تم في مقر السفارة البريطانية في أبوظبي اليوم، تقديم لوحة وجدان ماري مجدولين "القديسة مريم المجدلية" التي رسمها الفنان آري شيفر في عام 1856، إلى الدكتور حامد بن محمد خليفة السويدي رئيس "مؤسسة أبوظبي للفنون" كإعارة دائمة في إمارة أبوظبي.
وقام بتقديم اللوحة التي تعتبر من التشكيلة الخاصة لعائلة لوبين، سعادة باتريك مودي سفير المملكة المتحدة لدى الدولة والممثل الرسمي لصاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة والكومنولث، بالإنابة عن الحكومة البريطانية وعائلة لوبين وشركة "فايف أيلاندز كابيتال لميتيد" في لندن.
وقال الدكتور حامد بن محمد خليفة السويدي: "نحن فخورون بعلاقاتنا الطيبة مع عائلة لوبين وباستلام هذه الهدية القيمة ذات الطابع التاريخي، لرسام تشكيلي عرف عنه بغزارة إبداعاته الفنية في عصره"، مشيراً إلى أن تمثيل إمارة أبوظبي ودولة الإمارات هذه الشراكة الأدبية والثقافية ضروري لبناء الجسور الثقافية بين الجانبين".
وأضاف: "تأتي هذه الروابط المتينة كخطوة أولية ليست فقط للتبادل الثقافي، ولكن لفتح المجال للعالم للاطلاع على الأدب الأوروبي العريق في دولة الإمارات"، مشيراً إلى أن اختيار عائلة لوبين والحكومة البريطانية المملكة المتحدة، أبوظبي لإستلام هدية تاريخية ذات قيمة ثقافية، دليل واقعي وقيّم على تقاربنا الثقافي واحترام القيم الإنسانية المتبعة في بلدنا العزيز".
من جانبه قال سعادة باتريك مودي: "أنا سعيد بهذه الإعارة القيّمة والفرصة التي تمنحها عائلة لوبين إلى إمارة أبوظبي"، منوهاً إلى أن هذه المبادرة تدل على غنى تاريخنا الثقافي، بالإضافة إلى المستقبل المشرق للشركات البريطانية التي تتعامل مع دولة الإمارات العربية المتحدة".
وقال نيكولاس لوبين الرئيس التنفيذي لشركة "داكسابوينت"، إن هذه المبادرة "تعتبر رمزاً للتقدير العميق والصداقة الدائمة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، نحن مسرورون وممتنون لتقديم لوحة وجدان ماري المجدلية كإعارة دائمة لإمارة أبوظبي".
وقال ريتشارد س. أوليفر، الرئيس لدى شركة "أو بي إي": "نحن فخورون كشركة بريطانية ذات جذور عميقة ورائدة في مجال التكنولوجيا والمتواجدة في أسواق القارات الثلاثة"، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تأتي في الصدارة إقليمياً في هذا المجال".
الجدير بالذكر أن الفنان التشكيلي آري شيفر عاش في الفترة ما بين 10 فبراير 1795 و15 يونيو 1858، وولد في مدينة دوردريخت في هولندا. وانتقل مع أشقائه وأمه الأرملة للعيش في باريس خلال فترة صباه. وأصبح رسامًا تشكيلياً لأعمال تعرف بطبيعتها الرومانسية، وكان عضواً في أكاديمية "صالون دي باريس" ذات النفوذ في عالم الفن.
وتعرض أعمال الفنان التشكيلي شيفر في معظم المعارض الفنية الكبرى في العالم، مثل متحف اللوفر في باريس، وناشيونال بورتريه غاليري لندن، الذي يعد الدكتور حامد أحد ممثليه، وقصر فرساي، ومتحف أمستردام، ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن، متحف بوسطن للفنون الجميلة، متحف لوس أنجلوس كاونتي للفنون، مجموعة والاس في لندن، والمتحف الوطني للفنون الغربية في طوكيو، ومانشستر، ومتحف ريكسكسوم موزيوم نارودوف في وارسو، وجامعة ييل، وسميثسونيان وغيرها الكثير.
في العقد الأخير من حياته، رسم شيفر عدداً من اللوحات ذات الطابع الديني أبرزها لوحة القديسين أوغسطين ومونيكا المعروضة في معرض ناشيونال بورتريه غاليري لندن، ولوحة عودة الابن الضال المعروضة في صالة مجموعة والاس في لندن، ولوحة ماري ماجدالين في سفح الصليب المعروضة في متحف أمستردام، ولوحة مارغريت آت ذا فاونتن المعروضة في صالة مجموعة والاسفي لندن ولوحة بكاء المسيح على القدس في صالة "ذا في أند أي" في لندن.
وتتعبر لوحة وجدان ماري مجدلين واحدة من أكثر هذه اللوحات شهرة في الوسط الفني، التي رسمت في عام 1856.