أكدت إيران أمس، أنها مستعدة لاستئناف المفاوضات مع مجموعة “5+1” بشأن برنامجها النووي وليس أي أمر آخر، في الأول من سبتمبر المقبل، شرط تحديد أهداف هذا الحوار بشكل واضح مسبقاً كما أكدت استعدادها لتبديد القلق وتعزيز التعاون الدولي، الأمر الذي سارع الاتحاد الأوروبي بوصفه بأنه “خبر جيد وسار”. بالتوازي، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن بلاده ستستمر في عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وفق مصالحها وأن محطة بوشهر النووية سيتم تدشينها في غضون الشهرين المقبلين لكنه اعترف في تصريحات منفصلة، بوجود مشاكل حقيقية لمركز التحقيقات النووية بطهران بسبب العقوبات الاقتصادية. وفي شأن متصل، نفى مهمانبرست ما تناقلته أنباء عن وقف تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود في مطارات عديدة قائلاً “الطائرات الإيرانية يعاد تزويدها بالوقود في مطارات العالم”. وكانت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء نقلت أمس الأول عن مهدي علياري رئيس رابطة النقل الجوي لشركات الطيران الإيرانية قوله “منذ الأسبوع الماضي تمنع طائراتنا من التزود بالوقود في مطارات بريطانيا وألمانيا ودول في المنطقة بسبب العقوبات التي فرضها الأميركيون”.
وأعلن كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني سعيد جليلي في رسالة أمس إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون “عندما يصبح هدف المفاوضات واضحاً ستكون طهران مستعدة لبحث تعزيز التعاون الدولي وتبديد القلق المشترك”. وكانت آشتون وجهت منتصف يونيو الماضي، رسالة إلى جليلي طلبت فيها استئناف المفاوضات بين إيران ومجموعة “5+1” التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا. ووجهت الرسالة بعد تبني مجلس الأمن الدولي حزمة العقوبات الرابعة ضد إيران في 9 يونيو الماضي. وذكر جليلي بالشروط الثلاثة التي فرضها الرئيس محمود نجاد على “الدول الكبرى في 28 يونيو المنصرم. وطلب من آشتون تحديد ما إذا كان “هدف المحادثات هو الوفاق والتعاون ام مواصلة العدائية والمواجهة” مع طهران و”حقوقها” في المجال النووي. كما طلب جليلي من الدول العظمى قبول “منطق الحوار وشرطه الأساسي وقف أي تهديد أو ضغوط”، إضافة إلى تحديد “موقفها من الأسلحة النووية التي يملكها النظام الصيهوني”. وقال “ردكم على هذه الأسئلة ضروري لمواصلة المباحثات” موضحاً أن هذه المفاوضات قد تستأنف اعتباراً “من الأول من سبتمبر” على أن تكون بشأن البرنامج النووي وليس أي أمر آخر مبدياً استعداد بلاده لتعزيز التعاون الدولي وتبديد القلق والمشترك.
من ناحيتها قالت مايا كوسيانجيتش الناطقة باسم اشتون في بروكسل أمس، إن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي “كتبت إلى جليلي لدعوته إلى لقاء في أقرب وقت ممكن”. وأوضحت “كان من الواضح أن الأمر سيتعلق بالبرنامج النووي لإيران”. وتابعت “إذا كانوا مستعدين للقاء اشتون، فهذا خبر جيد لكننا لم نتلق حالياً رداً رسمياً” من طهران. وبدورها طالبت موسكو أمس، باستئناف سريع للمفاوضات بين إيران ومجموعة ”5+1”. وكان دبلوماسيون غربيون ذكروا أن الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا التي تمثل مجموعة “5+1” قالت عقب اجتماعهم في بروكسل الجمعة الماضي، أنهم مازالوا يسعون للتوصل لحل مع طهران عن طريق المفاوضات في حين توقع متابعون للملف عودة الأخيرة لطاولة المفاوضات خلال الشهرين المقبلين. لكن جليلي انتقد دعوة الاتحاد الأوروبي التي جاءت بعد مصادقة مجلس الأمن على السلسلة الأخيرة من العقوبات ضد طهران. وقال في رده على رسالة اشتون “ممارسة الضغط والدعوة فى نفس الوقت لإجراء مباحثات، ليست فقط غير مقبولة ولكنها أيضاً غير متحضرة”.
وفي طهران، قال مهمانبرست في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس، إن على واشنطن أن تعيد النظر في سياستها الخاطئة تجاه إيران. وأشار إلى أن بلاده ستستمر في عمليات التخصيب بنسبة 20% وفق مصالحها لكنه أوضح أن مركز طهران النووي وبسبب العقوبات الاقتصادية وشح الوقود النووي، فإنه ينتج الدواء أسبوعياً وليس يومياً، متهماً أميركا وأوروبا بالتسبب بخلل في المركز النووي الطبي بطهران. وفي شأن متصل بالعقوبات، قال مهمانبرست أمس، إن الطائرات الإيرانية تزود بالوقود في المطارات بشتى أنحاء العالم نافياً تقارير بأن بعض الدول ترفض تزويدها بالوقود جراء العقوبات الأميركية المفروضة على طهران. وتابع في مؤتمر صحفي “لم يفرض مثل هذا القيد”.
ووصف مهمانبرست تلك التقارير بـ”جزء من حرب نفسية.” وأضاف “هذا خبر خاطئ. لم يفرض مثل هذا القيد. “يتماشى نشر معلومات غير محددة مع خلق جو سلبي. إنه نوع من الحرب النفسية ضد شعبنا”.
وكانت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء نقلت عن مهدي علياري رئيس رابطة النقل الجوي لشركات الطيران الإيرانية أمس الأول قوله إن بريطانيا وألمانيا ودول بالمنطقة رفضت تزويد طائرات شركتي “إيران اير” و”ماهان” بالوقود. وأكدت وزارة النقل الألمانية أنه لا يوجد حظر على إعادة تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود. كما أفاد مصدر في الحكومة البريطانية بأن لندن ليست على علم بأي وقف للإمدادات وأن أي قرار بهذا المعنى يتوقف على الشركات الخاصة. وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن شركة بريتيش بتروليوم النفطية البريطانية أوقفت تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود لتنضم بذلك إلى قائمة متزايدة من الشركات التي أوقفت التجارة مع إيران وسط مسعى تقوده الولايات المتحدة لعزل طهران بسبب برنامجها النووي. ولم تعلق “بي.بي” بالتأكيد على ما جاء في تقرير لـ”فاينانشال تايمز” لكنها قالت “نمتثل تماماً لأي عقوبات دولية تفرض على الدول التي نعمل فيها”. وكانت دول وشركات قد قللت على مدى الأسابيع المنصرمة استيراد النفط الإيراني الخام. وتوقفت شركات أخرى عن تزويد إيران البنزين المكرر. وقالت جالا رياني من مؤسسة “آي.إتش.إس جلوبال إنسايت” إن أي ضغط من هذا النوع الذي يستهدف تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود سيبدو “قراءة متشددة” لقانون العقوبات الأميركي الجديد. وأضافت أن ذلك ليس بالضرورة الإجراء الذي سعى لتنفيذه التشريع. وأشارت إلى أن التشريع يستهدف تجارة الوقود. وأضافت تعليقا على تقرير الوكالة الإيرانية “سأتوخى الحذر كي لا أقفز إلى أي نتائج”.
تشديد القيود الأوروبية على»إيران إير» لمخاوف تتعلق بالسلامة
بروكسل (أ ف ب) - شدد الاتحاد الأوروبي أمس، من قيوده على استخدام الخطوط الجوية الإيرانية لمجاله الجوي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، كما أضاف شركة خطوط طيران من سورينام إلى قائمته السوداء. وأعلنت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية أن جهاز تنظيم النقل في الاتحاد الأوروبي ازال شركتي خطوط طيران من اندونيسيا هما «مترو باتافيا» و«اندونيسيا اير آسيا» من القائمة السوداء بعد أن أجرت السلطات الاندونيسية تحسينات «كبيرة» لإجراءات السلامة. وقررت لجنة سلامة الطيران بالإجماع زيادة قيودها على الخطوط الجوية الإيرانية «إيران اير» ومنع طائراتها طراز ايرباص ايه 320 وبوينج 727 و747 من التحليق في الأجواء الأوروبية. وتم التوصل إلى هذا القرار بعد زيارة قامت بها اللجنة إلى طهران شارك فيها خبراء من دول الاتحاد الأوروبي ووكالة سلامة الطيران الأوروبية، وخلصت إلى أن إيران لم تطبق إجراءات السلامة المعلنة في مارس الماضي. وقالت المفوضية إنها ستواصل «من كثب مراقبة أداء خطوط الطيران» الإيرانية من خلال تفحص نتائج عمليات تفتيش ميدانية لطائرات الشركة التي لا يزال يسمح لها بالعمل في الاتحاد الأوروبي. ولا يزال بإمكان «إيران اير» تشغيل 23 طائرة في أجواء دول الاتحاد الـ27 بما فيها 14 طائرة ايرباص ايه 300 و8 ايرباص ايه 310 وبوينج 737.