الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

الفلبين.. "أحلام مستحيلة"!

الفلبين.. "أحلام مستحيلة"!
18 يناير 2019 00:03

معتصم عبدالله (دبي)

«لتحلم بالمستحيل»، عبارة مثلت شعاراً لمنتخب الفلبين، في مشوار مشاركته التاريخية، بنهائيات كأس آسيا «الإمارات 2019»، حينما تأهل للمرة الأولى ضمن 24 منتخباً، وانطبقت كلمات الشعار بشكل كامل، على عمر رحلة «أزكال» القصيرة في النهائيات، والتي انتهت بختام مشوار الدور الأول، بعدما لعب ثلاث مباريات، ضمن المجموعة الثالثة القوية التي ضمت إلى جانبه كوريا الجنوبية الذي احتفل بالظهور رقم 14 في تاريخه بالنهائيات، والصين صاحب المشاركات الـ12، بجانب قيرغيزستان الوافد الجديد.
وعصفت الخسارة في الجولة الأخيرة للدور الأول أمام قيرغيزستان 1-3 مساء أمس الأول على استاد راشد، بالآمال الضئيلة لأبناء المخضرم السويدي إريكسون في الاستمرار في المنافسة، ليكتفي الفلبين بـ «تذيل» المجموعة، بعد خسارته في ثلاث مباريات على التوالي أمام كوريا الجنوبية 0-1، الصين 0-3، وقيرغيزستان 1-3، وشهدت المباراة الأخيرة تسجيل الهدف الوحيد والتاريخي للفلبين في النهائيات عن طريق قائده ستيفان شروك هدف في الدقيقة 80.
وشدد السويدي إريكسون على عدم شعوره بالندم على قبول تولي مهمة قيادة الفلبين في نهائيات كأس آسيا، رغم الوداع المبكر من الدور الأول، بعد الخسارة في ثلاث مباريات على التوالي، اكتفى فيها المنتخب بتسجيل هدف وحيد، وقال: خضنا مواجهات قوية أمام منتخبات متميزة، وأعتقد أن المشاركة في حد ذاتها أمر إيجابي على صعيد اللاعبين الشباب الذين ينتظرهم مستقبل رائع مع المنتخب، وإجمالاً فإنني أحببت هذا العمل كثيراً، ولا أشعر بالراحة الكاملة للنتيجة النهائية، ونأمل أن نكون قادرين على خوض البطولة في نسخ مقبلة، والحصول على نقاط.
ولفت المدرب صاحب الـ70 عاماً، والذي يعد الأكبر عمراً في النهائيات الحالية، إلى أن «استراتيجية توازن الأداء الدفاعي والهجومي» لم تشفع لـ «أزكال» الاستمرار في البطولة، بعدما لعبت الجاهزية البدنية دوراً مؤثراً في منح الأفضلية للمنافسين، وقال: أثق في قدرة «أزكال» على العودة بقوة للمشاركة في النسخ المقبلة لكأس آسيا وحتى المنافسة في التأهل لكأس العالم، المشاركة الحالية بداية جيدة لمستقبل أفضل للكرة الفلبينية، مشيراً إلى أن عقده الحالي يستمر لنحو ثلاثة أشهر أخرى في انتظار أن يتخذ قراره بشأن الاستمرار في القارة الآسيوية من عدمه.
والمؤكد أن فارق خبرات اللاعبين، ونقص الجاهزية البدنية، أثرا بشكل واضح على مستوى أداء الفلبين في ظهوره الأول، رغم البداية الجيدة أمام «محاربي التايجوك» في الجولة الأولى، وبدا أن الفلبين قدم أفضل ما لديه أمام كوريا الجنوبية، بعدما تحدى التوقعات، بفوز سهل لمنافسه القوي، بالوقوف أكثر من ساعة نداً حقيقياً أمام وصيف البطولة القارية في النسخة الأخيرة عام 2015، قبل أن يخسر المباراة بهدف.
وأسهم أسلوب الأداء الدفاعي الجيد لرجال «المخضرم» إريكسون «70 عاماً»، في الحد من خطورة المنافس الكوري، رغم استحواذ الأخير على الكرة بنسبة وصلت إلى 80 %، والأداء القوي في المباراة ذاتها كان سبباً في التأثير السلبي على شكل المنتخب الفلبيني في مباراته الثانية أمام الصين، والتي خسرها بثلاثية نظيفة، وامتد تأثير فارق الإعداد البدني لمباراة قيرغيزستان في الجولة الأخيرة، وفوارق الخبرات بدت واضحة في تعامل المدافعين مع مهاجمي المنتخبات المنافسة، خاصة مباراة الصين، والتي دفع فيها «أزكال» ثمن إغفال الرقابة للمهاجم المتميز وو لي، لينجح في تسجيل هدفين من ثلاثية «التنين»، في شباك الحارس مايكل فالكسجارد.

شروك: الهدف التاريخي أفضل ذكرى
منح الهدف الأول للفلبين في تاريخ نهائيات كأس آسيا، والذي سجله ستيفان شروك في الدقيقة 80 أمام قيرغيزستان، الفرصة للتعبير عن سعادته رغم خسارة منتخب بلاده 1-3، ووداع الدور الأول للبطولة، موضحاً أن مشاركة «أزكال» في النهائيات القارية انتهت، غير أن أحلامهم ستظل دائماً على قيد الحياة، مؤكداً قدرة الفلبين على العودة بشكل أقوى، وقال: بالطبع تمنيت أن تتوافق ذكرى الهدف الأول مع انتصار أول أيضاً كان بإمكانه أن يضعنا ضمن قائمة المتنافسين في سباق التأهل للدور الثاني، ولكننا دفعنا ثمن الأخطاء خاصة في مباراة أمس الأول أمام منافس تفوقنا عليه سابقاً وقدم مردوداً مختلفاً في المواجهة الأخيرة.
وكشف شروك، المولود في ولاية بافاريا الألمانية لأب ألماني وأم فلبينية، عن أن المشاركة الحالية ربما تكون هي الأخيرة في سجله مع المنتخب في نهائيات كأس آسيا، أسوة بعدد من لاعبي المنتخب أمثال الثنائي فيل وجيمس يونجهازبند، بعدما تخطى حاجز الثلاثين عاماً، وأضاف: أؤمن بأن المستقبل لا يزال يخبئ لنا الكثير، وأثق بقدرات الشباب الحاليين في القائمة، من أجل العودة مجدداً إلى واجهة المنافسة القارية، المشاركة الأولى، ورغم سلبية النتائج، فإنها كسرت حاجز الرهبة، وسيكون لدينا الأفضل حتماً في المستقبل القريب.

سيديلف: فخر الظهور الأول
ذكر سيديلف توباس الصحفي في موقع «inquirer»، والذي حرص على تغطية المشاركة التاريخية لمنتخب بلاده الفلبين في النهائيات، أن اللوحة التي رسمتها جماهير منتخب «أزكال» بحرصها على تهنئة اللاعبين عقب نهاية مباراة قيرغيزستان أمس الأول، مثلت انعكاساً طبيعياً لشعور الشارع الرياضي تجاه منتخب بلادها، في ظهوره القاري الأول في النهائيات، رغم الخسارة في ثلاث مباريات على التوالي والوداع من عتبة الدور الأول.
وأوضح أن الخبرات الكبيرة التي اكتسبها لاعبو المنتخب، بالتواجد ضمن أفضل 24 منتخباً على مستوى القارة، والتباري مع أقوى المنافسين أمثال كوريا الجنوبية والصين، تدعم الأمنيات بالعودة في النسخة المقبلة للبطولة، وقال: بعيداً عن أخطاء اللاعبين في المباريات الثلاث تبقى خبرات المشاركة أقوى داعم لتحقيق طموح الاستمرار على ذات المستوى. وأشار توباس إلى أن هدف شروك التاريخي يبقى طويلاً في ذاكرة الأجيال الكروية، وقال: التوقيت المتأخر للهدف، والذي لم يمنع الخسارة الثلاثية، لا يلغي أهميته في كونه أول الأهداف باسم الفلبين في كأس آسيا، أعتقد أنها ذكرى جيدة ستبقى طويلاً في ذاكرة المشجعين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©