عمرو عبيد (القاهرة)
يحتل الدوري الإيطالي المرتبة الثالثة بين دوريات أوروبا الكبيرة، من حيث حجم الإنفاق خلال «الميركاتو الصيفي»، إذ دفعت أندية «الكالشيو» ما يزيد قليلاً على مليار يورو، من أجل تدعيم صفوفها، والاستعداد لخوض غمار «النسخة 118» في تاريخ الدوري الإيطالي، ويتصدر يوفنتوس القائمة بإنفاق 188.5 مليون يورو، يليه الإنتر بـ 155 مليوناً، وميلان بـ104 ملايين، مقابل 101 لروما، و90 مليون يورو وضعت نابولي، وصيف النسختين الماضيتين من «الكالشيو» في المرتبة الخامسة بالقائمة.
وربما لن تختلف طبيعة المنافسة على قمة «سيري إيه» هذا الموسم، حيث يتصدر اليوفي قائمة الترشيحات، من أجل الاحتفاظ باللقب للمرة التاسعة على التوالي، في ظل ابتعاد عملاقي ميلانو عن المنافسة منذ نهاية العقد الماضي، وعدم قدرة «السماوي» على مقارعة «السيدة العجوز» حتى النهاية، برغم اقترابه كثيراً من اللقب في موسم 2017 - 2018، عندما تراجع بفارق 4 نقاط فقط في الأمتار الأخيرة قبل خط النهاية، لكن تغييرات كبيرة لحقت بفرق المقدمة التقليدية، على مستوى الأجهزة الفنية، وكذلك تعاقدات اللاعبين، مما يبعث بعض الأمل في حدوث انقلاب كروي إيطالي، على «البيانكونيري» المسيطر، خاصة من جانب الأفاعي!
ويأتي «النيرآتزوري» في مقدمة الفرق القادرة على إسقاط «اليوفي» بعيداً عن قمة «الكالشيو»، بعد إقالة سباليتي، الذي لم يحقق نجاحاً يُذكر خلال موسمين، والتعاقد مع أنطونيو كونتي، الذي حقق نجاحات رائعة مع اليوفي في فترة سابقة، عندما قاده لاستعادة لقب الدوري في موسمه الأول، 2011 - 2012، بعد غياب طال لمدة 9 سنوات، وتمكن كونتي من السيطرة على «الكاشيو» لمدة 3 سنوات متتالية آنذاك، وكان كونتي بارعاً في قيادة جيل إيطالي متوسط المستوى خلال منافسات «يورو 2016»، مع «الآتزوري»، حيث بلغ الدور ربع النهائي، بعد تجاوز العملاق الإسباني، وغادر البطولة بصعوبة أمام الماكينات الألمانية، بركلات الترجيح، وسجّل كونتي لقباً إنجليزياً مهماً في سيرته الذاتية، عندما استطاع التتويج مع تشيلسي بلقب «البريميرليج» في موسمه الأول مع «البلوز» 2016 - 2017، على حساب عمالقة التدريب، مثل جوارديولا وكلوب ومورينيو، ويرى كثيرون أن كونتي، صائد البطولات، يستطيع إعادة «الأفاعي» إلى القمة هذا الموسم.
لكن على الجانب الآخر، تخلّص اليوفي أخيراً من أليجري، بعد 5 سنوات، استمر خلالها مسيطراً على الكرة المحلية في إيطاليا، إلا أن الفشل طارده دائماً على المستوى القاري، وهو ما يرفضه عشاق وإدارة «السيدة العجوز»، لأن الهدف الأكبر هو حصد لقب «الشامبيونزليج» بأي ثمن، ومن أجل ذلك تعاقدت إدارة «البيانكونيري» مع الدون البرتغالي، رونالدو، في الموسم الماضي، لكن فكر أليجري وتكتيكه ظل عائقاً أمام تحقيق هذا الحلم، حسب رأى أغلب المتخصصين، ويبدو أن الاستعانة بماوريسيو ساري، هي الخطوة الأولى في طريق البطولة الأوروبية.
وبعد محاولات كثيرة غير ناجحة خلال السنوات الماضية من إدارة ميلان، لإعادة «الروسونيري» إلى سابق عهده، جاء التعاقد مع المدرب ماركو جيامباولو، من أجل إعادة بناء العملاق الإيطالي العريق، ولفت جيامباولو الأنظار في إيطاليا مع سمبدوريا، الذي قاده إلى المركز التاسع في الموسم الماضي، بجانب التطور الواضح في أداء الفريق، وكان صاحب الـ 52 عاماً بارعاً في إزالة آثار السن عن مهاجم «الآتزوري» المخضرم، فابيو كوالياريلا، الذي حصل على لقب الهداف في النسخة السابقة، وعاد إلى منتخب بلاده بعد 4 سنوات، ويبقى الخبير، كارلو أنشيلوتي، قادراً على صناعة الفارق مع نابولي في موسمه الثاني، ويبدو أن صراع العقول في هذه النسخة من «سيري إيه»، سيكون مثيراً للغاية، خاصة على مستوى الأربعة الكبار!