قبل أن تنتهي مباريات الدور الأول لكأس آسيا، رحل ثلاثة مدربين عن المنتخبات التي حضروا معها إلى الإمارات، بطموحات كبيرة وأحلام وردية، سرعان ما تحولت إلى سراب.
ولم ينتظر التايلانديون سوى مباراة واحدة، حتى تم الاستغناء عن المدرب الصربي ميلوفان راييفاتش، عقب خسارة منتخب بلادهم أمام الهند 1-4، كما لم ينتظر السوريون سوى جولتين، حتى تمت الإطاحة بالمدرب الألماني بيرند شتانجه، عقب خسارة «موجعة» أمام «النشامى» 0-2، وقبلها تعادل سلبي، بطعم الخسارة أمام فلسطين، فيما كان المنتخب الهندي يودع الدور الأول من البطولة، ومعه قدم المدرب الإنجليزي ستيفن كونستانتاين استقالته قبل أن يصدر قرار إقالته.
مثل هذه المواقف تتكرر في مختلف البطولات، فالمدرب هو «الشماعة» التي تعلق عليها أخطاء اللاعبين، وهو «الضحية» الأولى للإخفاق، كما أنه يجسد دور «الجندي المجهول» عند الانتصارات.
قبل أيام أطلق النجم الفرنسي بول بوجبا تصريحاً قال فيه، إنه مدين للمدرب النرويجي أولي سولسكاير، الذي أعاده إلى مستواه، وأعاد له البسمة في فريق مانشستر يونايتد، بعد أن كانت خلافات شديدة دبت بين بوجبا ومدربه السابق جوزيه مورينيو، الذي أقيل من منصبه بعد سلسلة من الهزائم مني بها الفريق الإنجليزي، فيما أصبح النرويجي سولسكاير مطلوباً مدرباً رسمياً وليس مؤقتاً، بعد أن حقق الفريق ستة انتصارات متتالية.
من المؤكد أن أي مدرب لا يملك عصا سحرية، لكنه قد يحالفه التوفيق، إذا ما اجتمعت مقومات الفوز، حتى وإن لم يكن بذات الكفاءة التي كان عليها المدرب السابق غير المحظوظ، والغارق في خلافات مع اللاعبين، أو غير القادر على قراءة قدرات لاعبيها وتوظيفها بالشكل الأمثل.
كثير من إدارات الاتحادات والأندية الرياضية، تبحث عن «كبش فداء» لتحميله المسؤولية، وليس عن الأسباب الحقيقية للخسارة، لأن تلك الإدارات ربما تكون أحد أسبابها، وغير قادرة على مواجهة جماهيرها، فتأخذ قرارات متسرعة لإرضاء الشارع الرياضي ووسائل الإعلام، كما أنها لا تستطيع الاستغناء عن أحد عشر لاعباً، لكن يمكنها الاستغناء عن مدرب واحد!.
مع تواصل منافسات كأس آسيا، وصولاً إلى المباراة النهائية، ستقوم اتحادات أخرى بالاستغناء عن مدربي منتخباتها، لأنهم عجزوا عن تحقيق الإنجازات المنتظرة، وتبقى تلك المنتخبات تدور حول نفسها، ولا تستطيع اكتشاف مواطن الخلل فيها، طالما أن همها الأول إبعاد الاتهامات عنها، وتحميل وزر الخسارة لأضعف حلقات اللعبة، ذلك المدرب الذي تنسب إليه الخسارة وينسب للاعبيه الفوز.