الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة

قلعة الجاهلي.. شاهدة على تاريخ وطن

قلعة الجاهلي.. شاهدة على تاريخ وطن
12 مايو 2019 02:27

هناء الحمادي (العين)

كل من يزور «قلعة الجاهلي»، يستوقفه بيتان من الشعر حُفرا على أعلى البوابة:
فتح الخير باب العلا حلّ.. فيه السعد بالعياء المنيفة
تهاني العّز قالت أرخوا.. دار جد شاد زايد بن خليفة.
وتعتبر قلعة الجاهلي إحدى أكبر القلاع في الإمارات العربية المتحدة، وقد تمّ تشييدها في تسعينيّات القرن التاسع عشر بناء على أوامر الشيخ زايد الأوّل الذي أرادها مكان إقامة لأفراد عائلة آل نهيان الحاكمة، وتتكون القلعة الرئيسة من ساحة مربعة الشكل وبرج دائري من أربعة طوابق.

«جائزة تيرا»
يقول سالم الظاهري من سكان مدينة العين «تعتبر قلعة الجاهلي التي تقع في القسم الجنوبي الشرقي من مدينة العين بالقرب من متحف قصر العين، من الأماكن السياحية والتاريخية، ويكفي فخراً أن القلعة حصدت عام 2016 (جائزة تيرا) لأفضل عمارة طينية في العالم».
ويضيف «ما يميز القلعة أنها تتكون في الأساس من حصن مربع عالٍ وبرج دائري منفصل مكون من أربعة طوابق متحدة المركز ترتفع وتضيق على التوالي، ولكنها اليوم تضم أبراجاً أسطوانية في ثلاث من زواياها، بينما تحتضن الزاوية الرابعة مجلساً للشيخ يمارس فيه مهامه اليومية، ويستقبل ضيوفه، ويدير أعماله».
يتابع «أيضاً تحتوي قلعة الجاهلي اليوم على مركز إعلامي للزوار، ونظام سمعي بصري على طول الرواق الداخلي (الليوان)، وساحتين للعرض، إحداهما تقع في مبنى مركز الزوار الذي يوفر برامج متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تقع في القلعة على مدار السنة، والأخرى لمعرض دائم مكرس للرحالة ويلفريد ثيسيجر الذي عبر صحراء الربع الخالي مرتين في فترة الأربعينيات من القرن الماضي».

مركز للحكم
بدوره، يؤكد عبد الرحمن المرزوقي، أنه قد أجرت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بين عامَي 2007 و2008 عمليات ترميم وصيانة للقلعة، فحوّلتها إلى مركز ثقافي ومعلم تاريخي، وعلى مر تاريخ القلعة تم استخدامها لأغراض كثيرة، منها الأمن والتحصين من الأخطار الخارجية، كما كانت مأوى وملاذاً للسكان في فترات الاضطرابات السياسية، ومع ذلك فإن أهمية القلعة لم تظل بالدرجة نفسها مع مرور الزمن وتعاقب الحقب، خاصة بعد بناء حصون جديدة في مواقع استراتيجية متفرقة.
ويضيف أن قلعة الجاهلي كانت بمنزلة مركز للحكم، حيث كان يجلس فيها الحاكم والى جواره يجلس شيوخ القبائل ورؤساء العشائر والعاملون في «البرزة»، ومنهم الكاتب وكاتم سر الحاكم، و«المزكي» صاحب الخزينة. ويوضح «كما استخدمت القلعة بداية للأغراض السكنية وكانت تحيط بها الأراضي الزراعية الخصبة، وقد شكلت استراحة مناسبة لفصل الصيف من قبل أسرة آل نهيان بعيداً عن الساحل الرطب في إمارة أبوظبي، كما كانت مأوى لسكان واحة العين».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©