حققت شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة “دو”، أرباحاً صافية خلال الربع الأول من العام الجاري، بلغت 412 مليون درهم (قبل حقوق الامتياز)، مقابل 194 مليون درهم خلال الربع الأول من عام 2010 بنمو 112%.
وأعلنت الحكومة الاتحادية فرض “رسم حق الامتياز” على “دو”، بواقع 15% من صافي الربح عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2010، إلا أنه لم يتم تحديد رسم الامتياز عن العام الحالي لتستمر الشركة بتجنيب مخصصات مالية لحقوق الامتياز بنسبة 50% كإجراء احترازي.
وقال عثمان سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة “دو” أمس في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، إن الشركة ستواصل دعم البنية التحتية لشبكتي الهاتف المتحرك الثابت خلال العام الحالي من خلال ضخ استثمارات رأسمالية في الشبكتين تصل إلى نحو 1,7 مليار دولار خلال عام 2011، وبلغت النفقات الرأسمالية في الربع الأول من عام 2011 نحو 477 مليون درهم.
ويتركز الاستثمار بشكل أساسي على استكمال شبكة الهواتف المتحركة، والتي تستحوذ على ما يزيد على 52% من الإنفاق خلال الربع الأول من العام، بحسب سلطان.
وكشف أن “دو” ترتب قرضاً، بالتعاون مع مجموعة من البنوك العاملة في الدولة، وذلك لتعزيز مستويات السيولة بالشركة بما يكفي لسداد القرض الذي حصلت عليه الشركة قبل ثلاث سنوات بقيمة ثلاثة مليارات درهم.
وقال سلطان إن الشركة ستسدد القرض المصرفي البالغ قيمته نحو ثلاثة مليارات درهم في موعد استحقاقه في الأول من شهر يونيو المقبل، من خلال السيولة المتوافرة بالشركة وبالاستعانة بالقرض البنكي الذي يجري الترتيب له حالياً.
وأضاف أن المفاوضات مع البنوك بشأن ترتيب القرض المذكور تشهد تقدماً ملموساً، وبلغت مرحلة متقدمة.
وكان بنكا المشرق و«ويست ال بي إيه جي» فرع لندن قد أعلنا في نهاية يوليو 2008 عن نجاحهما في ترتيب قرض مشترك بقيمة 3 مليارات لشركة دو، لتمويل خطط الشركة لتوسعة شبكاتها للاتصال المتحرك والثابت.
السيولة النقدية
وأشار الرئيس التنفيذي لـ “دو” إلى أن تحقيق الشركة لنتائج إيجابية على صعيد التدفقات النقدية، فضلاً عن السيولة النقدية البالغة نحو مليار درهم، والتي تحصلت عليها من خلال إصدار أسهم حقوق الأولية، عزز مستويات السيولة المتوافرة وقلص الفارق مع إجمالي المبلغ المستحق.
وتوقع سلطان أن تشهد إيرادات الشركة من الهاتف الثابت طفرة غير مسبوقة خلال العام الحالي بعد إطلاق الخدمة في جميع أنحاء الدولة بعد تفعيل اتفاقية المشاركة في الشبكات مع شركة اتصالات، موضحاً أن الشركة تجري حالياً التجارب العملية لتنفيذ المشاركة في الشبكات الأرضية، تمهيداً لدخول الاتفاق حيز التنفيذ خلال الربع الثالث من العام الحالي.
وأوضح أن عائدات استخدام البيانات تشكل جزءاً مهماً من إيرادات الهواتف المتحركة، حيث انعكس الارتفاع الملحوظ في عائدات استخدام بيانات الهواتف المتحركة إيجابياً على إجمالي العائدات، لافتاً إلى أن الشركة ستواصل تركيزها على إطلاق المبادرات وإعداد وطرح المنتجات والخدمات التي تدعم نمو استخدام البيانات في قطاع الهاتف المتحرك.
وشكلت عملية نقل بيانات الهاتف المتحرك نحو 9% من إجمالي عائدات الهاتف المتحرك، وهو ما يزيد على ضعفي الاستخدام تقريباً في الربع الأول من عام 2010، حيث بلغ إجمالي عائدات الشركة من نقل البيانات نحو 141 مليون درهم، مقابل 59 مليون درهم في نهاية الربع الأول لعام 2011.
زيادة الإيرادات
وأظهرت القوائم المالية للشركة ارتفاع إجمالي الإيرادات بنسبة 29%خلال الربع الأول من عام 2011، ليصل إلى نحو 2,03 مليار درهم، مقارنة بنحو 1,58 مليار درهم للفترة المقابلة من عام 2010.
وأرجعت الشركة زيادة الإيرادات للنمو القوي والمتواصل في أعداد مشتركي الهواتف المتحركة على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، فيما استقرت الإيرادات خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالربع الأخير لعام 2010، وذلك نتيجة مواسم الأعياد التي تأتي في الربع الأخير من كل عام، والتي تشهد زيادة ملحوظة في حركة المكالمات.
ووفقاً للبيانات التي نشرتها هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في نهاية شهر ديسمبر، استحوذت “دو” على 40% من الحصة السوقية.
وأظهرت نتائج الربع الأول من هذا العام، استقطاب الشركة لـ 272 ألف مشترك جديد خلال ربع العام، ليصل إجمالي عدد المشتركين إلى نحو 4,61 مليون مشترك فعال بنهاية الربع الأول من العام.
وشكل النمو في عدد المشتركين والارتفاع في استخدام البيانات الركيزتين الرئيسيين لإيرادات “دو” من الهاتف المتحرك، والتي وصلت إلى 1,6 مليار درهم بزيادة تقدر بنحو 35% مقارنة بالربع الأول من عام 2010 البالغة 1,1 مليار درهم.
ورغم عامل الأعياد الموسمية ونقص عدد الأيام عن الربع الأخير من عام 2010، فإن الإيرادات ظلت ثابتة ومستقرة، حيث سجلت 1,6 مليار درهم خلال الربع الأخير من عام 2010.
وأكد عثمان سلطان أن استراتيجية “دو” واستثماراتها الرامية لاستقطاب شريحة عملاء الهواتف المتحركة من ذوي الدخول المرتفعة والاحتفاظ بهم ما زالت مستمرة، حيث نجحت في الاستحواذ على 46,4 ألف مشترك فعال من مشتركي خدمات الهاتف المتحرك بنظام الفاتورة، الذين تمت إضافتهم خلال ربع العام، ليصبح إجمالي عدد المشتركين 306,4 ألف مشترك، وهو ما يعادل 7% من قاعدة مشتركي الهواتف المتحركة.
وبلغ متوسط عائد خدمات الهاتف المتحرك لكل مستخدم في خدمات الهاتف المتحرك في الربع الأول من عام 2011، نحو 118 درهماً مقابل 108 دراهم خلال الفترة المقابلة من العام الماضي.
وارتفعت عائدات “دو” من خدمات الثابت بما فيها الهاتف الثابت، والتلفزيون، والإنترنت السريع بنسبة 27%، لتصل إلى نحو 337 مليون درهم خلال الربع الأول من العام الحالي، مقابل 265 مليون درهم خلال الربع الأول من عام 2010، كما حققت زيادة بنسبة 3% على الربع الأخير من عام 2010.
وشهد متوسط المصروفات العامة ارتفاعاً خلال الربع الأول من عام 2011 ليصل إلى 696 مليون درهم، مقارنة بمستواه خلال الربع الأخير من عام 2010 والبالغ 631 مليون درهم، وترجع هذه الزيادة إلى احتساب رصيد دائن منفرد لصالح الشركة خلال الربع الأخير، مدفوعة بعوامل مثل القرارات التنظيمية التي جاءت في صالح دو، والتغيُّر في الذي طرأ على مكافآت نهاية الخدمة والذي طبق وفقاً للمعايير الدولية للتقارير المالية، وهو ما جاء مقترناً برسوم تحملتها الشركة لمرة واحدة خلال الربع الأول من العام.
ونمت الأرباح قبل اقتطاع الفائدة والضريبة والمستهلكات بنسبة 69% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلا أنها انخفضت انخفاضاً طفيفاً بنسبة 8% عن الربع الأخير من عام 2010، حيث بلغت 621 مليون درهم، بعد أن كانت 366 مليون درهم في الربع الأول من عام 2010، كما بلغت 675 مليون درهم في الربع الأخير من عام 2010.
وشهد هامش الربح الإجمالي قبل خصم الفائدة والضريبة والمستهلكات ارتفاعاً بنسبة 30% في الربع الأول من عام 2011، مقارنة بالربع الأول من عام 2010، حيث ارتفعت بنسبة 23%، إلا أنها انخفضت انخفاضاً طفيفاً عن الربع السابق، حيث كان الارتفاع 33%.
