دبي (الاتحاد)
أكدت معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، أن تطوير محتوى إماراتي مميز يصلح للعرض على المنصات الرقمية العالمية، أمر يحتاج إلى تضافر الجهود والتعاون بين الجهات المعنية، مشيرة إلى أهمية تخصيص ميزانيات مناسبة لتطوير هذا المحتوى، لاسيما في ظل وجود كفاءات واعدة وإمكانات لوجستية قوية، إلى جانب مجموعة كبيرة من الشركات العالمية العاملة في هذا المجال. وخلال الجلسة الرابعة التي خُصصت ضمن فعاليات الدورة الخامسة من منتدى الإعلام الإماراتي لمناقشة مستقبل «المحتوى الإماراتي على وسائل التواصل الاجتماعي»، وأسباب عدم وجوده على النحو الأمثل على شبكات التواصل الاجتماعي، ومدى قدرته على التأثير خارج النطاق المحلي، أشارت معاليها إلى ضرورة تخلي الإعلام الإماراتي عن الأفكار النمطية وتكسير القيود القديمة لفتح المجال أمام المواهب الإعلامية الموجودة خارج الشركات والمؤسسات الإعلامية، والتي من شأنها إثراء المشهد الإعلامي على مختلف الصعد عبر رفده بالأفكار الجديدة والمحتوى المبتكر.
وقالت الكعبي، إن المحتوى الإماراتي على وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يواكب التطور الحاصل على مختلف المستويات، لاسيما مع زيادة قدرة المتلقي على التقصّي والحُكم على الأعمال، لافتةً إلى أن عدد المؤثرين الإماراتيين يقل بكثير عن العديد من الدول الأخرى، ما يتطلب دعم المواهب المحلية من قبل المؤسسات والجهات الإعلامية، كلٍ في مجاله، بحيث يتخصص المؤثر في مجال محدد، ويلتزم بأسلوب مميز يعين على وضوح المحتوى، ولا يتم خلاله المزج بين المواضيع.
واختتمت معالي نورة الكعبي حديثها بتوجيه بعض النصائح للمؤثرين وصنّاع المحتوى الإماراتيين حول ضرورة التحلّي بالأخلاقيات والهوية الإماراتية، والتعبير عن منظومة القيم التي تتبناها الدولة، والبحث دوماً عن التجديد، سواء في الأفكار أو في طريقة عرضها، وعدم الانسياق كلياً وراء النواحي التجارية، معبرة عن رغبتها في رؤية محتوى إماراتي موجّه للطفل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في الوقت ذاته، أكد المشاركون في الجلسة أن القطاع الإعلامي في الإمارات يحظى ببنية تشريعية ولوجستية قوية، أسهمت في جذب العديد من الشركات العالمية لتأسيس مقار وفروع لها في الدولة، لافتين إلى أنه من الممكن الاستفادة من وجود هذه الكيانات الكبيرة خلال عملية تطوير المحتوى الإماراتي عبر الاستفادة مما تقدمه من أدوات تعين صنّاع المحتوى على إنتاج أعمال مميزة.
وأضاف الحضور من المؤثرين أن الشركات والمنصات العالمية الموجودة في دبي ودولة الإمارات عموماً، توفر دورات تدريبية متعددة حول عمليتي الإنتاج الإعلامي والتسويق، علاوة على توفير الدعم الفني لصنّاع المحتوى، مشيرين إلى وجود شراكات بين الشركات الإماراتية والمنصات العالمية كما هو الحال بين طيران الإمارات و«فيسبوك» بغية إنتاج محتوى حول السياحة والمزارات الأثرية، وغيرها من الشراكات.
واتفق الحضور على أنه رغم تعدد أشكال الدعم التي تقدمها المنصات العالمية، إلا أنها تبقى غير مسؤولة عن إيجاد الأفكار المبتكرة، وأن هذه العملية تقع بشكل كامل على عاتق المؤسسات الإعلامية المحلية وصنّاع المحتوى الإماراتيين كونها مسؤولية مشتركة بينهم، منوهين أن المحتوى الإماراتي الموجود حالياً على منصات التواصل الاجتماعي، ينتمي إلى فئة المواضيع الاجتماعية أو الفكاهية أحياناً، في حين هناك غياب عن المواضيع المتخصصة في المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها.
وأرجع بعض المشاركين قلة وجود المحتوى الإماراتي على وسائل التواصل الاجتماعي إلى عدم وجود استراتيجية للتمويل، مؤكدين أن الوصول للعالمية يحتاج أيضاً إلى إبداع وتوجيه، وهو ما يتطلب من المؤثرين وصنّاع المحتوى ضرورة التواصل مع المؤسسات العالمية لبحث فرص التعاون معها، والاستفادة من قدراتها.
واتفق الحضور على أن السبيل الأمثل لزيادة وجود المحتوى الإماراتي على وسائل التواصل الاجتماعي، يتمثل في ترسيخ عنصر الابتكار والابتعاد عن الأفكار التقليدية، لافتين إلى أن المحتوى الإماراتي حالياً غير مدعوم بسبب نقص التمويل المادي وغياب استراتيجية التسويق، وأن الخروج من هذا التحدي يتمثل في تطوير منصة إماراتية موحّدة، تتضافر فيها جهود مختلف الجهات، سواء الحكومية أو الخاصة، لدعم صناع المحتوى وفتح المجال أمامهم عبر رفدهم بالمقومات والفرص الكفيلة بإظهار مهاراتهم وقدراتهم على الابتكار والإبداع.