الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الترفيه

يظهر بعد موسم "الوسمي".. وهلت تباشير "الفقع" في الإمارات

يظهر بعد موسم "الوسمي".. وهلت تباشير "الفقع" في الإمارات
22 يناير 2019 02:35

هناء الحمادي (أبوظبي)

هلت تباشير نبات الرعد أو كما يسمى عند أهل الإمارات «الفقع»، الذي ينمو بعد سقوط أمطار الوسمي بعمق من 5 إلى 15 سنتيمتراً تحت الأرض ويستخدم كطعام، وعادة يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 جرام، والزبيدي من أجود الأنواع وأغلاها، وذو قيمة غذائية عالية، و«الفقع» غير السام ينمو في أماكن لا ينمو فيها الفطر السام، الذي يحتاج إلى تربة مرتفعة الرطوبة ومياه، ويتميز ساقه باللون الداكن.
وينمو «الفقع» على شكل درنة البطاطا في الصحاري، وشكله كروي لحمي رخو، وسطحه أملس ولونه من الأبيض إلى الأسود، وأحجامه تتفاوت وتختلف، وقد يصغر بعضُها، إلى حبة البندق، أو يكبُر لحجم البرتقالة، ويتركز الفقاع أو الفقع في دبي جنوب منطقة «لهباب»،، ويتجه الصغار والكبار للبحث عنه.

وضوح التشقق
حمد الكعبي أحد مطاردي الأمطار في مركز العاصفة، الذي التقط عدة صور لطريقة اكتشافه حتى بروزه على سطح الأرض، قال إن أفضل الأوقات المناسبة للبحث عنه الصباح والمساء، وذلك لوجود الظل ووضوح التشقق على الأرض، موضحاً أنه عند وجود الفقع يتم الحفر على جانبيه، للمحافظة على سلامته. وبعد ذلك إزالة ما عليه من أتربة وتنظيف ما حوله، ولابد أن يظهر أكثره فوق الأرض ليسهل قلعه، كما يتعين أن يتم إخراجه من مكانه بعناية فائقة، حيث إنه معرض للكسر لهشاشته، ثم إزالة الِعرق الخاص به وإرجاعه لمكانه في الأرض.
سعيد الشهياري استبشر بوجود الفقع في جنوب منطقة لهباب استناداً إلى خبرته في كيفية استخراج هذا النبات الفطري، كما أنه من محبي تناول «مجبوس الفقع» الذي تعده له الوالدة، ويستطيع أن يكتشف مكانه، موضحاً أن موعد ظهور الكمأة أو الفقع في الإمارات يرتبط بموسم الوسمي، وهو أول المطر الذي يروي الأرض في شهري أكتوبر ونوفمبر ويحتاج إلى نحو سبعين يوماً ليكتمل، فيبدأ عشاقه رحلة البحث عنه، لجمعه وحصاده في منتصف يناير حتى بداية فبراير. ويضيف: تعددت أسماء الفقع، فقديماً كان يسمى «بنت الرعد»، و«الفقع»، ويعرفه آخرون بـ«الكمأة»، حيث يعتبر من المصادر النباتية للبروتين، فضلاً عن احتوائه على ألياف غذائية مفيدة في تقوية وتليين الجهاز الهضمي.
ويفرح حسن إبراهيم من إمارة الشارقة حيث يبحث هو وأبناؤه عن مواضع تواجد الفقع في الصحراء، فالجميع ينتشرون للبحث عن هذا النبات الشهي، الذي يتعين حفظه في مكان مظلم وبارد، والأفضل وضعه في سلة، مع مراعاة عدم وضعه في أكياس بلاستيكية لتجنب فساده وتغير مذاقه.

«مجبوس الفقع»
وعن كيفية طهوه وإعداده، تذكر فاطمة علي «ربة بيت» من عشاق تناول مجبوس الفقع، نظراً لأن الفقع ذو قشرة رقيقة، فقد يكتفى عند إعداده للطهو بنقعه بماء دافئ، للتخلص من الأتربة العالقة به، ثم يحك بظهر السكين بدلاً من تقشيره، وإذا كان سطحه كثير الشقوق فيفضل أن يغلى بالماء قليلاً للتخلص من الأتربة الداخلة بين تلك التشققات، مشيرة إلى أن هناك طرقاً عدة لطهوه، وقد يؤكل مع الخبز بعد «تشويحه» فوق النار بالزيت مع البصل والطماطم والتوابل، كما يمكن وضعه مع اللحم والأرز كما أنه يطيب ويؤكل مسلوقاً، ويمكن أيضاً إعداد مرقة الفقع مع الأرز الأبيض.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©