عمرو عبيد (القاهرة)
شهد العقد السابق تغييراً كبيراً في موازين القوى الخاصة بمنافسات «البريميرليج»، حيث توهج مانشستر سيتي بشدة في تلك السنوات الـ 10 الأخيرة، وحصد 4 ألقاب تاريخية في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليكون الأنجح والأكثر تفوقاً على جميع فرق البطولة العريقة، تلاه تشيلسي، بعدما نجح في اقتناص 3 ألقاب، مقابل لقبين لمانشستر يونايتد، ولقب واحد إعجازي فاز به ليستر سيتي موسم 2015 - 2016، وبلا جدال، يبقى التتويج في نهاية كل موسم بلقب «البريميرليج» هو الإنجاز الأكبر، الذي يضع الفريق البطل فوق القمة بمفرده، لكن «القمر السماوي» لم يكتف بكتابة اسمه بحروف ذهبية، في سجلات الفائزين باللقب الإنجليزي، الأغلى والأعرق بين بطولات الدوري الأوروبية، خلال العقد الأخير، بل وضعته أرقامه ونتائجه وأهدافه، فوق قمة «البريميرليج» في آخر 10 سنوات، متجاوزاً كل ما حصده الـ 5 الكبار الآخرين، ولم يقترب أي منهم مما حققه السيتي في الحقبة الإماراتية اللامعة. وخلال آخر 10 مواسم في الدوري الإنجليزي، تربع «البلومون» على قمة جدول ترتيب الفرق، المجمّع في تلك السنوات، حيث خاض حامل اللقب الحالي 380 مباراة، منذ موسم 2009 - 2010 حتى نهاية النسخة الماضية، فاز في 247 منها، بنسبة 65%، وهو الحصاد الأكبر والنسبة الأعلى على الإطلاق بين الـ 6 الكبار في الكرة الإنجليزية، ولم يقترب منه، سوى غريمه اللدود، مانشستر يونايتد، الذي حقق 226 انتصاراً، بنسبة 59.5%، مقابل 223 فوزاً لتشيلسي، وجاء أرسنال في المرتبة الرابعة بـ 213 انتصاراً، ثم توتنهام بـ 209، في حين تذيل ليفربول تلك القائمة، بعدما حقق 198 فوزاً، بنسبة 52% فقط! وبحساب منطقي يتماشى مع معدلات الانتصارات التي حققها كبار «البريميرليج» في 10 سنوات، تصدر «السيتيزن» أيضاً قائمة أقل الفرق تعرضاً للخسارة خلال تلك الفترة، إذ تلقى 62 خسارة فقط، بنسبة 16.3% من إجمالي 380 مباراة، ولم يختلف الترتيب التالي له كثيراً، حيث جاء «الشياطين الحمر» في المرتبة الثانية بـ 73 خسارة، مقابل 76 لـ «البلوز»، ويظهر الفارق واضحاً بين الثنائي وبين «السماوي»، أما باقي الكبار، تقاربت المعدلات كثيراً بينهم، لأن «المدفعجية» تعرض للخسارة 87 مرة، مقابل 88 لكل من «الريدز» و«السبيرز»، بنسب تقارب ربع عدد المباريات التي خاضها الثلاثي في منافسات العقد الأخير لـ «البريميرليج»، كما يعد السيتي هو الأقل تعادلاً بـ 71 مباراة، بينما كان ليفربول هو الأكثر بـ 94 مباراة. المثير في الأمر أن قوة «السماوي» الهجومية الساحقة، التي توهجت في الموسمين الماضيين تحت قيادة العبقري، بيب جوارديولا، كانت سمة مميزة لعملاق مانشستر منذ عام 2009، لأن الفريق سجل عدداً غزيراً من الأهداف، تجاوز باقي كبار «البريميرليج» بفارق كبير، وخلال 10 مواسم، هز «البلومون» شباك جميع الفرق الإنجليزية 829 مرة، بمعدل 2.2 هدف كل مباراة، وهو ما لم يقترب منه أي فريق آخر، والطريف أن أرسنال، الذي لم يتمكن من الفوز بأي لقب في الدوري خلال تلك الفترة، جاء في المرتبة الثانية، لكن بإجمالي 729 هدفاً، أي بفارق 100 هدف عن «السيتي»، وبعده جاء تشيلسي بـ 725 هدفاً، مقابل 705 لليفربول، و701 ليونايتد، في حين تذيل توتنهام القائمة بـ 663 هدفاً، بفارق 166 هدفاً عن الحصاد الهجومي لـ «البلومون»، وتراوحت معدلات الخمسة الكبار بين 1.7 و1.9 هدف في كل مباراة! كما أظهر السيتيزن خلال تلك الحقبة، تطوراً فنياً واضحاً لا يقبل الشك، لأن قوة الهجوم لم تكن السبب الوحيد للتفوق في السنوات الأخيرة، بل كانت صلابة الدفاع «السماوي» أحد أسرار فرض سيطرته المطلقة على الكرة الإنجليزية مؤخراً، وخلال 380 مباراة، اهتزت شباكه 346 مرة فقط، بمعدل 0.91 هدف في المباراة، وجاء جاره اللدود، يونايتد، ثانياً، بعدما استقبل مرماه 367 هدفاً، بفارق 21 هدفاً، ثم «البلوز» في المرتبة الثالثة، باستقبال 372 هدفاً، برغم المعروف عن قوة دفاع تشيلسي منذ فترة مورينيو التدريبية، والمثير للاهتمام أن الضعف الدفاعي الواضح لدى باقي الكبار، كان أحد أهم أسباب عدم تتويجهم بأي لقب في العقد الأخير، إذ تلقى «الريدز» 412 هدفاً، مقابل 414 لـ «الديوك»، في حين كان دفاع «المدفعجية» هو الأضعف، ومنى مرماه بـ 429 هدفاً، بمعدلات تتجاوز هدفا واحدا هز شباك الثلاثي الأخير في كل مباراة على الأقل. وكان الفارق التهديفي ضخماً للغاية بالنسبة لـ«البلومون»، حيث بلغ + 483، بفارق هائل عن باقي الـ 6 الكبار، حيث كان «البلوز» هو الأفضل نسبياً ب + 353، مقارنة ب + 249 لـ «السبيرز»، وبالتأكيد كان الحصاد الإجمالي على مستوى النقاط عنصر تفوق باهرا لـ «السيتي»، لأنه سجل نسبة نجاح في مجموع تلك المواسم، بلغت 71.2%، مقابل 66.6% ليونايتد، و66% لتشيلسي، بينما كان ليفربول هو الأقل نجاحاً، بنسبة 60.3% فقط، وهو أمر لم يكن غريباً، لأن «الريدز» لم يحافظ على مقعده داخل المربع الذهبي لـ «البريميرليج» سوى 4 مرات فقط خلال آخر 10 مواسم، في حين بقى «البلومون» بين الأربعة الكبار في 9 مواسم، مقابل الحصول على المركز الخامس في موسم واحد فقط، 2009 - 2010 في بداية تلك الحقبة، بينما تكرر هذا الأمر 7 مرات مع أرسنال وتشيلسي، مقابل 6 لتوتنهام ويونايتد.
البطل في ضيافة ويستهام
يبدأ مانشستر سيتي حملة الدفاع عن لقبه اليوم، حينما يحل ضيفاً على ويستهام يونايتد، وربما يستعين بيب جوارديولا المدير الفني لـ «البلومون» بالوافدين الجديدين جواو كانسيلو ورودري في قائمته الأساسية أمام ويستهام، وتعززت صفوف سيتي بعودة لاعبه آيمريك لابورتي، الذي غاب عن مباراة الدرع الخيرية يوم الأحد الماضي، في حين يفتقد الفريق «السماوي» خدمات جناحه الألماني ليروي ساني بسبب الإصابة التي تعرض لها خلال اللقاء.