منى الحمودي (أبوظبي)
أطلقت دائرة الصحة في أبوظبي المرحلة التأهيلية لبرنامج استشراف المستقبل، وذلك لإعداد 40 قائداً للمستقبل ليكونوا نواة لجهود الدائرة في استشراف المستقبل وفهم الفرص والتحديات والحاجات المستقبلية والإعداد لها، وضمان اتخاذ القرارات الصائبة للمضي قدماً بالقطاع الصحي.
جاء ذلك خلال جلسة للتدريب نظمتها الدائرة.
وستقوم الدائرة في المرحلة الحالية للبرنامج بتمكين المشاركين البالغ عددهم 40 مشاركاً، من التأمل والتفكير ومحاولة وضع تنبؤات تحاكي المستقبل، وتبحث في تفاصيله المتعلقة بالقطاع الصحي.
كما سيعمل المشاركون على وضع تصاميم تخيلية لموضوعات معينة ذات صلة بالقطاع الصحي مبنية على التغييرات والتوجهات التي يشهدها القطاع في الوقت الحالي.
وقال محمد حمد الهاملي وكيل الدائرة: «كلنا ثقة باختيار 40 قائداً ليكونوا صناع المستقبل الأفضل لقطاع الرعاية الصحية في أبوظبي، وسعيد بإطلاق المرحلة التأهيلية من برنامج استشراف المستقبل والذي سيمد قادة البرنامج بالأدوات والمهارات الأساسية لاستشراف المستقبل والتفكير الاستراتيجي».
وأضاف: «نعتبر اليوم متلقين للخدمة الصحية وفي الوقت نفسه نحن مُقدمين لها من خلال عملنا في دائرة الصحة بأبوظبي، وكل ما نقوم به من تقديم خدمات صحية وتشريعاتها وأنظمة وقوانين منظمة لها، فهي تؤثر على رحلة علاج المريض».
وتابع: «يأتي البرنامج لتطبيق فكرة تطوير القطاع الصحي في أبوظبي، وبالتالي إعداد جميع سيناريوهات مستقبل القطاع الصحي في الإمارة، ونكون قادة في هذا الأمر بدلاً من انتظار تجارب دول أخرى».
وأشار إلى أن الهدف من البرنامج التركيز على 40 شخصاً من دائرة الصحة أبوظبي كمرحلة أولى، يمثلون إدارات وقطاعات مختلفة والذين لديهم القابلية للتفكير المستقبلي، بعكس أولئك الحذرين من المستقبل، بحيث إنهم يضعون جميع الاحتمالات حول المستقبل وكيف إنه يمكن إن تكون جاهزاً له. ولفت إلى أن البرنامج يحقق التصور للمرحلة القادمة، حيث يوفر عناصر مهيأة ومدربة من الدائرة بالإضافة إلى إمكانية إضافة أشخاص من مختلف الجهات المعنية داخل وخارج الدولة في الدورات القادمة للبرنامج، ممن لديهم الكفاءات والأسس والتفكير للمستقبل، والذين يشكلون دوراً حيوياً في وضع أسس للتفكير المستقبلي.
وأوضح أن أهم ما يميز برنامج إعداد قادة القطاع الصحي، هو مساهمته في بناء مستقبل الرعاية الصحية الذي يطمحون له من اليوم، مضيفاً: فالمستقبل يأتي بعد 40 أو 50 سنة وسنحتاج حتى ذلك الوقت للخدمات الصحية والتي علينا رسم كيف نريد لها أن تُقدم لنا حتى ذلك الوقت، لافتاً إلى أن زراعة البذور اليوم تجني ثمارها في المستقبل وطريقة الخدمة التي سنحصل عليها في المستقبل هي ما سيتم زراعته اليوم.
وأكد نظرة دائرة الصحة في أبوظبي في تطوير القطاع الصحي والتي لن تكون مقتصرة على تقديم الخدمة فقط، بل ستكون مصدر دخل للدولة والإمارة، فكثير من الدول تعتمد على السياحة العلاجية والتعليم الطبي والتكنولوجيا الجديدة كمصدر دخل رئيس لها، مشدداً على أن الإمارات تعتبر من الدول التي تسعى لأن تكون في المراكز الأولى فيما يتعلق بالخدمات الطبية والتكنولوجيا والاستكشافات والعلاجات وغيرها الكثير. وحول أبرز التصورات للقطاع الصحي بعد أكثر من 30 سنة في إمارة أبوظبي، أشار الهاملي إلى أن الخطط الموضوعة اليوم هي التي تحدد ما سيكون عليه المستقبل، فهناك احتمال أن يظل على ما هو عليه اليوم، إن لم يتم وضع الأسس والخطط أو أن تكون الخدمات متكاملة ومتقدمة ومبهرة، مثل أن تأتي الخدمة لمنزل المريض أو معرفة الطبيب للمرض بدون شرح من المريض. وأشار إلى أن هناك عدة أمور يجب التفكير بها وبناء الأسس التي تُمكننا من الوصول، مع الاهتمام بالتكنولوجيا التي يجب تطويرها والبحوث التي يجب إجراؤها للوصول لهذه المرحلة لمستقبل الصحة العامة والخدمات التي تستشرف الأمراض وطريقة تقديم الخدمة والعلاج.
وذكر الهاملي أن الدائرة عملت من خلال استراتيجيتها على المشاركة في الأبحاث العالمية على مستوى دول العالم ومستشفيات ومؤسسات صحية مرموقة عالمياً والتي كان للدائرة السبق في التعاون معها، وبالتالي تكون على إطلاع مباشر وآني للأفكار الجديدة التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع في إمارة أبوظبي، مشيراً إلى تطبيق الدائرة بالفعل العديد من المشاريع التي أتت بناءً على بحوث عالمية شاركت فيها، بدلاً من الانتظار حتى يتم الإعلان عنها ومن ثم إحضارها، أو انتظار الغير يفكر وينتج، فاليوم تعتبر الدائرة مساهماً في بناء مستقبل الرعاية الصحية وصناعة القرارات وليس على مستوى الإمارات فقط، بل على مستوى دول العالم.
الصحة العامة أولوية
قال الدكتور يوسف الزعابي، رئيس وحدة استشراف المستقبل في الدائرة، إن المخرجات تركز على الأولويات مثل الصحة العامة، مستقبل الأمراض المزمنة، مستقبل النوعية والكفاءة في تقديم الرعاية الصحية للمرضى، مؤكداً أن أحد أهم الأمور المُركز عليها هي التكنولوجيا والصناعات المختلفة التي تتطور بشكل سريع، وعلينا تسخيرها وتبنيها لدفع عجلة التطوير في القطاع الصحي.