الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

إريكسون: الإمارات تفوقت في كأس آسيا على دول نظمت «المونديال»

إريكسون: الإمارات تفوقت في كأس آسيا على دول نظمت «المونديال»
14 يناير 2019 00:08

معتز الشامي (العين)

جاء إلى بطولة كأس آسيا، في قيادة فريق مغمور، يشارك في المحفل القاري للمرة الأولى في تاريخه، ورغم ذلك استطاع أن يقدم وجهاً أكثر قوة لمنتخب الفلبين، إنه السويدي سفين إريكسون أحد أساطير التدريب العالمية، والمدرب السابق للمنتخب الإنجليزي، وصانع أسطورة لاتسيو الإيطالي.
وحرصت «الاتحاد» على لقاء إريكسون، لتقلب معه في أوراق رحلته الممتدة لأكثر من 40 عاماً في مجال التدريب، وأكد المدرب السويدي، أن الكرة الإماراتية تطورت إلى الأفضل منذ زارها قبل أكثر من 5 سنوات خلال محطته القصيرة مع نادي النصر، كما فجر مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أكد أنه أراد ضم عمر عبد الرحمن للعب لنادي شنغهاي الصيني، وقدم عرضاً بالفعل لمدير أعماله، ولكن الرد جاء بالرفض، وقال: «عندما حضرت للنصر، كان عمر أحد نجوم الكرة في المنطقة، رأيته مع منتخب الإمارات في (خليجي 21) بالبحرين، كان أسطورة بمعنى الكلمة، ولم أستطع نسيانه». وأضاف: «عندما انتقلت للدوري الصيني طلبت التعاقد مع أسامواه جيان زميل عموري في العين، لقد تواصلت مع مدير أعمال عموري، وطلبت من إدارة شنغهاي، ضرورة التعاقد مع اللاعب لأنة أحد المواهب الفذة في الكرة الآسيوية، وكنت متمسكاً بوجوده إلى جانب أسامواه معي في الفريق». وفيما يتعلق برأيه في كأس آسيا وما شاهده من مستويات خلالها، قال: «البطولة شهدت مباريات كثيرة جيدة.. المستويات كانت متقاربة للغاية، خصوصاً من بعض المنتخبات غير المرشحة لأن تحقق أي إنجازات، رغم ذلك هناك بعض المباريات ضعيفة المستوى، وهذا أمر طبيعي تراه حتى في المونديال، وأيضاً هناك مستويات قوية قدمتها بعض المنتخبات، مثل المنتخب السعودي، وكذلك المنتخب الإيراني، وكلاهما قدم أداءً أثبت أنه جاهز للمنافسة، وكذلك بالنسبة للمنتخب الصيني وكوريا، صحيح أن هناك مفاجآت لم أتوقعها، وتمثلت في أداء المنتخب الهندي الذي فاز على تايلاند برباعية، هي نتيجة كبيرة من منتخب حديث العهد بكرة القدم بشكل عام، هذا الأمر بعثر أوراق المجموعة».
وتطرق إريكسون للحديث عن الأمور التنظيمية قائلاً: «هناك أمر آخر أحب التأكيد عليه، كنت في كأس العالم أكثر من مرة، وكذلك في بطولات أمم أوروبا، لكن مستوى التدريب والفنادق والبنية التحتية وأرضية الملاعب وجودتها وتجهيزها، أمر غير مسبوق، هذه البطولة تنظيمياً أشبه بحلم لأي مدرب، أنا أقول ذلك بمنتهى التجرد، فلا علاقة لي هنا بأي من الأندية ولا أدرب منتخب الإمارات حتى أجامل البلد المستضيف، لكن الحقيقة يجب أن تقال؛ لأنني أشهد بأن الإمارات تقدم بطولة، تفوقت بها على دول العالم في التنظيم والاستضافة، وتفوقت على دول استضافت كأس العالم وكأس أمم أوروبا، ومن درب في البطولات الكبرى وجاء يدرب هنا في كأس آسيا، يمكنه أن يقول رأيي نفسه، هذه ليست مجاملة كما قلت». وأشاد المدرب السويدي بمستوى الكرة الآسيوية بشكل عام قائلاً: «هناك تطور كبير بالكرة الآسيوية، قديماً كانت اليابان وكوريا وأستراليا والسعودية والإمارات هي من يفوز بلقب دوري الأبطال قبل دخول الأندية الصينية بقوة في هذا المجال وإنفاق المليارات للمنافسة على اللقب، الآن لدينا منتخبات قوية في آسيا تصعب مهمة أي منتخب أوروبي أو عالمي مثل المنتخب الإيراني أو الكوري والياباني».

مغامرة الفلبين
وعن مغامرة تدريب المنتخب الفلبيني، قال: أنا وافقت على العمل مع الفلبين لأنه كان أمراً مثيراً للاهتمام، أردت القيام بأمر غير اعتيادي وغير تقليدي وخوض تجربة جديدة قصيرة، فالكرة ليست لعبة شعبية هناك، وتصنيف المنتخب في «الفيفا» متراجع للغاية، لكن رغم ذلك وافقت؛ لأن مهمتي كانت بتحويلها إلى لعبة شعبية، بعد ترك بصمة في بطولة لم تصل إليها سابقاً، الآن الكل يحترم منتخبنا، رغم أننا خسرنا، لكن كان ذلك بصعوبة أمام كوريا المرشح للقب، وفي الشوط الأول أمام الصين كنا متكافئين في المستوى وحاولت التسجيل، لكن في الشوط الثاني صب فارق الخبرة والإمكانات في صالح الصين؛ لذلك أنا راضٍ حتى الآن عما قدمناه.
وأضاف: أنا لم أغامر بقرار تدريب الفلبين، أنا هنا لمدة 3 أشهر لتقديم الدعم والمساندة لمنتخب، يتمنى قياداته أن يصنعوا سمعة جيدة له ليتم البناء عليها لنشر كرة القدم في الفلبين، وهذا هدف نبيل؛ لذلك وافقت على هذا العرض فوراً، وخضت مع اللاعبين معسكرين للتحضير للبطولة، والتفاهم بيننا بات أفضل، وأتمنى أن يوفقوا في المباراة الأخيرة لينالوا بطاقة التأهل.
وقال المدرب السويدي: هدفنا هو ترك بصمة ومحاولة التأهل ضمن أفضل ثوالث في البطولة، ولكن قد نقابل منتخب الإمارات في دور الـ 16، الذي أرشحه للفوز بسهولة على تايلاند، فمنتخب الإمارات مليء بلاعبين أصحاب مهارة حقيقية، حتى خلفان مبارك فقد فاجأني بأنه استطاع تعويض عموري، ولو حدث هذا السيناريو، أؤكد أننا لن نكون لقمة سائغة، بل سنحدث المتاعب للأبيض الإماراتي صاحب الأرض والجمهور، ولدي لاعبون مميزون ويمتازون بالسرعة والمهارة، لننتظر ماذا ستسفر عنه النتائج خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتابع: البطولة صعبة على جميع الفرق، وهي الأقوى في التاريخ، لكني أرشح الإمارات للوصول للنهائي بفضل الأرض والجمهور، وأيضاً المنتخب الإيراني، والمنتخب السعودي، تلك الأسماء لديها القدرة على بلوغ النهائي، بينما كوريا واليابان فلا يزال كلا المنتخبين معطل ولم يقدم ما يمكن أن يؤهله للنهائي.
وعن الاستمرار في التدريب، وهو الآن في سن الـ 70 وما إذا كان قد شبع بالفعل أم لا، قال: لا يمكنني الشبع من مجال التدريب، الأمر مثل الإدمان في دمائي ودماء أي مدرب آخر على قدر علمي، وطالما كانت صحتي جيدة، وأستطيع الوقوف على قدمي فوق أرض الملعب، وأستطيع التواجد مع اللاعبين في غرفة الملابس، فلن أعتزل التدريب، سأستمر في القيادة الفنية لفرق ومنتخبات وسأستمر في نقل خبراتي وطموحاتي، على الأقل لـ 3 إلى 4 سنوات مقبلة، ووقتها سأرى ما يمكن أن أصل إليه في هذه السن المتأخرة.
وعن حلمه الذي لم يحققه، قال: كرة القدم بالنسبة لي الآن باتت إدمان بالنسبة لي، أنا أحب مشاهدة كرة القدم باستمرار وفي كل يوم، لا أمل من اللعبة، هي تدفع الأدرينالين في جسدي لأعلى معدلاته، هذه الكيمياء الغريبة التي تحدث عندي بسبب كرة القدم، لن أتركها أبداً، ولن يفرقني عنها إلا الموت.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©