قضيت الأسبوع الماضي بأكمله متابعاً مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت في أوروبا وأميركا، لمعرفة بعض ردود الفعل على البيان الذي أعلنه بصوته أبوجهل القرن ''إيمن الظواهري''، الذي يصفونه بأنه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الإرهابي·''الظواهري'' كان يعلق على وصول الرئيس الأميركي المنتخب ''باراك أوباما'' إلى البيت الأبيض، عندما تعمد أن يوجه إليه إهانة عنصرية تدل على جهل ''الظواهري'' بأبسط قواعد وأسس ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف· فوصف ''أوباما'' بجملة ''عبد البيت''، ويقصد بالبيت ''البيت الأبيض''، أما كلمة ''عبد'' فيقصد بها توجيه إهانة عنصرية لوصفه اللون الأسود للرئيس المنتخب بأنه أحد ''العبيد''!
من الوهلة الأولى لتأثير هذا الوصف البغيض على كل السود والملونين في أميركا والغرب، ندرك أن وقع هذه الكلمة القبيحة مروع ويحدث زلزالا في مجتمع السود، ليس في أميركا فحسب بل في الغرب وربما في العالم أجمع· ونتيجة لجهله وضآلة معرفته بهذه الأمور الإنسانية، فإن ''الظواهري'' لا يعرف أن استخدام هذه الكلمة القبيحة هو خط أحمر قد يؤدي إلى إشعال حروب بين السود والبيض هناك· ولا نريد أن نذكر من لا يعرف هذه الحقائق بالمصادمات وأعمال الشغب التي تشتعل بين الحين والآخر في بعض المدن في الغرب نتيجة تصرف غبي من شخص عنصري ضد السود، تتحول في أغلبها إلى مايشبه الحرب، فيقع قتلى وجرحى بالمئات· ليس هذا فقط، بل إن الكلمة ممنوعة من الاستخدام لوصف إي شخص في أي مكان عام مثل الأسواق والجامعات والمدارس والأماكن الرسمية، وذلك بأمر القانون الذي يجرم من يستخدمها ويفرض عليه عقوبات صارمة·
اليوم يأتي جاهل بأمور الدين الإسلامي ليفتح أبواباً من الجحيم على الإسلام والمسلمين،كانت مغلقة على أقل تقدير· فقد اشتعلت بعض المواقع الإلكترونية التابعة لمجتمع السود في أميركا لتهاجم الإسلام والمسلمين بزعم أنهم ودينهم عنصريان ضد الجنس الأسود!· وهكذا، فبعد أن ظننا أن السود في الغرب لم يتأثروا كثيرا بالأمور السياسية وتداعياتها وأنهم لا يكنون العداوات للمسلمين مثل بعض العنصريين من البيض، إذا بسيد الجهل والغباء ''إيمن الظواهري'' يقلب الطاولة الوحيدة الباقية لنا فوق رؤوسنا وكأنه يتعمد تشويه صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم أجمع·
الغريب أن هذا الذي يحمل لقب ''دكتور'' نسي أن من أهم المبادئ التي أنزلها الله سبحانه وتعالى في دينه الحنيف على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، هو تحرير البشرية من العبودية ومن البطش والسخرية بالآخرين على قاعدة اللون والجنس والشكل· ونسي قول الله تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم··)، وبالطبع لم يمر عليه القول الشهير لسيدنا عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟)·· واللهم احمنا من السفهاء يا رب العالمين·