حسونة الطيب (أبوظبي)
يتوقع أن ترتفع أسعار وقود الطائرات نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل، نتيجة لقوانين بحرية جديدة للوقود، حيث ينجم عن الحاجة لوقود بنسبة كبريت أقل للسفن، تقليص الإمدادات المتوافرة من أنواع أخرى مشابهة من الوقود مثل الديزل ووقود الطائرات. ورغم ذلك، ربما تعوض الوفرة العالمية من الوقود الخفيف هذا النقص، وفقاً لموقع «أويل برايس».
وينتج الوقود الخفيف، مُنتج فرعي يعرف باسم النافتا الذي يستخدم عادة في صناعة البلاستيك، إلا أنه من الممكن لمرافق التكرير، تحويل عمليات المعالجة واستخدامه بدلاً عن ذلك لإنتاج وقود الطائرات.
وربما يكون ذلك ضرورياً في الوقت الذي استمرت فيه أسعار تذاكر الطيران في الارتفاع، حيث بلغت الأسعار ذروتها بين أميركا والدول الأخرى في العام الماضي، بحسب أيرلاينز فور أميركا (أيه 4 أيه). ومن المتوقع، ارتفاع أسعار وقود الطيران، بنسبة معينة للجالون الواحد في الفترة بين نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل، وفقاً لتقرير أصدرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية في مايو الماضي. وظلت شركات الطيران، تحذر من تأثير القوانين التي أصدرتها المنظمة البحرية الدولية لعام 2020، على الأرباح.
ويتوقع، بلوغ سعر المقايضة لوقود الطائرات في ميناء نيويورك مطلع العام المقبل، 1,86 دولار للجالون الواحد، مقارنة مع 1,84 دولار للجالون في يونيو الجاري، ليعود لنفس هذا السعر في يناير 2021.
وتطالب القوانين التي أصدرتها المنظمة البحرية الدولية، السفن حول مختلف أنحاء العالم، باستخدام وقود لا تزيد فيه نسبة الكبريت على 0,5%، من واقع 3,5%، ابتداء من الأول من يناير 2020. وتهدف المنظمة من ذلك، لتحسين صحة الناس بخفض تلوث الهواء من السفن التي تجوب مياه البحار.
ولا يمكن لمرافق التكرير، إنتاج سوى كميات محدودة من الوقود منخفض الكبريت الذي يفي بمعايير المنظمة البحرية الدولية الجديدة، حيث ينبغي لقطاع الشحن البحري، منافسة قطاع الطيران، لتأمين حصته من هذه البراميل، ما يسفر عن ارتفاع في الأسعار.
ويشكل وقود الطائرات، حصة صغيرة نسبياً من الإنتاج الكلي لمصفاة التكرير، لا تزيد في أغلب الأحيان على 10% من إنتاج مرافق التكرير الأميركية للوقود. ومن الصعب بالنسبة لمرافق التكرير التي تعمل على معالجة الخام الثقيل، زيادة معدل إنتاجها من وقود الطائرات، نظراً لأسباب تتعلق بالاقتصاد وعمليات التشغيل. كما تحقق الشركات أرباحاً أكثر عند بيعها الديزل عنه من وقود الطائرات.
وارتفع إنتاج أميركا، لأرقام قياسية تجاوزت 12 مليون برميل يومياً، معظمها من الخام الخفيف. وينتج عن مثل هذا النوع من النفط، مستويات عالية من النافتا، المستخدم في صناعة البلاستيك والبتروكيماويات، بيد أنه من الممكن للمنتجين تحويل جزء من هذا الإنتاج، لتوفير إنتاج إضافي من براميل وقود الطائرات.
وارتفع إنتاج أميركا من وقود الطائرات، لما قارب 1,8 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 31 مايو الماضي، في رقم قياسي لذلك الشهر. وارتفع مخزون وقود الطائرات في مجمع موانئ أمستردام روتردام أنتويرب، المركز الخاص بتكرير وتخزين النفط في شمال أوروبا، لنحو 778 ألف طن في مايو الماضي، مسجلاً أعلى نسبة له منذ 2017.
وفي رسالة بعثت بها روابط القطاع، بما فيها «إيه 4 إيه»، للبيت الأبيض، أن أكبر 6 شركات طيران في أميركا، تتوقع مصروفات وقود أعلى لعام 2019 بنحو 2 مليار دولار، مقارنة مع التوقعات قبل 3 أشهر، نتيجة للقوانين التي أصدرتها المنظمة البحرية الدولية.