حسونة الطيب (أبوظبي)
راقصون وراقصات ومغنون شعبيون ورعاة بقر على ظهر الأحصنة، في جو يبعث على البهجة والفرح والشعور بالسعادة، كل ذلك في سوق فيريا دو ماتادوريس Feria de Mataderos بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، حيث تجذب السوق، نحو 15 ألف زائر كل نهاية أسبوع، مؤلفة من 700 منفذ تقوم ببيع مصنوعات رعاة البقر من العباءات والبطانيات والسلع الفضية والجلدية، فضلاً عن المأكولات التقليدية وغيرها.
وتختلف هذه السوق عن غيرها من الأسواق حول العالم، حيث تعتبر بمثابة المهرجان الذي يقدم بجانب معروضاته التجارية، الرقصات والمغنين الشعبيين وفنون العزف الموسيقى ومنافسات ركوب الخيل والعروض الفنية والباتو اللعبة الشعبية الأرجنتينية التي تجمع بين البولو وكرة الشبكة، كما أنها تقوم بجلب الريف إلى المدينة، وتقديم نظرة في تاريخ الأرجنتين وتقاليدها الشعبية الغنية.
وتتنوع معروضات الأكشاك من «قرع الماتيه» و«فينيل التانغو» و«المصنوعات العتيقة» و«تقاويم السبعينيات» و«الصور القديمة» و«أعمال الزهور»، بالإضافة إلى القهوة والمعجنات وحساء اللوكرو المحلي «خليط من الذرة واللحم» وغيرها الكثير.
كما تقدم السوق، المصنوعات التقليدية مثل، سكاكين شرائح لحم البقر والمجوهرات الفضية وألعاب الأطفال المصنوعة يدوياً والقطع التذكارية ولوحات ثلاثية الأبعاد وتذكارات البابا فرنسيس.
ويبدأ رعاة البقر أو (جاوشوز) بالإسبانية، تقديم عروضهم ابتداءً من الساعة الثانية ظهراً، التي تعرف باسم سباق الحلقة، الذي يعود تاريخه للقرن الثامن عشر الميلادي. وتتضمن العروض الموسيقية التي يحرص الزائر على مشاهدتها، رقصات التانغو والزامبا والشاساريرا الشهيرة.
ولا تكتفي السوق بذلك، بل تحتضن بين جنباتها أيضاً، متحف كريليو دو لو كوراليز، الذي يعكس جزءاً من تاريخ إقليم بوينس آيرس. كما توفر السوق، حلبة للتزلق على الجليد.
وتعني كلمة ماتادوريس بالإسبانية (المسلخ)، حيث كانت المنطقة عبارة عن أكبر سوق للمواشي ومصانع اللحوم في الأرجنتين. أما اليوم، فتحولت إلى منطقة سكنية تضم أكبر سوق مكشوفة لنهاية الأسبوع والوجهة السياحية الوحيدة في المدينة، وغالباً ما تنطلق فعاليات السوق، التي تعتبر واحدة من أسرار مدينة بوينس آيرس في، موسم الخريف والشتاء والربيع من شهر مارس إلى ديسمبر تقريباً.