أبوظبي (الاتحاد)
نظمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وبالتعاون والتنسيق مع برنامج العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ملتقى «الإمارات وطن التسامح»، وهو منصة تفاعلية جمعت بين مؤسسات مختلفة بمجالاتها واختصاصاتها، تناولت أهم بنود وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك. وقد حضر الملتقى الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة، ومحمد سعيد النيادي، مدير عام الهيئة، وعدد من رؤساء المؤسسات المعنية في الدولة، وجمهور كبير من الشؤون الإسلامية ورجال التربية والتعليم والإعلام.
وكان من أهداف هذا الملتقى إبراز دور دولة الإمارات في تعزيز قيم التسامح والتعايش والمواطنة، وترسيخ العلاقات الحضارية بين الأديان ونبذ التطرف والإرهاب والبحث عن آليات مناسبة وفعالة للتصدي لمنابع التطرف وتجفيف مواقعه.
وتناول الملتقى ثلاث جلسات الأولى بعنوان: «الإرهاب ووسائل الترويج له وسبل مواجهته»، حيث ناقش فيها المحاضرون تحريم الأديان للإرهاب ونبذها له، إذ تحدث الدكتور لمرابط أحمد محمد الأمين من العلماء الضيوف، مستعرضاً مظاهر العنف والإرهاب منذ بدء الخليقة حيث سألت الملائكة الخالق سبحانه وتعالى عن خلق الإنسان فقالت الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء....) وهو سؤال لافت، لكن حكمة الله سبحانه وتعالى وواسع علمه أن جعل في الإنسان قدرة التعلم والاشتغال بما يعمر الأرض، ثم ذكر مشكلة ابني آدم قابيل وهابيل، ثم استعرض الحمايات الست التي حرصت الشريعة الإسلامية على حمايتها وهي: حماية الدين والعقل والنفس والمال والنسب والعرض.
وتحدثت شمة الظاهري، عضو مجلس الإمارات للإفتاء، مدير إدارة الفتوى في الهيئة، عن الطرق الحديثة في الترويج للإرهاب عبر وسائل الإعلام، مفصلة استغلال الجماعات المتطرفة لشبكات التواصل والإعلام الرقمي لترويج أفكارها وتجنيد أتباعها، فكانت هذه الشبكات هي دائرتها الاستراتيجية الأولى في اجتذاب المتطرفين وتجييشهم، ثم عرج عمر حبتور الدرعي، المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة، في حديثه على ما أثارته شمة، مضيفاً أن آلافاً من المواقع الإلكترونية عبر العالم نشطت في بث سموم الإرهاب بدءاً من الخوارج إلى الجماعات المتطرفة والإرهابية المعاصرة، ثم دعا إلى آليات للحد من انتشار تلك المواقع المشبوهة والتصدي لها.
وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة وقد تحدث فيها كل من الدكتور الحسن السكتاني من العلماء الضيوف، متناولاً محور مفهوم المواطنة من منظور شرعي.
أما الجلسة الثالثة: فقد خصصت لحقوق المرأة والطفل باعتبار الأسرة المحضن الأول للتربية على التسامح وقبول الآخر.