سجلت انتل أكبر شركة تصنيع رقائق كمبيوتر في العالم مبيعات قياسية خلال الربع الثاني من العام الجاري في إشارة واضحة على تعافي مبيعات أجهزة الكمبيوتر على مستوى العالم، بحسب محللين. كما تتنبأ الشركة بأن مبيعاتها في الربع الثالث ستفوق كثيراً ما سبق توقعه، ويرجع ذلك إلى أن كبرى الشركات قد بدأت أخيراً شراء أجهزة كمبيوتر جديدة.
وقال ستيسي جي سميث المدير العام المالي في انتل: “نشهد دلائل واضحة على تعافي سوق أجهزة الكمبيوتر المكتبية بالشركات”.
وفي ربع السنة الثاني الذي انتهى في 26 يونيو الماضي زاد صافي أرباح انتل إلى 2.89 مليار دولار أو 51 سنتاً للسهم الواحد مقارنة مع خسارة 398 مليون دولار أو 7 سنتات للسهم في نفس الربع العام السابق والتي شملت نفقات متعلقة بغرامة مالية دفعتها الشركة إلى المفوضية الأوروبية.
وزادت ايرادات انتل إلى 10.77 مليار دولار أو 34 في المئة من 8.02 مليار دولار في الربع العام السابق. وكانت طومسون رويترز قد توقعت من خلال استطلاع اراء محللين أن تبلغ العائدات 10.25 مليار دولار أو 43 سنتاً للسهم الواحد. عملت نتائج إنتل على تنشيط الأسواق في آسيا وأوروبا مؤخراً مع حصول أسهم التكنولوجيا على أكبر مكاسب. كما ارتفعت أسهم أوروبية أيضاً من واقع نتائج الربع الثاني القوية التي سجلتها شركة تصنيع الرقائق الهولندية إيه اس ام ال ASML.
وقال بول اس أوتيلي رئيس تنفيذي انتل إن ذلك الربع سنة هو الأفضل للشركة على مدى تاريخها البالغ 42 عاماً.
كما قالت إنتل إنها تتوقع بلوغ ايرادات ربع العام القادم 12 مليار دولار متجاوزة توقعات المحللين البالغة 10.92 مليار دولار.
وعلى مدى السنوات الثلاث الفائتة واجهت كبرى الشركات المهيمنة على صناعة أجهزة الكمبيوتر المكتبية سلسلة من خيبة الأمل إذ قام أكبر عملائها من الشركات بإرجاء تبديل أجهزتها. حيث ظهر جيل من الرقائق الأسرع والبرمجيات الجديدة والسواقات الصلبة الأكبر ولم يحصد سوى مبيعات مخيبة للآمال نظراً لعزوف كبرى الشركات المشترية عن أسلوبها المعتاد في تبديل الأجهزة التي مضى عليها عامان.
ويزعم مسؤولون تنفيذيون في صناعة التكنولوجيا أنه في غير مقدور تلك الشركات التعايش إلى الأبد مع أجهزتها العتيقة. وأخيراً وبعد طول انتظار يبدو أن قطاع التكنولوجيا قد هزم عزيمة الشركات الكبرى.
قال سميث إن انتل حظيت في بادئ الأمر ببعض اهتمام الشركات بتطوير أجهزة الكمبيوتر المكتبية من نحو تسعة أشهر مضت وإن المؤشرات زادت قوة تدريجياً بمرور الوقت ومع كل ربع سنة. وفي الأشهر الثلاثة الفائتة شهدت انتل طفرة ايجابية في مبيعات أجهزة الكمبيوتر المكتبية لكبار العملاء وفي مبيعات رقائق خوادمها الحاسوبية التي تذهب إلى مراكز البيانات.
وقال مايكل ماكونيل المحلل في باسيفيك كريست سكيوريتيز إنه يبدو أن دورة التحديث قد بدأت تتجسد بعد طول انتظار.
في الأشهر الثمانية عشر الماضية تعرضت إنتل لتحولات جذرية. إذ كانت الشركة من أولى الشركات التي تأثرت بمرارة الركود وبتقليص عالمي للإنفاق على التكنولوجيا. ونتيجة لذلك تدهورت مبيعاتها بمعدلات غير مسبوقة. ولكنها كانت أيضاً من أولى شركات التكنولوجيا التي استفادت من اهتمام متجدد من قبل المستخدم بأجهزة الكمبيوتر وخصوصاً المحمولة منها (لاب توب) ونتائج الشركة حتى الآن هذا العام تعكس هذا الاهتمام الشديد بأجهزة جديدة.
وظل محللو وول ستريت يترقبون شركات جاثمة على أجهزة كمبيوتر مضى عليها 4 أو 5 سنوات انتظاراً لتبدأ تحديث أجهزتها، ومن شأن تلك المشتروات أن تعطي دفعة كبرى لشركات انتل ومايكروسوفت وديل وهيوليت باكارد نظراً لأن الشركات عادة تشتري أجهزة الكمبيوتر الأغلى.
وقال ستاسي راسجون المحلل في سانفورد سي بيرنشتاين إن التجديدات التي تجريها الشركات مسألة مهمة. وأضاف أن المستثمرين كانوا حذرين حين كان يتعلق الأمر بشركات التكنولوجيا نظراً لخشيتهم من تعرض الاقتصاد لأزمة أخرى ومن احتمال زوال الطلب المتنامي مؤخراً على منتجات التكنولوجيا. وقال أيضاً: “الناس قلقون من أوروبا وإجراءات التقشف ومم لو كانت الصين ستتباطأ”.
ومع ذلك قال محللون إن في مقدور انتل أن تتحمل قدراً ما من الاضطراب الاقتصادي أكثر من بعض نظرائها. يذكر أن الشركة أجرت واحداً من تحولاتها الأكثر سلاسة في تاريخها إلى مجموعة من مصانع الرقائق الجديدة التي تتيح لها إنتاج رقائق أسرع بتكلفة أقل.
هذا بجانب أن الشركة تشهد إقبالاً من جهات شتى على رقائق أجهزة كمبيوتر محمولة ومكتبية وخوادم الأمر الذي ساعد على حفاظها على أسعار مرتفعة واستمرارها في تشغيل مصانعها بحسب كريج ايليس المحلل في كاريس الذي قال إن انتل تبلي بلاء حسناً في مجموعة كبيرة من المجالات.
عن “انترناشيونال هيرالد تريبيون”