الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

إصابات الملاعب لحظة ألم وصرخة ندم !

إصابات الملاعب لحظة ألم وصرخة ندم !
17 يوليو 2019 00:12

عبدالله الطنيجي (أبوظبي)

يظل «الطب الرياضي» أحد أهم عناصر «المنظومة الرياضية»، وأهم مقومات نجاحها وتطورها، وبعد عرض «الاتحاد» لمطالبة عدد من الأطباء العاملين في الدولة بإشهار جمعية مستقلة للطب الرياضي، تكون مسؤولة عن الاهتمام بالرياضيين بعد إصابتهم، وأيضاً محاولة تفادي هذه الإصابات من خلال تأهيل سليم على أسس علمية، تفاعل عدد كبير من المسؤولين والرياضيين، والمهتمين بمسألة الطب الرياضي مع القضية التي أصبحت «مؤرقة» للجميع، في ظل خسارة رياضتنا لعدد من المواهب بسبب الإصابات، وفقدان المواهب الرياضية واعتزال اللاعبين مبكراً بسبب الخلل الطبي وتشخيص الإصابات، بالإضافة إلى الخسائر المادية من العلاج خارج الدولة، رغم التقدم الذي وصلت إليه الإمارات في كل المجالات.
وبالرغم من وجود شركات التأمين والمراكز العلاجية في الدولة، بقيت الأزمة عند عدد كبير من اللاعبين في الشعور بحالة من الضياع عند التعرض للإصابة، وعند سؤال البعض وجدنا حالة من الحزن عند من غيبتهم الإصابات، دون أن يجدوا من يرعاهم.
ويعتبر هادف سيف «كابتن» فريق الإمارات الذي تألق في فريقه، أحد أصحاب القصص والحكايات مع الإصابات المزعجة والمتكررة التي أرغمته على الابتعاد وحرمته من مشاركة فريقه في كل المباريات المحلية، ويقول: «أعطيت الكرة عمري، ولكن الإصابات المتكررة حالت دون أن أكمل المشوار، وفضلت الابتعاد بعد أن لمست تململ المسؤولين في الإنفاق على علاجي بسبب إصابة الرباط الصليبي التي تكررت في بداية كل موسم».
وأضاف: «معظم اللاعبين يعانون كثرة الإصابات، وهناك أندية قادرة على علاج لاعبيها، وهناك أندية تنتظر من يساعدها في علاج لاعبيها في مراكز وعيادات الأندية الأخرى، وأنا الآن أحضر المباريات في المدرجات، بعدما كنت متألقاً في الملعب، وهي حياة صعبة وقاهرة أبعدتني عن زملائي اللاعبين، وعشقي لممارسة اللعبة».
وقال عبدالله سهيل لاعب الشارقة والأهلي السابق: «تعرضت للإصابة، وأنا في المعسكر الأوروبي لفريق الأهلي، وتم عرضي على مستشفيات ألمانية عدة، وأجمع كل متخصصي العلاج على وجود التهابات شديدة وقديمة ومتراكمة من سنوات، ولم أكن أعلم بها، وكنت ألعب مع فريق الشارقة ولم أشعر بهذه الأعراض لوجود الرغبة في المشاركة وتقديم كل ما عندي للفريق، وبعد إجراء الفحوص قرر الأطباء منعي من ممارسة أي نشاط رياضي لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، وبعدها تم العلاج والتأهيل في عيادات النادي والمراكز الخارجية».
وأضاف: «يعاني بعض اللاعبين عند التعرض للإصابات في الملاعب، تجاهل الأندية، وعدم الالتزام والقيام بواجبهم في مساعدة اللاعبين والتخفيف عنهم وتشجيعهم في تحمل الإصابات حتى العودة لممارسة الرياضة، والإصابات قد تلاحق اللاعب، سواء في التدريب أو المباريات، وهناك عدد من اللاعبين في الأندية ضحايا التشخيص الطبي الخاطئ، الذي تسبب في إنهاء مسيرتهم الرياضية، لعدم وجود الطاقم الطبي المؤهل الذي يعتمد عليه في الإسراع بعودة اللاعبين».
وقال سهيل: «المشكلة ليست في المرحلة الأولى من خلال العمليات الجراحية، وإنما في مسألة التأهيل والعلاج المكثف، الذي نعاني من نقص متخصصيه، حيث لا يوجد في الإمارات متخصصون من الأطباء، على الرغم من الإنفاق الزائد على هذا القطاع مع التطور الطبي، ولكن في غير المجال الرياضي».
وتابع: «أندية الدولة لم تكلف نفسها إيجاد الحلول ومعرفة الأسباب في ظاهرة كثرة الإصابات، وظلت تشاهد تساقط اللاعبين، مع العلم أن أغلب أرضيات الملاعب في الدولة غير صحية وتساهم في إصابات اللاعبين؛ لأنها تجلب أنواعاً من العشب لم نتعود عليه سابقاً».
وأضاف: «لا أنسى إصابة عادل عبدالعزيز لاعب الأهلي الذي كان في قمة عطائه وتوهجه، وكنا ننتظر منه الكثير، ولكن دهمته الإصابة وأبعدته عن الملاعب وهو في قمة شبابه، ولم يجد في ذلك التوقيت أي اهتمام من قبل إدارة النادي، وظل يعاني الإصابة التي لاحقته في كل المباريات والتدريبات حتى ابتعد كلياً، مما أفقدنا خامة رياضية مهمة».
وطالب سهيل بالإسراع في إشهار جمعية الطب الرياضي التي يعول عليها الكثير في تشخيص اللاعبين وعلاجهم والتنسيق مع الأندية ورسم خطط طبية لجميع الألعاب، وقال: «أنصح جميع الأندية بتثقيف اللاعبين وتوصيل المعلومة الطبية لهم، وتعريفهم بمدى خطورة الإصابات عند التقاعس عن إكمال العلاج، كما أطالب بتوفير تأمين طبي شامل على اللاعبين».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©