حصلت وحدة «وينج أفيشين» التابعة لشركة «ألفابيت»، الشركة الأم لـ«جوجل»، على موافقة السلطات في الولايات المتحدة، لتشغيل أسطول من الطائرات من دون طيار لتسليم السلع الاستهلاكية للمواطنين في منازلهم، وهي خطوة يمكن أن تسبب انطلاقة العديد من الشركات للعمل في خدمات الدرون التجارية على مستوى الولايات المتحدة. ويمثل قرار إدارة الطيران الفيدرالية خطوة موفقة بالنسبة لـ«وينج»، تفتح الباب أمام صناعة تنافسية بشدة.
وتتنافس شركة «أمازون» وشركات أخرى للحصول على موافقة مماثلة لنقل المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية الصغيرة للعملاء في منازلهم أو مقار عملهم.
وقال مسؤولو الصناعة في الماضي إنه من المحتمل أن يستغرق الأمر حتى عام 2020 أو 2021 حتى تقوم إدارة الطيران الفيدرالية بتطبيق قواعد تسيير طائرات من دون طيار على نطاق واسع لتسليم السلع الاستهلاكية.
ولكن نظراً لأن الموافقة الأخيرة لا تغطي حالياً سوى منطقة ريفية حول بلاكسبيرج في ولاية فرجينيا، فإن هذه التجربة لن تحل العقبات القديمة أمام تلك الصناعة بما في ذلك المخاوف الأمنية المتعلقة بعمليات تشغيل واسعة للطائرات من دون طيار، أو القيود الحالية على تحليق الطائرات من دون طيار فوق المناطق المأهولة بالسكان.
وقد أجرت «وينج» في السابق رحلات تجريبية لإيصال الطعام، دون أي تكلفة إلى العملاء في فرجينيا بالتعاون مع معهد فرجينيا للتكنولوجيا، وشركاء آخرين.
ومن المتوقع أن تقوم الشركة بمسح السكان والشركات المحلية حول أنواع الأغذية والأدوية والسلع الأخرى التي قد يتم نقلها بشكل حصري خلال ساعات النهار.
وبموجب شروط الموافقة، ستسافر الطائرات من دون طيار لمسافات أطول مما هو مسموح به عادة لإيصال الطرود للمنازل.
ويبرز تجاوب إدارة الطيران الفيدرالية مع طلب «وينج»، الجهود التي تبذلها الجهات المنظمة للحركة الجوية في الولايات المتحدة للاستفادة من الزخم في عمليات نقل البضائع بطائرات من دون طيار، مثلما الحال في سنغافورة وأستراليا وآيسلندا وسويسرا وغيرها.
وتعتمد «وينج» على الخبرة المكتسبة في أستراليا، حيث حصلت بعد آلاف الرحلات التجريبية على موافقة السلطات الأسترالية في بدء عمليات نقل بضائع تجارية محدودة.
وقد طورت الشركة طائرة من دون طيار هجينة، قادرة على الإقلاع عمودياً مثل الطائرات المروحية ولكن مع محركات تمكنها من الطيران مثل الطائرات العادية.
ويجادل قادة الصناعة أن المزيد من التأخير التنظيمي من إدارة الطيران الفيدرالية يهدد بالحد من التوسع في الوظائف في الولايات المتحدة ويمكن أن يؤدي إلى تركيز الشركات أكثر على مبادرات النمو في البلدان الأخرى.
وقالت وزيرة النقل إلين تشاو في بيان «هذه خطوة مهمة إلى الأمام من أجل الاختبار الآمن للطائرات من دون طيار وإدماجها في اقتصادنا».
ولا تزال السلامة هي أولويتنا ولذا فإن هذه التكنولوجيا يجب أن تواصل تطويرها من أجل تحقيق الاستفادة الكاملة منها».
وستسمح موافقة إدارة الطيران الفيدرالية لشركة «وينج» في الأشهر القادمة بالعمل على نطاق محدود وفي مناطق محددة مع اتباع تعليمات الأمان المعتمدة وكذلك الإفصاح عن بيانات الحوادث (في حالة وقوعها) وغيرها من الإجراءات الوقائية.
وفي حال ثبوت نجاح التجربة يتم وضع إطار تنظيمي واسع للطائرات من دون طيار.
وقد شجعت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية الشركات الراغبة في استخدام التقنيات الحديثة لأغراض تجارية في الحصول أولاً على الموافقات الخاصة بذلك بموجب القواعد الحالية على أن يتم تحديث تلك القواعد في مرحلة لاحقة.
بقلم: أندي باستور