الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

خبراء لـ«الاتحاد»: توافق مواقف البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية

خبراء لـ«الاتحاد»: توافق مواقف البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية
3 يناير 2020 01:12

أحمد مراد (القاهرة)

رحب محللون وخبراء في العلاقات الدولية بتنامي وتطور العلاقات الإماراتية الباكستانية خلال السنوات العشر الأخيرة، ووصفوها بـ«علاقات استراتيجية» شاملة.
وأشار الخبراء في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى التوافق الكبير بين أبوظبي وإسلام آباد تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وحرصهما على ضمان استقرار المنطقة العربية، ومكافحة آفة التطرف والإرهاب.

علاقات تاريخية
شدد السفير أحمد القويسني، خبير العلاقات الدولية، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، على أهمية العلاقات التي تربط الإمارات بباكستان، ووصفها بأنها علاقات استراتيجية تمتد جذورها إلى ما يقارب نصف قرن.
وأوضح أن باكستان كانت من أوائل الدول التي حرصت على إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات بمجرد الإعلان عن قيامها في الثاني من ديسمبر العام 1971، مشيراً إلى أنه في غضون سنوات قليلة تطورت العلاقات بين البلدين لتشمل الجوانب السياسية والاقتصادية، فضلاً عن تعميق الروابط الاجتماعية والثقافية بين الشعبين.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى التطور اللافت الذي شهدته العلاقات الإماراتية الباكستانية خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الإمارات من أهم الشركاء السياسيين والتجاريين لدولة باكستان، ويحرص القادة الباكستانيون على تعميق العلاقات مع أبوظبي.

قواسم مشتركة
وقال القويسني: «تعتمد الإمارات في سياساتها الخارجية على دبلوماسية منفتحة ومعاصرة وحديثة، وتنطلق من فهم شامل للأوضاع في المنطقة، وحجم مشاركتها في السياسة الدولية كبير وملحوظ، ومن هنا يأتي حرصها على إقامة شراكات قوية مع مختلف دول العالم، ومن بينها الجارة العملاقة باكستان التي تمثل دولة إقليمية كبرى ومركزاً رئيساً في غرب آسيا».
وأشار إلى أن هناك العديد من العوامل التي تزيد من حجم التقارب بين الإمارات وباكستان مثل القواسم المشتركة، سواء التاريخية أو الجغرافية أو الدينية، فضلاً عن العلاقات الطيبة. وذكر أن رئيسة وزراء باكستان الراحلة بي نظير بوتو اتخذت من الإمارات مقراً آمناً لها قبل أن تعود إلى باكستان كرئيسة وزراء، موضحاً أن نجاح الإمارات في إدارة مشروعات عملاقة مثل إدارة الموانئ العالمية يشكل عامل جذب للباكستانيين الذين يرغبون في إقامة شراكات مع الإمارات في هذا المجال.

شراكة تنموية
وأشارت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة في الشؤون الآسيوية، والباحثة الزائرة بمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لوند السويدية، إلى وجود شراكة تنموية تجمع بين الإمارات وباكستان، ساهمت في تعميق العلاقات بين البلدين على مدى السنوات العشر الماضية، لافتة إلى أنه في العام 2011، تأسس المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان الذي نفذ في مرحلتيه الأولى والثانية 165 مشروعاً تنموياً في مجالات الطرق والجسور والتعليم والصحة والمياه، ووقع البلدان اتفاقية لتنفيذ المرحلة الثالثة من المشاريع التنموية بتكلفة قدرها 200 مليون دولار، يتم تمويلها من قبل صندوق أبوظبي للتنمية. وأوضحت أن الشراكة التنموية بين الإمارات وباكستان لا تقتصر على مشروعات البنية التحتية أو المشروعات الخدمية فقط، وإنما تمتد أيضاً لتشمل المساعدات الإنسانية والصحية.

مواقف مشتركة
ولفتت حلمي إلى التوافق الكبير الذي يجمع بين الإمارات وباكستان تجاه العديد من القضايا العربية والإسلامية، لاسيما في مجال مكافحة التطرف والإرهاب الذي انتشر في العديد من مناطق العالم خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أنه وخلال زيارة عمران خان، رئيس الوزراء الباكستاني، إلى الإمارات في يناير 2019، أصدر البلدان بياناً مشتركاً، أكدا فيه ضرورة معالجة التحريض والفكر الراديكالي عبر استراتيجيات وخطط متعددة ومستدامة لاجتثاث الإرهاب بأشكاله وصوره كافة. وأشار البيان إلى تقارب رؤيتي الإمارات وباكستان في القضايا ذات الأهمية الإقليمية والعالمية من خلال مبادئ التسامح والتعايش المشترك، والحرص على استمرار التنمية لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.
وأشارت إلى أن باكستان تمثل أهمية خاصة بالنسبة للإمارات بالنظر إلى اعتبارات أمن منطقة الخليج، خاصةً القرب الجغرافي من ناحية والعلاقات الاقتصادية والسياسية من ناحية أخرى.
وقالت: «تدرك القيادة الإماراتية أهمية باكستان كدولة محورية في معادلة الأمن والاستقرار في القارة الآسيوية، وجبهة أساسية من جبهات المواجهة مع التشدد والتطرف».

قفزة نوعية
وأوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور فرج عبدالله، أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم بالقاهرة، أن الإمارات تلعب دوراً محورياً في دعم الاقتصاد الباكستاني، ويكفي الإشارة إلى أنها تحتل المركز الأول في قائمة الدول الأكثر استثماراً في باكستان، معتبراً زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى باكستان، بمثابة انطلاقة جديدة لرعاية المصالح المشتركة بين البلدين، حيث تشمل الاستثمارات الإماراتية في باكستان مجالات عديدة، منها الاتصالات، والطيران، والأعمال المصرفية، والعقارية، والنفط والغاز. وتعمل أكثر من 26 شركة إماراتية في باكستان، فيما تعمل 7 آلاف شركة باكستانية في السوق الإماراتي، فضلاً عن أن الإمارات تستضيف أكثر من مليون ونصف مليون مواطن باكستاني، يعملون في مختلف قطاعات الدولة.
وأشاد عبدالله بتنامي أوجه التعاون الإماراتي الباكستاني الذي يدفع في اتجاه ترسيخ قواعد الاقتصاد المتوازن المبني على العديد من القطاعات، وليس فقط قطاع النفط والغاز، مشدداً على أهمية المساعدات التي تقدمها الإمارات لباكستان.
ولفت إلى أنه في السنوات القليلة الماضية، قدمت الإمارات مساعدات لدعم السياسة المالية والنقدية في باكستان بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار، كما مول صندوق أبوظبي للتنمية 8 مشاريع تنموية في باكستان بقيمة إجمالية بلغت 1.5 مليار درهم، منها 931 مليون درهم على هيئة منح.
وأكد عبدالله أن المسؤولين في باكستان يدركون تماماً الأهمية التي تحتلها الإمارات في غالبية مجالات الاقتصاد الباكستاني، ومن هنا يأتي اهتمامهم وحرصهم على تطوير العلاقات مع الإمارات، والاستفادة من الخبرات الإماراتية للنهوض باقتصاد بلادهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©