الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

الأردن.. هناك شيء يستحق التفكير

الأردن.. هناك شيء يستحق التفكير
17 يناير 2019 01:19

المشاركة الآسيوية الرابعة للأردن، فيها تأهل من دون تلقي الشباك لأي هدف، وأداء غير مسبوق من ناحية الشجاعة والنهج الذكي، الذي أعتقد أن هناك إجماعاً بوجود شيء خاص فيه يميزه عن النجاحات السابقة التي حققها «النشامى» في البطولة.
وعندما شارك الفيصلي قبل فترة في بطولة الأندية العربية، عاد بالمركز الثاني، وترك بصمة مهمة، وكاد يتوج لولا تفاصيل صغيرة.. ومن الأمثلة الكثيرة التي تؤكد أن المشاركات الأردنية الكروية تأتي بنتائج أفضل مما يتوقعه المتابعون والمشجعون.
في هذه الحقيقة الكثير مما يستحق التفكير، لعل أهم نقاطه أن الأردن يملك خامة اللاعب الجيد، وهناك عنصر الشغف الملموس لحب الكرة الذي يؤدي بلاشك إلى فهم أفضل للعبة، ثم بعد ذلك هناك الرغبة الكبيرة بالبرهنة على الذات في الملاعب، فماذا ينقص هذه الخامة لتصبح مستقرة العطاء ومستمرة الإنتاج؟
الفئات العمرية هي مكمن هذا الاستقرار، كما علمنا الآخرون، فانتظار لاعب ليشق طريقه لوحده، دون مسار ميسر واضح المعالم مضيعة للوقت وإهدار للجودة التي تحدثنا عنها، وفي مجتمع يهتم بالتعليم ويراه أولوية على كل الأمور الأخرى، يصبح دمج المدارس في المشروع، وصنع ما يشبه دوري المدارس الوطني الحقيقي المأخوذ على محمل الجد، والمدعم ببعض المدربين المشتركين لضبط التكاليف، قد يكون منطلقاً جيداً.
وفي ظل إدراك محدودية ميزانية الاتحاد الأردني، فإن عقد شراكات دولية لتمويل مشاريع أكاديميات محترفة منتشرة في أرجاء المملكة، ولو كانت أكاديميات مؤقتة متحركة، تعد خطوة مهمة، فالتركيز الأكبر الحالي على العاصمة سيضيع دوماً مواهب في مناطق أخرى، ولعله يتناقض مع حقيقة أن معظم نجوم كرة القدم الكبار الذين نعرفهم لم يأتوا من العاصمة ولم يولدوا فيها!
وأثبتت تجارب أخرى أهمية تنشيط مجال الإعلام الرياضي، وجعله أكثر حرصاً على الجذب والتفاعل والتغطية الشاملة التفصيلية، لتوسيع دائرة المهتمين بدخول مجال صناعة كرة القدم، إما كمشجعين في الملاعب، أو مستثمرين في مجالات ذات علاقة، أو مهتمين بتقديم أفكار للتطوير، وقبل كل ذلك كراغبين بالتحول إلى لاعبين.
الأفكار لا تنتهي، وليس ما سبق الأفضل منها ولا الوحيدة لكنها مجرد اجتهاد، ناتج عن أساس واحد، بأن هناك شيئاً يستحق العمل في الكرة الأردنية، هناك ما يشجع على أن العمل والتفكير قد يأتيان بنتائج رهيبة مفيدة للرياضة والمزاج المجتمعي.

محمد عواد

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©