"شيخوخة" تهدد المستقبل

لعل نظرة إلى متوسط أعمار لاعبي المنتخبات المشاركة بكأس آسيا الحالية، تشير إلى جملة من الحقائق التي لابد من الالتفات إليها، وربما تفسر لماذا تأهلت منتخبات إلى دور الثمانية، بينما خرجت منتخبات أخرى من دوري المجموعات والستة عشر؟.
يحتل منتخب فيتنام الذي أقصى «النشامى» المركز الأول، من حيث صغر أعمار لاعبيه، حيث بلغ متوسط الأعمار 23.13 عام، بينما بلغ متوسط أعمار لاعبي «النشامى» 27.52 عام، فكان خامس أكبر المنتخبات سناً، وبالتالي تفوقت اللياقة البدنية على الخبرة.
وبالنظر إلى قائمة أكبر خمسة منتخبات عمراً، فإن ثلاثة منتخبات عربية تدخل هذه القائمة، التي يحتل صدارتها المنتخب الصيني، بمعدل 28.74 عام، يليه منتخب لبنان 28.43 عام، ومنتخب الفلبين 27.65 عام، والمنتخب الإماراتي 27.65 عام والمنتخب الأردني 27.52 عام، ما يؤكد أن عنصر الخبرة يطغى على عنصر الشباب في القائمة الرسمية، ويوحي بأن هذه المنتخبات تقترب من الخطر، حيث ستصبح هناك فجوة بين جيلين، أحدهما اقترب من سن «الشيخوخة الكروية»، وأصبح غير قادر على العطاء لمدة 90 دقيقة، وجيل ما يزال بحاجة إلى الخبرة ليواجه المنتخبات الأخرى.
وربما يكون متوسط الأعمار من 25 إلى 26 عاماً، هو الأكثر مثالية، والذي يشير بوضوح إلى توازن في عملية المزج بين جيلين، بحيث يتوافر عنصر الخبرة لدى الكبار، إلى جانب حيوية الشباب، وهذا ما تعمل عليه المنتخبات الباحثة عن الإنجازات والقادرة على تحقيقها في ذات الوقت.
وللدلالة على ذلك، فلابد من النظر إلى بطولة كأس العالم، وتحديداً في نسخها الثلاث الأخيرة، حيث توجت ثلاثة منتخبات ضمن الفئة العمرية المثالية «من 25 إلى 26 عاماً»، فكان متوسط أعمار لاعبي منتخب إسبانيا 25.9 عام، في مونديال جنوب أفريقيا 2010، و26.3 عام، للاعبي منتخب ألمانيا في البرازيل 2014، بينما توج المنتخب الفرنسي بمونديال البرازيل، بمعدل أعمار 25.9 عام.
بالطبع فإن ثمة شذوذاً عن هذه القاعدة، وعلى سبيل المثال، فإن المنتخب البرازيلي توج بلقب المونديال عام 1962 بأعلى معدل أعمار عبر التاريخ، وبلغ 29.91 عام، بينما كان البرازيليون قد توجوا قبل ذلك بأربعة أعوام بأقل معدل حتى الآن، وبلغ 25.45 عام.
في كأس آسيا، شارك 11 منتخباً ضمن الفئة المثالية، بالإضافة إلى أربعة منتخبات دون 25 عاماً وتسعة منتخبات فوق 27 عاماً، وهذه الأخيرة ربما تجد نفسها في موقف صعب بعد اعتزال نجومها المخضرمين.

أخبار ذات صلة

«كليفلاند كلينك أبوظبي»: الوقت سر نجاح مواجهة النوبات القلبية

تركي الدخيل سفير المملكة لدى الدولة لـ«الاتحاد»: العلاقات الإماراتية السعودية نموذج استثنائي