الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

"ذي ويك": تركيا تنحدر إلى ديكتاتورية صريحة

"ذي ويك": تركيا تنحدر إلى ديكتاتورية صريحة
9 مايو 2019 01:32

شادي صلاح الدين (لندن)

أصبحت سياسات وقرارات نظام الحرية والعدالة في تركيا مثار انتقادات جميع المحللين السياسيين في العالم، وخاصة دول الاتحاد الأوروبي، التي تحاول أنقرة جاهدة الانضمام إليهم، إلا أن الهزيمة السياسية التي مني بها الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الإخواني في الانتخابات البلدية، وخاصة في المدن الثلاث الكبرى الرئيسية، وما تبعه من قرار إعادة الانتخابات في إسطنبول أكدت للجميع أن تركيا «تنحدر إلى الديكتاتورية» وأن مسارها الديمقراطي انتهى في عهد الرئيس الإخواني.
وذكرت مجلة «ذي ويك» البريطانية في تقرير لها تحت عنوان «تركيا تنحدر إلى ديكتاتورية صريحة» أن أردوغان رحب بقرار مثير للجدل بإعادة الانتخابات البلدية في إسطنبول، وسط احتجاجات داخلية وإدانة دولية متزايدة.
وأضافت: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل سنوات عديدة إن من يسيطر على مدينة إسطنبول سيحكم تركيا، ومن هنا يمكن فهم لماذا لم يتقبل أردوغان فكرة خسارة المدينة ووقوعها في يد خصومه. كما أنها المدينة التي شهدت ولادته وبداية مسيرته السياسية عندما فاز برئاسة بلديتها عام 1994.
وادعى أردوغان الشهر الماضي أن الانتخابات في بلدية إسطنبول شهدت مخالفات، داعياً إلى إعادة فرز الأصوات وقد استجابت لجنة الانتخابات لطلبه بالطبع، وبعد الانتهاء من إعادة الفرز في جميع صناديق الاقتراع لم تتغير النتيجة لصالح حليف أردوغان ورئيس وزرائه السابق بن علي يلدريم، وجرى التصديق على فوز إمام أوغلو بعد 17 يوماً من الانتهاء من التصويت الذي جرى في 31 مارس الماضي وتولى إمام أوغلو منصبه.
وقال التقرير: لم يستسلم الرئيس التركي لقرار اللجنة، لأن الجميع يعلم أن القرار في النهاية في يد أردوغان، الذي يدعي أن بلاده تحكم بطريقة «ديمقراطية»، موضحاً أن المعضلة الرئيسية التي يعلمها الجميع أن الرئيس التركي بنفسه قد أقر منذ سنوات أن من يسيطر على إسطنبول يسيطر على تركيا ويحكم البلاد، وبالتالي من هنا يأتي قراره الديكتاتوري بالتدخل لإعادة الانتخابات أملا في حصول مرشح حزبه على أكثرية الأصوات والفوز بالانتخابات لأن «أردوغان لا يتقبل فكرة خسارة المدينة ووقوعها في يد خصومه».
وأكد التقرير أن فوز إمام أوغلو، إلى جانب الخسائر السياسية الفادحة التي مني بها حزب العدالة والتنمية الحاكم تمثل «نهاية حقبة»، مع فقد الحركة السياسية المحافظة لأردوغان السيطرة على إسطنبول للمرة الأولى منذ ربع قرن.
وأضاف التقرير: إذا كان فوز المعارضة غير متوقع، فقد كان رد فعل الحكومة أشد مما توقعت حتى شخصيات معارضة قوية، وقد دعا أردوغان مرارا وتكرارا إلى إلغاء انتخابات إسطنبول، زاعما حدوث «مخالفات» واسعة النطاق في التصويت. ومنذ ذلك الحين تضاعف ادعاءاته بأن النتيجة قد تم تزويرها، حيث قال في اجتماع برلماني لحزب العدالة والتنمية يوم الثلاثاء إن «لصوصاً سرقوا» الإرادة الوطنية في صندوق الاقتراع وإن إعادة التصويت كانت أفضل خطوة من أجل الوطن.
ويؤكد التقرير أن القرار الذي تم التوصل إليه بإعادة التصويت جاء تحت ضغط شديد من الحكومة – ويمثل نقطة تحول بالنسبة لتركيا، ففي السنوات الماضية، اعتبرت انتخابات البلاد غير عادلة ولكن مع ذلك منافسة، وهو افتراض أصبح موضع تساؤل الآن بقرار إلغاء نصر المعارضة الذي تم التحقق منه مسبقا».
وأكدت المجلة البريطانية أن استراتيجية أردوغان الديكتاتورية «محفوفة بالمخاطر»، حيث فقدت الليرة التركية أكثر من 30% خلال العام الماضي - وتراجعت مرة أخرى. ولا يمكن للاقتصاد الذي يعاني من الركود أن يواجه الكثير من عدم اليقين. وبعد كل شيء، فقد كانت المشاكل الاقتصادية هي السبب في خسارة أردوغان إسطنبول.
وما هو أكثر أهمية من ذلك أن الخطوة التي اتخذها أردوغان ستؤدي إلى كسب إمام أوغلو المزيد من الشعبية ويمكن أن تؤدي إعادة الانتخابات إلى تعزيز فوزه بالانتخابات وكسب مزيد من الأصوات وإحراج نظام أردوغان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©