قبل أن نبدأ الحديث عن البرازيليين في أنديتنا، لابد أن نتطرق لحكاية اللاعبين الأجانب، مع دوري الإمارات، والتي بدأت مبكراً ومنذ أن عرفت كرة القدم طريقها إلى بلادنا، ومع قلة أعداد اللاعبين المواطنين الممارسين للعبة في البدايات، كان وجود اللاعبين الأجانب ضرورياً ومكملاً من أجل نجاح المسابقات، ومن أجل تنظيم العملية، فقد تم وضع نظم وضوابط للتسجيل، بعد أن كان الباب مفتوحاً في البداية لتسجيل أي عدد من اللاعبين، وأول لاعب أجنبي تم تسجيله في كشوفات الاتحاد، هو اللبناني حسان وديع حيدر الذي تم تسجيله في نادي النصر، بينما كان ثاني اللاعبين هو المصري وحيد كامل لنادي النصر أيضاً،.
وكان يسمح في البداية بتسجيل أي عدد من اللاعبين ثم تم تحديده بخمسة لاعبين لكل فريق ثم بثلاثة يتواجد منهم اثنان في أرض الملعب وفي موسم 1982/1981 تقرر السماح بتسجيل اثنين ويسمح لهما بالتواجد في الملعب وفي موسم 1983/1982 تم السماح بتسجيل اثنين يتواجد منهما واحد في أرضية الملعب، وهو كان آخر موسم لتواجد اللاعبين الأجانب بصدور القرار الشهير والتاريخي من المجلس الأعلى للشباب والرياضة السلطة الرياضية الأعلى آنذاك برحيلهم، وهو ما قوبل باعتراض عدد من الأندية وأصدرت هذه الأندية مذكرة تطالب بعودتهم وتم توجيهها إلى اتحاد الكرة الذي اعتذر باعتبار أن القرار صدر من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ويتضمن جميع الألعاب ولم يكن موجها لكرة القدم فقط وانتهى تواجد اللاعبين غير المواطنين بذلك القرار الشهير، ولكن ظلت القضية، وعودتهم تلوح في الأفق بين الحين والآخر.
وكانت عودتهم هي القضية الساخنة والتي تثار في الوسط الرياضي يوماً تلو الآخر، وخصوصاً في مواعيد الإخفاقات، وظل هؤلاء مبتعدين عن الكرة الإماراتية لمدة بلغت 16 عاماً، وجاءت عودتهم بقرار تاريخي عرف باسم قرار رمضان الشهير الذي أعلنه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رئيس اتحاد الكرة آنذاك وكان في عام 1998 عندما أعلن عن قرار عودة اللاعبين الأجانب اعتباراً من موسم 1999/1998 والشق الثاني من القرار وهو الخاص بتطبيق الاحتراف وهو ما اتجهت إليه بعض الأندية مؤخراً، وهي مسألة وقت قبل أن تطبقه البقية، وبدأت التحركات وعاد السماسرة إلى أرض الإمارات التي وجدوها خصبة لممارسة أنشطتهم ونشط وكلاء اللاعبين.
وجاءت إلى أرض الإمارات الكثير من الأسماء التي كانت تلعب في كبرى الأندية العالمية فجاء عبيدي بيليه ورشيد الداوودي وجورج ويا وجويل تيهي وبيانو وفالديفيا وغيرهم، كما جاءت أسماء كانت كرة الإمارات محطة انطلقت منها إلى كبريات البطولات العالمية منهم علي كريمي وبوبكر سانجو وجواد نيكونام ومسعود شجاعي، كما جاءت إلى هنا الكثير من الأسماء الرنانة التي فشلت في ملاعبنا مثل الأرجنتينيين بيرتي وجولي والبرازيلي باولو سيرجيو، والكثير من الصفقات المضروبة مثل سيلفاني والفونسو تشامي وابيادون دانييل وانسيه، وها نحن نصل إلى الموسم الثاني عشر منذ عودتهم من جديد.
زخم تهديفي
ومنذ عودة اللاعبين الأجانب في موسم 1999/1998 شهدت مسابقة الدوري زخماً هائلاً في عدد الأهداف المسجلة وفي 11 موسماً تنتهي بنهاية الموسم الماضي شهدت المسابقة تسجيل 5054 هدفاً وبمعدل يصل إلى 460 هدفاً في الموسم الواحد، وجاءت هذه الأهداف في 1519 مباراة وبنسبة تصل إلى 3,27 هدف في المباراة الواحدة.
ولو أجرينا مقارنة بين هذه المواسم وتلك التي سبقت عودة اللاعبين الأجانب لمالت الكفة بشكل كبير لآخر 11 موسماً، ويكفي أن نعلم أن معدل التهديف لم يتجاوز ثلاثة أهداف سوى منذ عودة الأجانب ولم يقل عن هذا المعدل أيضا منذ عودتهم، وكشف تواجد النجوم المهرة والقادمين من كل بقاع الأرض حجم الخلل الذي تعاني منه فرقنا في الجانب الدفاعي حيث لجأت كل الأندية لتدعيم صفوفها بالمهاجمين أولا ولاعبي خط الوسط المهاجمين ثانيا، بينما تجاهلت معظمها اللاعبين المدافعين على الرغم من أن التجارب كلها تقول إن الخلل الدفاعي في معظم الفرق يحتاج إلى وقفة. وسجل اللاعبون المواطنون منذ ذلك الموسم 2728 هدفاً بينما كان نصيب الأجانب 2326 هدفاً وبمعدل يصل إلى 46 % من عدد الأهداف.
في موسم 2005/2004 تمكن البرازيلي فالدير من الفوز بلقب هداف الدوري الإماراتي، ليكون أول لاعب برازيلي يتوج بهذا اللقب، بعد غياب وكان آخر لاعب برازيلي يتوج بلقب الهداف، هو كارلوس لاعب النصر في موسم 1983/1982 برصيد 12 هدفاً.
وفي الموسم الذي يليه توج البرازيلي اندرسون بلقب الهداف، واحتفظ به في الموسم التالي، عندما كان يلعب للوصل بالمشاركة مع الإيراني علي سامرة مهاجم الشعب، واستعاد البرازيليون زمام المبادرة ومكانتهم الطبيعية في المواسم الأربعة الأخيرة بصدارتهم قائمة الهدافين، حيث حقق اندرسون لقب الهداف لثلاثة مواسم متتالية أحدها منفرداً ومرتين بالتساوي مع علي سامرة الإيراني في موسم ومع فيصل خليل في موسم آخر، وفي الموسم الماضي ذهب لقب هداف الدوري للبرازيلي بيانو لاعب الجزيرة برصيد 25 هدفاً.
اندرسون يتصدر
يتصدر اللاعب البرازيلي اندرسون نجم الشارقة والوصل السابق والخليج حالياً قائمة اللاعبين الأجانب الأكثر تسجيلاً في تاريخ دوري الإمارات، وتوقف رصيد هذا اللاعب عند 99 هدفاً في الموسم الماضي، وكان قد توج بلقب هداف الدوري 3 مرات.
ويأتي خلفه مباشرة اللاعب الإيراني فرهاد مجيدي والذي قضى معظم حياته في ملاعب الإمارات ضمن صفوف الوصل وخاض تجارب قصيرة مع الأهلي والنصر وسجل مجيدي في المواسم السبعة التي قضاها في الإمارات 77 هدفاً، وفي المركز الثالث يأتي الإيراني علي سامرة الذي لعب في الشعب سابقاً، وختم مشواره مع دوري الإمارات في صفوف عجمان الموسم الماضي، وهو الذي سجل 63 هدفاً في الدوري.
وفي المركز الرابع يأتي اللاعب العاجي المعتزل جويل تيهي الذي لعب للجزيرة والعين، أما المركز الخامس فكان من نصيب البوسني ميتروفيتش، والذي بدأ مع الأهلي قبل أن يختتم مشواره بقميص الوحدة.
المثير في الأمر أن اللاعبين العشرة لم يعد لهم وجود في دوري المحترفين باستثناء واحد هو العاجي توني لاعب الجزيرة، بينما لم يجدد الشارقة للبرازيلي أندرسون والذي استغنى عنه الفريق نهاية الموسم الماضي وغادر الإيراني علي سامرة قلعة عجمان بعدما فشل في تكرار قصة نجاحه مع الشعب.
بعد عودة اللاعبين الأجانب إلى دوري الإمارات منذ 12 موسماً توافدت الجنسيات من مختلف أصقاع الكرة الأرضية، وتسابقت الأندية في ضم اللاعبين المميزين، بغض النظر عن الجنسية، وحضر إلى ملاعب الإمارات لاعبون من 46 جنسية، ولعل الغلبة كانت للاعبين البرازيليين في المقام الأول، يليهم اللاعبون الإيرانيون والذين تضاءل وجودهم في المسابقة في السنوات الأخيرة.
ومن هذه الجنسيات تبقى الغلبة للبرازيليين في معدل التهديف حيث سجل البرازيليون 508 أهداف وبمعدل يصل إلى أكثر من %10 من إجمالي الأهداف وأكثر من %20 من مجمل ما سجله اللاعبون الأجانب بشكل عام، يليهم في الترتيب الجنسية الإيرانية والتي سجل لاعبوها 412 هدفاً، أما المغاربة فكان رصيدهم 211 هدفاً، ثم لاعبو كوت ديفوار فسجلوا 150 هدفاً، ثم السنغالية، حيث سجل السنغاليون 121 هدفاً.
فيصل خليل الأول
في 11 موسماً، منذ عودة اللاعبين الأجانب، كان الصراع على أشده بين المواطنين والأجانب، على إحراز الأهداف، وكان هذا الصراع سجالاً بين الطرفين، فتارة تكون الغلبة لمصلحة المواطنين وتارة للأجانب.
وجاء التفوق لمصلحة المواطنين في ستة مواسم، بينما انحاز لمصلحة الأجانب في خمسة مواسم، ويعتبر اللاعب فيصل خليل لاعب الأهلي، هو أفضل هداف لمسابقة الدوري، منذ عودة اللاعبين الأجانب، ويتصدر قائمة الهدافين بشكل عام والمواطنين بشكل خاص، برصيد 107 أهداف، ويليه في الترتيب اللاعب محمد عمر الذي لعب خلال هذه الفترة لستة أندية، وسجل لها مجتمعة 105 أهداف، وفي المركز الثالث يأتي اللاعب محمد العنزي الذي لعب للوحدة والجزيرة والوصل والنصر وسجل 83 هدفاً، ثم يأتي في المركز الرابع اللاعب سعيد الكاس لاعب الشارقة السابق والوصل حاليا برصيد 75 هدفاً، أما المركز الخامس فهو من نصيب صانع السعادة إسماعيل مطر والذي يصل رصيده إلى 57 هدفاً.
حب أزلي
لا يمكن أن يأتي ذكر كرة القدم في أي مكان على سطح الكرة الأرضية دون أن نذكر اسم البرازيل، لم لا وهي موطن كرة القدم وهي الأرض التي ينبت فيها أبرز نجوم اللعبة مع شروق كل شمس ولا يوجد شعب على وجه الأرض يعشق اللعبة ويتنفس حبها مثل الشعب البرازيلي. ولعل الجنون وصل إلى أن يقوم بعض المشجعين البرازيليين بالانتحار حزناً على خسارة منتخبهم في كأس العالم 1950، وعندما اختطف مهندس برازيلي في العراق، لم تجد البرازيل أفضل من نجومها مثل رونالدو ورونالدينهو الذين يملكون شعبية جارفة في كل مكان لتوجيه نداء استعطاف للخاطفين. إذن السامبا اجتاحت العالم، ولا يمكن أن نتحدث عن كرة القدم، ولا يكون للبرازيليين ركن مهم في أحاديثنا.
وعندما نتكلم عن كرة الإمارات، فلابد أن نتطرق إلى العلاقة القوية، والتي تجمع بيننا والبرازيل ككرة قدم جادت علينا بنخبة من أبرز المدربين الذين كانوا هنا، فمن يمكنه أن ينسى نينوس أو لابولا أو أميرالدو، ومن يستطيع إنكار فضل كارلوس ألبرتو وماريو زاجالو، واليوم يوجد براجا وسيريزيو وجيماريش وزوماريو.
وعلى صعيد اللاعبين فقد كان أبرز اللاعبين الأجانب الذين وفدوا على دورينا من الجنسية البرازيلية، ويكفي أن لقب الهداف من نصيب البرازيليين منذ خمسة مواسم.