، كما أكد، على أن المملكة ستدافع عن أراضيها ومنشآتها الحيوية، وأنها قادرة على الرد على تلك الأعمال أياً كان مصدرها، وتهيب بالمجتمع الدولي أن يقوم بإجراءات أكثر صرامة لإيقاف هذه الاعتداءات السافرة التي تهدد المنطقة وأمن الإمدادات البترولية واقتصاد العالم، ومحاسبة وردع كل من يقف خلفها.
إلى ذلك، أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة الهجوم الإرهابي على معملي ارامكو. وقالت الأمانة العامة للهيئة في بيان إن هذه الاعتداءات الآثمة والأفعال الطائشة تؤكد الطبيعة العدوانية لمن يقف وراءها، التي تهدد السلم والأمن العالميين. مؤكدة في هذا الصدد أن هذه الأعمال العدوانية لن تثني هذه البلاد الطيبة المباركة المملكة العربية السعودية عن نهجها الممتد من ثوابتها وسياستها وسيادتها في شجاعة وحزم، وصبر وحلم، وتوازن في النظر والرؤية.
وأضافت: «إننا لنقدر وقفة شعب المملكة خلف قيادته صفًا واحدًا في مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه باتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء ما تسفر عنه التحقيقات بما يكفل أمن المملكة واستقرارها». داعية المؤسسات الإفتائية والمجامع العلمية في العالم إلى إدانة هذه الأعمال العدوانية ومن يقف وراءها. فيما أصدر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، توجيهاً لجميع الخطباء في مختلف مناطق ومحافظات المملكة بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة، حول الاعتداء الإرهابي والتأكيد على شناعة هذا الفعل الآثم.
وندد عدد من وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في عدد من الدول العربية بالهجوم الإرهابي على معملي «أرامكو» في بقيق وخريص، وأشاروا إلى أن هذا العمل الإجرامي يستهدف أمن المملكة بقدر ما يستهدف إمدادات الطاقة العالمية، وأكدوا أن استهداف المملكة هو استهداف لمليار ونصف المليار مسلم حول العالم. كما أكد عدد من المنظمات والهيئات الإسلامية العالمية لرابطة العالم الإسلامي وقوفها الكامل مع السعودية ضد العدوان الإرهابي الذي استهدف معملي أرامكو. وشددت هذه المنظمات على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف النيل من أمن واستقرار المملكة والطاقة العالمية لها طابع إجرامي متأصل الشر، ترفضه كل الشرائع الإلهية والقوانين والمبادئ الدولية. واستنكرت الاستهتار الذي أظهرته الجهة المعتدية بحياة الأبرياء وبمصالح المملكة ودول العالم، باستهدافها لمرافق حيوية تمثّل عصباً للاقتصاد الدولي. كما أكدت ثقتها الكاملة بالمملكة في التصدي للأعمال الإرهابية بكافة أشكالها وصورها وأنها الأنموذج العالمي الماثل بالشاهد الحي في مواجهة الإرهاب.