زهرة الخليج 23 مايو 2021
أكد سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب نجح، منذ أن أطلقه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1981، في ترسيخ مكانته على الساحة الدولية؛ حتى أصبح منصة للحوار والتواصل بين العاملين في قطاع النشر، وبوابة للمعرفة والتعرف على أحدث التقنيات والتوجهات في هذا القطاع، فضلاً عن أحدث الإصدارات الأدبية بشتى لغات العالم، واستكشاف أفق التعاون، ما أكسبه سمعة عالمية مرموقة.
-
الدكتور علي بن تميم
وقال الدكتور علي بن تميم، في حوار مع وكالة أنباء الإمارات (وام)، بمناسبة انطلاق فعاليات الدورة الثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، إن المعرض يشهد نمواً متزايداً، في أعداد العارضين والزوار عاماً بعد عام، إذ يمثل حجم المشاركة هذا العام، على الرغم من القيود التي تفرضها جائحة "كورونا"، دليلاً على المكانة المميزة التي يحظى بها المعرض عالمياً.
وحول جديد الدورة الحالية من المعرض، قال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعود هذا العام بعد أن غيبته الجائحة، العام الماضي، حاملاً معه برنامجاً هجيناً، لإتاحة المجال أمام أكبر عدد من الجمهور لمتابعة فعالياته، وذلك لتقريب المسافات في ظل وجود قيود على السفر، والتي قد تمنع البعض من حضور فعاليات المعرض، وبالتالي سيتم بث جميع الجلسات الفعلية بشكل افتراضي، ليتمكن الجمهور من متابعتها من أي مكان، كما سيتم بث جميع الجلسات الافتراضية عبر الشاشات الموجودة داخل قاعات المعرض، لتمكين الزوار من متابعتها.
وأضاف أن برنامج المعرض بدورته الحالية يستهدف مختلف شرائح المجتمع، فهناك الجلسات الثقافية التي تتناول الأدب والشعر، وتحتفي بالمبدعين من شعراء وأدباء ومفكرين، وسيتم خلال المعرض بث حفل تكريم الفائزين بالدورة الخامسة عشرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، إلى جانب تنظيم جلسة حوارية تجميع الفائزين بالدورتين الحالية والماضية من الجائزة مباشرة على المسرح الرئيس في "أدنيك"، علاوة على تكريم الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2021، والاحتفاء بالمؤلفين الذين وصلوا إلى قائمة التصفيات النهائية.
وقال إن برنامج المعرض يشمل، أيضاً، جلسات تستهدف العاملين في قطاع النشر من مختصين وأدباء، ويغطي التحديات التي يشهدها القطاع في ظل جائحة كورونا، إضافة إلى خطر القرصنة على هذا القطاع، ويقدم أيضاً ورشاً تدريبية للراغبين في دخول معترك الكتابة الإبداعية، وتطوير مهاراتهم في هذا المجال.
وحول اختيار جمهورية ألمانيا الاتحادية ضيف الشرف لدورتين متتاليتين من المعرض، قال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية إن اختيار ألمانيا يأتي امتداداً للعلاقات التاريخية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وتجسيداً للمكانة البارزة التي تحظى بها ألمانيا في القطاع الأدبي، فهي تتمتع بتراث أدبي غني ومتنوع، كما ترتبط بالعالم العربي بروابط ثقافية عميقة، ونتطلع للاحتفاء بهذه الروابط، وتسليط الضوء على التبادل الثقافي بين الشعوب العربية والشعب الألماني على مر العصور.
وأضاف أن جائحة كورونا لاتزال تفرض الكثير من التحديات والقيود على قطاع الفعاليات والمعارض على مستوى العالم؛ لذا ارتأينا اختيار ألمانيا ضيف شرف لعامين متتاليين، لإتاحة المجال أمام أكبر عدد من الجمهور، للتعرف عن كثب على إرثها الثقافي والأدبي الغني، فنحن نأمل أن تبدأ الجائحة بالانحسار في القريب العاجل، ما يتيح الفرصة لعدد أكبر من الزوار لحضور دورة العام القادم من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
وأشار الدكتور علي بن تميم إلى أن ألمانيا تقدم هذا العام برنامجاً غنياً بالفعاليات والندوات الثقافية، كما ينظم معرض أبوظبي الدولي للكتاب معرضين ثقافيين، بالتعاون مع معهد غوته والسفارة الألمانية في أبوظبي، هما: معرض "الحكايات العربية الألمانية"، الذي يسلط الضوء على التبادل الثقافي بين دولة الإمارات وألمانيا، ويعرض المحتوى الثقافي العربي والألماني بطريقة مشوقة، كما يقدم مجموعة من ورش الحرف اليدوية والحكايات الشعبية، ويعرض مخطوطات وكتباً نادرة باللغتين العربية والألمانية، ومعرض "من سندريلا إلى سندباد.. حكايات ألمانية وعربية خالدة"، الذي يسلط الضوء على التراث الثقافي الغني للتقاليد السردية من مصر القديمة والعالم العربي وألمانيا، ويستمران حتى 20 سبتمبر المقبل في المجمع الثقافي بأبوظبي.
وحول دور الكتاب الإماراتيين اليافعين خلال معرض أبوظبي للكتاب، قال الدكتور علي بن تميم إن الدورة الحالية من المعرض تستضيف نخبة من الكتاب والشعراء الإماراتيين، الذين سيتحدثون حول موضوعات متنوعة، مثل أثر جائحة كورونا في الأدب والإبداع والنقد في العالم الافتراضي، وأهمية الخيال العلمي في الأدب، وأساسيات الكتابة الإبداعية، وغيرها من الموضوعات.
وأكد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية أن أعمال الكتاب الإماراتيين تتميز بأصالة والإبداع، فقال: "نشهد في كل عام مشاركات واسعة من الأدباء، من أبناء وبنات الدولة المتميزين في مختلف المجالات الأدبية".
وحول المشاركات الدولية في الدورة الـ30 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، قال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية إن قطاع النشر تأثر - حاله كحال غيره من القطاعات - بجائحة كورونا، وكان لغياب معرض أبوظبي الدولي للكتاب العام الماضي أثر كبير في هذا القطاع، ليس في دولة الإمارات والشرق الأوسط فحسب، بل على مستوى العالم، حيث يستضيف المعرض كل عام أبرز دور النشر العربية والعالمية، ويوفر منصة للناشرين والمكتبات والوكلاء والهيئات الثقافية والحكومية من حول العالم لتبادل الأفكار.
وأضاف أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بدورته الثلاثين، يعد من أكبر الفعاليات التي تقام منذ بداية هذا العام، ونرى تفاعلاً إيجابياً كبيراً من دور النشر والمؤسسات الثقافية والأدبية من حول العالم، فعلى الرغم من القيود والتحديات، فيشارك 889 عارضاً من 46 دولة من حول العالم في المعرض، وهذا تأكيد على المكانة البارزة التي يتمتع بها الحدث.