تنطلق قمة مجموعة العشرين، التي تضم كبرى الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة، اليوم في مدينة بيتسبرج الأميركية، وتستمر لمدة يومين، وستسعى لمناقشة تطورات الأزمة العالمية وسبل مواجهتها، وسط جدل حول الإجراءات الحمائية وتوقيت سحب خطط تحفيز الاقتصادات المتضررة.
ودعا رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج أمس مجموعة العشرين التي تجتمع في الولايات المتحدة على توجية رسالة قوية ضد إجراءات الحماية في مجالات التجارة والخدمات والاستثمارات والتدفقات المالية. وقال سينج في بيان قبل أن يغادر نيودلهي لحضور القمة «نود أيضا أن نرى رسالة قوية من بيتسبرج ضد الحماية بكل أشكالها سواء التجارة في السلع أو الخدمات أو الاستثمارات أو التدفقات المالية»، وأضاف أن الاقتصاد العالمي والأسواق المالية شهدت تحسناً منذ الاجتماعات التي عقدتها المجموعة هذا العام لكن الاقتصاد العالمي لا يزال «يواجه مشكلات». وأردف أن تدفق رؤوس الأموال إلى الهند خاصة تدفق المحافظ بدأ في التعافي وأن البلاد لا تزال مقصداً استثمارياً جذاباً، وقال سينج إن الخطوات التي اتخذتها مجموعة العشرين لزيادة موارد بنوك التنمية متعددة الأطراف أدت إلى زيادة كبيرة في اقراض البنك الدولي لنيودلهي. وأكد أنه «حتى إن شهد نموناً الاقتصادي تباطؤاً في 2008-2009 بـ 6,7% فإن الهند تشارك في قمة بيتسبرج بكل ثقة»، وأوضح أن «نمونا رهن بالطلب الداخلي أساساً ومعدل الادخار لدينا متين» ونسبة السيولة تحسنت والهند «دولة تجذب الاستثمارات». وتقدر توقعات النمو في الهند هذه السنة بـ»أكثر من 6%» بعيداً عن نسبة 9% السنوية التي أعلن عنها في السنوات الثلاث التي سبقت بدء الازمة الاقتصادية العالمية. وأعلن البنك الدولي أمس الأول ان مجلس الادارة وافق على قروض للهند تزيد عن أربعة مليارات دولار منها ملياران لدعم النظام المصرفي، ومنح البنك الدولي لاعادة الاعمار والتنمية القرض الرئيسي للدولة الهندية للسماح لها بـ»مواصلة تطبيق برنامجها للنهوض الاقتصادي» وخصوصاً «تقديم دعم مالي للمصارف العامة». إلى ذلك طالب بنك التنمية الأفريقي قادة مجموعة العشرين بتوفير مزيد من الموارد لتلبية احتياجات البلدان الأفريقية التي تعاني من آثار الأزمة المالية العالمية. وقال دونالد كابيروكا رئيس البنك أمس الأول «لنترك الرسالة تنطلق من بيتسبرج مفادها أنه في الوقت الذي تبدو فيه علامات التعافي على الاقتصاد العالمي، لا يجب التخلي عن افريقيا والبلدان محدودة الدخل، بل يجب جعلها جزءا من عملية التعافي»