مصطفى الديب (أبوظبي)
رغم أن الأحمر العُماني حقق إنجازاً تاريخياً بالصعود لدور الستة عشر، في بطولة آسيا «الإمارات 2019» كونه لم يصعد لهذا الدور في مشاركاته السابقة في البطولة، إلا أنه كان قادراً على الذهاب لأكثر من ذلك، لكن هناك عوامل كثيرة أدت إلى خروجه على يد إيران منذ هذا الدور.
وهناك 5 أسباب حول خسائر الفريق في البطولة، وأمام إيران والوداع، الأول والرئيس في عدم قدرة المنتخب العماني على مجاراة منافسيه وتغيير نتائج بعض المباريات، هو عدم امتلاكه دكة بدلاء قوية، لاسيما أنه لم تشهد أي مباراة دخول لاعب قوي أسهم في تغيير نتيجة من المباريات الأربع التي خاضها في البطولة.
ثاني الأسباب، عدم امتلاك الأحمر خط هجوم قوي، حيث لم يستطع استغلال الفرص التي أُتيحت له، إضافة إلى الفشل في إزعاج المنافسين في المناطق الدفاعية، مما جعل أمر رقابة المهاجمين أمراً سهلاً على مدافعي الفرق الأخرى، وهو الخلاف الذي كان دائراً بشكل كبير بين وسائل الإعلام العمانية والمدرب الهولندي بيم فيربيك، حيث واجه المدرب انتقادات لاذعة في هذا الشأن وعدم قدرته على اختيار مهاجم يمكنه حمل لواء الهجوم.
وثالث الأسباب، لم يمتلك معظم لاعبي عمان الخبرة الكافية لخوض هذا التحدي القاري، ووضح ذلك في أكثر من مباراة، أهمهما وأكثرها وضوحاً لقاء إيران، حيث وضح فارق الخبرة بين المنتخبين الذي صب في صالح المنتخب الإيراني.
ورابعها، تفوق كيروش في قراءة المباراة، حيث درس عمان بشكل جيد، ولعب على نقاط الضعف، أهمها الناحية اليسرى التي كانت مصدر الخطورة الدائم على العمانيين، في الوقت الذي لم ينجح فيها بيم فيربيك في سد هذه الثغرة.
وخامسها، واجه المنتخب العُماني سوء حظ على صعيد تعرضه لظلم تحكيمي في لقائي اليابان وأوزبكستان في المجموعات، وعلى صعيد إهدار ركلة الجزاء في لقاء إيران بقدم القائد أحمد كانو، فضلاً عن سوء الحظ في جدول مواجهات المجموعة السادسة في دور الستة عشر، حيث واجهت منتخبات قوية.
من جهته، أكد فيربيك أنه على الرغم من الوداع، إلا أن منتخب عمان كسب الكثير من الفوائد خلال مشاركته في البطولة أبرزها كسر قاعدة الخروج من دوري المجموعات والتأهل لدور الستة عشر وهو إنجاز جديد، كما كسب مجموعة من الشباب الرائع القادرين على حمل الراية مستقبلاً، مؤكداً أن هذا الجيل من الشباب المتميز والذي يمتلك قدرات رائعة تؤهله لصناعة تاريخ لوطنه في المستقبل.
وشدد على أن قلة الخبرة كانت أحد أهم أسباب الوداع القاري، لاسيما أن عمان واجه إيران المصنف الأول على القارة من جانب «الفيفا»، وهو منتخب قوي ومتفاهم ولديه مجموعة من اللاعبين الأقوياء الذين يلعبون في دوريات عالمية، وشدد على أن عمان أصبح قوياً ويمتلك منتخباً رائعاً بغض النظر عن النتائج وعن الخروج من دور الستة عشر.
وتابع: عقدي لا يزال مستمراً، لكنني لا أعرف ما سيحدث مستقبلاً بعد الخروج من دور الستة عشر، رغم أن الصعود له إنجاز بحد ذاته.
الشيبة: الطموحات مستمرة
قال محمد الشيبة لاعب منتخب عمان، إن المستقبل ينتظر جيل المنتخب، وأكد أن الجميع يعلم أن عمان يمتلك مجموعة من الشباب، ورغم ذلك حقق إنجازاً تاريخياً، وصعد لدور الستة عشر.
وأضاف: طموحات هذا الجيل لن تتوقف عند هذا الحد، وهناك الكثير من البطولات المستقبلية التي تنتظر تسطير تاريخ عماني جديد، مشيراً إلى أن فارق الخبرة لعب دوراً مهماً في ترجيح كفة إيران على عمان، مشدداً على أن المنتخب الإيراني من المنتخبات المرشحة، ولديه قوة كبيرة وتفاهم وتجانس بين لاعبيه غير محدودين.
ووجه الشكر إلى جماهير بلاده التي زحفت خلف المنتخب بقوة، وأكد أنها دائماً ما تفي بالوعد في مختلف الأحداث التي يشارك فيها، سواء على الصعيد القاري أو الإقليمي.
سهيل: الخبرة رجحت الكفة
قال سعد سهيل لاعب عمان، إن الخبرة التي يمتلكها لاعبو إيران صنعت، مؤكداً أن منافس عمان استغل الفرص التي أتيحت له بشكل مثالي، في حين أن الأحمر لم يوفق في استغلال الفرص خاصة ضربة الجزاء التي احتسبت في الدقيقة الأولى، وأهدرت على عمان فرصة قوية للتقدم وركوب اللقاء بشكل مبكر.
ووجه التحية إلى الجماهير، مؤكداً أنها كانت المشهد الأروع والأجمل في البطولة، ووعد بإنجازات جديدة مستقبلية، وأكد أن الجيل الحالي لديه مستقبل رائع وقادر على حمل راية الكرة العمانية بقوة على مختلف الصعد، الدولية والقارية والإقليمية.
احتفالات جماهيرية
شهدت مباراة عمان وإيران احتفالات جماهيرية كبيرة من جانب عشاق الأحمر، عقب نهاية اللقاء، وطالبت الجماهير لاعبيها بالحضور لها من أجل تحيتها، وهو مشهد كان رائعاً لاسيما أن النتيجة النهائية للقاء كانت فوز إيران بهدفين، ووداع البطولة.
وطالبت الجماهير اللاعبين برفع رؤوسهم، مؤكدة أنهم قاموا بالواجب المفروض عليهم، خاصة أن هناك فوارق كبيرة في الخبرة والقوة بين المنتخبين العماني والإيراني.
ورددت جماهير الأحمر، «ارفع راسك أنت عماني»، وغيرها من الهتافات التي رد عليها اللاعبون بتحية الجماهير، وأكدوا لهم أن مساندتهم تاج على الرأس».