الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

الجبهة الثورية تعلن استعدادها للتفاوض مع حكومة حمدوك

الجبهة الثورية تعلن استعدادها للتفاوض مع حكومة حمدوك
25 أغسطس 2019 00:13

أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)

أعلنت الجبهة الثورية السودانية ترحيبها بخطاب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي ألقاه بعد أدائه القسم، ووصفته بالإيجابي. وأكد التوم هجو نائب رئيس الجبهة الثورية استعداد الجبهة للحوار مع الحكومة الانتقالية بهدف الوصول إلى السلام في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. كما أشاد هجو بتصريحات عمر الدقير القيادي البارز بقوى الحرية والتغيير ورئيس حزب المؤتمر السوداني التي أقر فيها بخطأ قوى التغيير في تعاملها مع الجبهة الثورية، وأضاف هجو: إن ذلك هو بداية الإصلاح، وأشار إلى أن اجتماع قوى الجبهة الثورية في جوبا عاصمة جنوب السودان يسعى للوصول إلى موقف مشترك بشأن كل المستجدات على الساحة السودانية.
من جهة أخرى، انتهت الجلسة الثانية من محاكمة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير في التهم المتعلقة بالفساد أمس سريعاً، وسط إجراءات أمنية مشددة. وتقرر تأجيل محاكمته إلى السبت المقبل، لسماع باقي الشهود في التهم الموجهة إليه بحيازة العملات الأجنبية والفساد، فضلاً عن تهم بغسيل الأموال. ونظم العشرات من أنصار الرئيس المعزول وقفة احتجاجية أمام المحكمة، وطالبوا بالإفراج الفوري عن البشير، ورددوا هتافات مؤيدة له، كما طالب أحمد إبراهيم الطاهر رئيس هيئة الدفاع عن البشير ورئيس البرلمان الأسبق بالإفراج عن الرئيس المعزول بكفالة مالية.
وفي أول تعليق من الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني على محاكمة الرئيس المخلوع بتهمة حيازة النقد الأجنبي، اعتبر المهدى أن تلك البداية «خاطئة» وأوضح أن الاتهام تم بأقل التهم التي ارتكبها البشير، لكنه أكد في الوقت ذاته أن «المساءلات الباقية ستأتي لاحقاً». وأضاف أن البشير ملاحق لدى المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية والقائمة تطول. وقال «هذه الملاحقة لا تختفي ولا تتقادم وهي موجودة لأن الجنائية محكمة مستقلة ولأن الذي أقر تلك المسألة هو مجلس الأمن بقرار جماعي والذي بموجبه تمت الملاحقة، وبالتالي فإن الملاحقة قائمة ومستمرة».
ويخضع البشير لمذكرتي توقيف دوليتين أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية عامي 2009 و2010 بتهمة الإبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت في دارفور بين عامي 2003 و2008. وقد استفزت هتافات أنصار البشير سياسيين وناشطين ومدونين سودانيين، طالبوا في تصريحات لـ«الاتحاد» بتسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية.
وقال ياسر عرمان، نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، إن البشير مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، ويجب تسليمه لها.
ومن جانبه، أكد القانوني السوداني الدكتور حسين عمر عثمان أن جرائم البشير ليست جرائم أموال فقط، إنما هي جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم إبادة. وأضاف أن جريمته الأولى هي الانقلاب على نظام ديمقراطي وتقويض النظام الدستوري، بالإضافة إلى جريمة قتل المتظاهرين، وجريمة سوء إدارة الدولة والتفريط في وحدتها وتقسيمها وإشعال الفتنة بين أبنائها والتلاعب بدستور البلاد، واستغلال أموال الدولة لصالح حزبه. وأعرب عثمان عن اعتقاده بأن الجرائم التي مثل بسببها البشير أمام المحكمة، والتي تتمثل في جرائم الفساد والثراء الحرام وغسيل الأموال هي أقل خطراً من كل جرائمه السابقة، مما يجعل محاكمته تبدو وكأنها نوع من أنواع المحاكمة الصورية.
يأتي ذلك في وقت كشف فيه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية «أوتشا» عن وفاة 54 شخصاً جراء الفيضانات، التي ضربت السودان منذ شهر يوليو الماضي، مؤكداً تضرر قرابة 194 ألفاً آخرين في جميع أنحاء البلاد. وقال ينس ليركه المتحدث الإعلامي باسم «أوتشا» إن تسجيل وفيات يرجع بشكل رئيسي إلى انهيار المباني والطرق والصعق بالتيار الكهربائي، التي أدت إلى تدمير نحو 37 ألف منزل. كما أشار إلى أن المنظمات الإنسانية تشعر بالقلق من تدهور الأوضاع، كون موسم الأمطار سيستمر إلى غاية شهر أكتوبر الأمر الذي يشير إلى احتمال حدوث المزيد من الفيضانات.
وأشارت المنظمة إلى أن 15 من أصل 20 ولاية في السودان قد تأثرت بالأمطار الغزيرة، حيث سجلت ولاية النيل الأبيض، جنوبي البلاد، أكثر من 13 ألف بيت مدمر أو متضرر ومعاناة نحو 66 ألف شخص. كما ألحقت الفيضانات أضراراً في البنية التحتية الأساسية في البلاد كمحطات المياه وشبكات الصرف الصحي والمدارس بالإضافة إلى قطع بعض الطرقات ما تسبب في عزل قرى بالكامل. وأعلن مكتب الأمم المتحدة أنه بحاجة لمائة وخمسين مليون دولار إضافي لمواجهة الفيضانات، إضافة إلى مليار ومائة مليون دولار لتغطية المساعدات الإنسانية في السودان. وأبدت جهات إنسانية قلقها من احتمال حدوث مزيد من السيول، مؤكدة أن معظم الوفيات كانت بسبب انهيار أسقف المنازل والصعق الكهربائي.
وعلى صعيد آخر، ظهر رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، مساء أمس في أول حوار تلفزيوني معه، أجراه الكاتب الصحفي وأستاذ الإعلام الدكتور فيصل محمد صالح، والأخير مرشح لتولي منصب وزير الإعلام، وهو حائز على جائزة الشجاعة الصحفية من نادي الصحافة الأميركي في واشنطن عام 2014، وقامت جميع الفضائيات السودانية ببث الحوار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©