محسن صالح يكتب المباراة
برغم أن منتخب اليابان حسم تأهله إلى الدور نصف النهائي بهدف وحيد في مرمى فيتنام وبركلة جزاء، إلا أن اللقاء لم يكن متكافئاً على الإطلاق، فمنتخب «الساموراي» لعب برأفة وتواضع، نظراً للفوارق الكبيرة بين المنتخبين في التصنيف والإنجازات والتاريخ والمهارات والتكتيك، بل إن منتخب اليابان كان في إمكانه تسجيل رقم قياسي من الأهداف، خاصة في الشوط الثاني الذي افتقد فيه المنتخب الفيتنامي الطاقة والحلول.
وهذه الوضعية دفعت لاعبي منتخب اليابان إلى استعراض مهاراتهم وقدرتهم على الوصول إلى مرمى فيتنام من جميع الطرق وبكل الوسائل، ويؤخذ فقط عليه المبالغة في وضع «الرتوش» النهائية قبل التسجيل، وهو ما أهدر عليهم العديد من الفرص، المنتخب الياباني من خلال هذه المباراة وما قبلها أثبت أن له أكثر من طريقة لعب والعديد من التشكيلات، ولم يظهر وجهه الحقيقي حتى الآن.
وبرغم أن كل التوقعات ذهبت لمصلحة التفوق الياباني من البداية، إلا أن الدقائق الأولى من اللقاء جاءت على عكس كل التوقعات، تمثلت في شجاعة فيتنامية وجرأة في الهجوم، استمرت على مدار الدقائق العشر الأولى تقريباً.
وتدريجياً بدأ المنتخب الفيتنامي التحول للدفاع، خاصة عند فقد الكرة، تاركاً السيطرة في وسط الملعب لمصلحة المنتخب الياباني، معتمداً على طريقة 5-4 -1، مع وجود تغطية خلفية بمدافع «ليبرو» هو كوي هاي، ورأس حربة هو نجوين كونج، والقادم من الخلف نجوين كوانج.
ومع استعادة المنتخب الياباني لزمام الأمور نجح من خلال المهارات الفردية العالية التي يتحلى بها معظم لاعبيه في صنع الفارق، وهو ما أعطاهم الأفضلية.
هذه الأفضلية للمنتخب الياباني أجبرت لاعبي فيتنام علي التراجع، والقتال من أجل منع استقبال أي هدف، أو تقليل خطورة الطريقة التي يلعب بها المنتخب الياباني، وهي 4-2-3-1، والتي تتحول إلى 4-3-3 في الهجوم، ومع مرور الوقت خطف حارس المرمى الفيتنامي دانج فان الأضواء بعد تصديه للعديد من الفرص، وهو ما جعله نجم الشوط الأول بجدارة، وهو ما يعني أن الضغط كله تحول نحو منطقة جزاء فيتنام، حتى عندما تدخلت تقنية «الفار» في إلغاء هدف لمصلحة المنتخب الياباني عن طريق قائد الفريق يوشيدا، نتيجة لمس الكرة ليده كان من الواضح أن هذا لا يغير من الأمر شيئاً، وسيواصل المنتخب الياباني أسلوبه وضغطه.
في الشوط الثاني، وضح أن المنتخب الياباني أكثر تصميماً على فرض تفوقه، وعدم الانتظار لحدوث مفاجآت هو في غنى عنها، وهو انعكس على أداء لاعبيه بضغط وسيطرة وهجوم سريع ومستمر، حاصر من خلاله منافسه الفيتنامي في الثلث الأخير من الملعب، ولكن شاب أداؤه الهدوء، والذي بلغ حد الثقة الزائدة أحياناً مع بعض الأداء الاستعراضي الذي يعكس الفوارق بين لاعبي المنتخبين، ومع هذا ظلت وتيرة الأداء في اتجاه واحد، وهو مرمى فيتنام.
ومجدداً، عادت تقنية حكم الفيديو «الفار» لتنبيه حكم اللقاء الدولي الإماراتي محمد عبد الله، إلى وجود حالة تستحق المشاهدة، ليكتشف الحكم وجود خطأ على المدافع بي تي دونج من فيتنام، تستوجب ركلة جزاء، أحرز منها ريتسو هدف التقدم لليابان، بعدما سددها على يسار الحارس «المتألق» دانج فان، الذي حاول التصدي لها، لكن الكرة كانت أسرع منه.
معظم مشاهد هذا الشوط كانت عبارة عن سباق بين سيارتين بغض النظر عن نوعياتهما، ولكنهما يعتمدان على نوعين مختلفين من الوقود، الأول عالي الجودة خالٍ من الشوائب مملوء عن آخره، والآخر نوع آخر أقل جودة وخليط مع مواد أخرى دخيلة، حتى خزان هذه السيارة غير مملوء، هذا ما يوصف حال أداء المنتخبين
وبرغم اندفاع المنتخب الفيتنامي في الدقائق الأخيرة محاولة إدراك التعادل، بما تبقي له من طاقة، لكن كل ما استطاع فعله هو الوصول إلى مشارف خط الـ18 الياباني، والاعتماد على تسديدات طائشة وضعيفة تفتقد إلى القوة والدقة، ومع هذا ظل محافظاً على نهجه لعل وعسى يستفيد من خطأ دفاعي ياباني ويحالفه به التوفيق ويدرك التعادل، مع أداء بأقل مجهود من قبل المنتخب الياباني بعدما ضمن النتيجة، لتمر الدقائق المتبقية من دون أن يمنح «الحظ» منتخب فيتنام أي فرصة، ولم يقدم ما يستحق عليه التعادل فقط استحق الإشادة بحارس مرماه الذي يعد نجم المباراة بلا منازع.
مورياسو: حققنا المطلوب بالتأهل إلى «المربع الذهبي»
أكد هاجيمي مورياسو، مدرب منتخب اليابان أن فريقه حقق المطلوب في مباراة أمس أمام فيتنام بالفوز والتأهل إلى الدور المقبل، مشيداً بجهود لاعبيه خلال المباراة لحصد بطاقة العبور إلى الدور نصف النهائي، مشيراً إلى أن المنتخب في تطور مستمر، وأن اللاعبين يكسبون الخبرة والتجربة وهذا ما يزيد من تحسن مستواهم من مباراة إلى أخرى.
وأشار إلى أن منتخبه واجه منافساً صعباً يؤدي بشكل دفاعي جيد، ورغم ذلك نجح في صناعة العديد من الفرص الهجومية، لكنه لم يستغلها بالشكل الجيد، وهو ما سيعمل على تصحيحه في المباراة المقبلة.
وبخصوص التشكيلة التي اعتمدها في مباراة أمس، وعدم إشراك المزيد من العناصر الموجودة بالقائمة، أجاب بأنه لم يكن هناك متسع من الوقت لاختبار المزيد من اللاعبين، لذلك فضل الحفاظ على أغلب العناصر التي لعبت أمام السعودية لدعم الانسجام والتأقلم.
أما في ما يتعلق بالمواجهة المقبلة في نصف النهائي، فأشار إلى أنه شاهد مباراة إيران مع الصين بشكل محايد، ودرس منافسه المقبل لتجهيز نقاط القوة والضعف والبدء في التجهيز للدور المقبل، وأن الجهاز الفني سيراجع اليوم الوضع أيضاً بالنسبة لمنتخبه، سواء بالنسبة للاعبين الذين حصلوا على إنذارات أو الذين تعرضوا لإصابات، والبحث في تعويضهم وإيجاد التشكيلة المواتية في المباراة المقبلة.
وأوضح أيضاً أن الطريقة التي سيلعب بها المنتخب الياباني في المواجهة المقبلة لن تتغير، حيث يسعى إلى مزيد من تطوير الأداء الفني وتحسين المستوى، من خلال الاستفادة التي تحققت للاعبين في المباريات القوية، سواء الشوط الثاني أمام السعودية، أو لقاء أمس أمام فيتنام.
وعن تطبيق تقنية الفيديو للمرة الأولى في البطولة الآسيوية، أوضح أنه لم يناقش تطبيق الفار مع اللاعبين، قبل المباراة، وترك الأمر للاعبين أنفسهم للتحدث عنها.
هانج سيو: راضٍ عن المشاركة رغم حسرة الوداع
أبدى الكوري بارك هانج سيو، مدرب منتخب فيتنام رضاه على المستوى الذي قدمه منتخبه في الدور ربع النهائي لكأس آسيا رغم الخسارة أمام اليابان، مشيداً بالمشاركة الإيجابية خلال هذه البطولة، ومعتبراً أن الوصول إلى الدور ربع النهائي يعد نجاحاً للاعبين.
وأضاف أنه يشعر في نفس الوقت بخيبة أمل، لأن منتخب فيتنام كان قادراً على تقديم الأفضل لو ابتسم له الحظ في مباراة أمس، وأيضاً لو حصل على فترة كافية للإعداد والتجهيز، مشيراً إلى أن اللاعبين لم يستعدوا بالشكل الكافي للبطولة القارية، وأن الجهاز الفني كان مشغولاً طوال الفترة الماضية بالمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية مع منتخب 23 سنة.
وعن الابتسامة التي ظهرت على وجهه بعد انتهاء المباراة قال: هي تعبير عن خيبة الأمل، وسوء الحظ الذي واجهنا في المباراة، وفي نفس الوقت لتحية اللاعبين على ما قدموه.
وعن الإيجابيات التي خرج بها المنتخب الفيتنامي من هذه البطولة، أوضح بارك هانج سيو أن اللاعبين والجهاز الفني استفادوا من المشاركة، من خلال الاحتكاك بلاعبين كبار، والمنافسة في بطولة قارية قوية، مضيفاً أن الاستفادة ستكون كبيرة على مستوى دعم مشوار اللاعبين في المستقبل، حيث إن منتخب 23 سنة مقبل في مارس المقبل على تصفيات كاس آسيا، بالإضافة إلى المنتخب الأول سيبدأ لاحقاً في خوض تصفيات كأس العالم المقبلة.
وفيما يتعلق بمقارنته بين فوز فيتنام على اليابان في الآسياد والخسارة في البطولة الآسيوية، أوضح أن المقارنة لا تجوز بين الحدثين لأن لكل منهما ظروفه، بالإضافة إلى أن المواجهة كانت بين منتخبين مختلفين.
وبالنسبة لرأيه في تطبيق تقية الفيديو، قال: لو تم تطبيق تقنية الفيديو منذ الأدوار الأولى لكان أفضل، لكن اعتمادها في المستقبل منذ البداية سيكون له تأثير إيجابي على تطور اللعبة وإخراجها بشكل أفضل.