الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

مصادر إثيوبية وسودانية لـ «الاتحاد»: أيادي قطر وتركيا تظهر في محاولة الانقلاب

مصادر إثيوبية وسودانية لـ «الاتحاد»: أيادي قطر وتركيا تظهر في محاولة الانقلاب
24 يونيو 2019 01:55

سمر إبراهيم (القاهرة)

رجح خبراء لـ «الاتحاد» ضلوع قادة «الجبهة الشعبية لتحرير تجراي» بدعم مشترك من قطر وتركيا في محاولة الانقلاب على حكومة إقليم «أمهرا» عبر مجموعة من العناصر المسلحة حاولت الاستيلاء على المقر الرئيس لحكومة الإقليم بالعاصمة «بحر دار»، ومقتل رئيس الولاية ومستشاره ورئيس أركان الجيش الإثيوبي.
وقالت المصادر، إن المؤامرة هدفها زعزعة الاستقرار الداخلي الإثيوبي وعزل رئيس الوزراء آبي أحمد وإفشال المصالحة مع إريتريا، وتغيير خريطة القرن الأفريقي تحقيقاً لأهدافهم في المنطقة.
وقال مصدر إثيوبي مطلع لـ«الاتحاد»، إن اغتيال رئيس ولاية «أمهرا» أمباتشو مكونن ومستشاره، وارتباطها باغتيال رئيس أركان الجيش الإثيوبي، تُشير إلى ضلوع قادة «الجبهة الشعبية لتحرير تجراي» الذي يمثلون الحرس القديم في إثيوبيا بهدف زعزعة استقرار البلاد وصراعاً على تقاسم السلطة التي انتُزعت منهم عقب تولي، آبي أحمد رئاسة الوزراء في أبريل العام الماضي.
ورجح المصدر الذي رفض ذكر أسمه أن قادة محاولة انقلاب ولاية أمهرا والتي تقع شمال غرب إثيوبيا، تلقوا دعماً مادياً مشترك من قطر وتركيا لتحقيق أهدافهم في وأد التوجه الإصلاحي الذي يقوده رئيس الوزراء الإثيوبي في منطقة شرق أفريقيا، فضلاً عن زعزعة استقرار البلاد بهدف تغيير نظام الحكم في إثيوبيا، لإفشال توجهات السياسية الخارجية الإثيوبية الحالية المتقاربة سياسياً مع محور الاعتدال، وتغيير خريطة الإقليم بشكل كامل.
وأوضح المصدر أن محاولة الانقلاب في مدينة بحر دار عاصمة إقليم أمهرا تهدف أيضاً إلى الضغط على رئيس الوزراء الإثيوبي عن طريق إثارة التناحر القومي أو الطائفي الإثيوبي، لإفشال المصالحة التاريخية التي عقدها مع الجارة إريتريا، ومحاولة لإبعاده عن التحالف الإقليمي مع الرئيس الإريتري، إسياس أفورقي، لدعم توجهات قطر وتركيا في منطقة القرن الأفريقي.
وقال الباحث السوداني في مركز الأهرام للدراسات التاريخية صلاح خليل، إن الأحداث الدرامية التي شهدتها إثيوبيا تؤكد ضلوع قادة «الجبهة الشعبية لتحرير تجراي» في محاولة الانقلاب بولاية أمهرا واغتيال رئيس الأركان على يد حارسه الشخصي عبر توظيفهم لرأس المال بدعم حكومتي قطر وتركيا، لاسيما أن قومية «التجراي» الحاكمة سابقاً تربطها علاقات جيدة بالدوحة وأنقرة.
وأشار خليل إلى أنه منذ وصول آبي أحمد إلى منصب رئاسة الوزراء، وهناك محاولات عديدة لإقصائه عن المشهد السياسي الإثيوبي، فتم تدبير محاولة اغتيال له في مثل هذا اليوم من العام الماضي، أسفرت عن مقتل عدة أشخاص ونجاة الأخير، فضلاً عن ثلاث محاولات خفيه أخرى لاغتياله.
وأضاف خليل لـ«الاتحاد»، أن قومية «التجراي» ما زال لها نفوذ داخل المجتمع الإثيوبي، فقامت بتمويل الصراعات العرقية في جنوب البلاد، وإقليم الصومال أيضاً؛ بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي، وإيصال رسائل سلبية للشعب الإثيوبي بأن آبي أحمد لا يصلح لقيادة البلاد، وأكد أنها مؤامرة دبرت لها «التجراي» من أجل فك الارتباط بين أكبر قوميتين في إثيوبيا وهما «الأمهرا والأورمو»، ومن ثم تم التحالف مع «الأمهرا» حتى يعودوا إلى السلطة مجدداً، عقب فشل مشروعهم كأقلية في إثيوبيا.
ورجح الباحث السوداني في مركز الأهرام للدراسات التاريخية أن إثيوبيا ستشهد سلسلة من محاولة الاغتيالات ومحاولات للانقلاب في أقاليم أخرى، بهدف رفع الدعم السياسي والمجتمعي عن مشروع آبي أحمد الإصلاحي وزعزعة الاستقرار الداخلي عن طريق إثارة القلاقل والخلافات العرقية وطائفية خاصة في إقليم «أوجادين» استغلالاً لهشاشة المجتمع الإثيوبي، مع بدء المطالبات بالانفصال عن إثيوبيا، فضلاً إفشال المصالحة مع إريتريا والعودة إلى مربع الصفر عقب عزل رئيس الوزراء الإثيوبي، ربما عن طريق اغتياله شخصياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©