الأربعاء 13 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

خبراء سياسيون لـ "الاتحاد": العلاقات بين تركيا وإيران و"الإخوان" عضوية وتاريخية

خبراء سياسيون لـ "الاتحاد": العلاقات بين تركيا وإيران و"الإخوان" عضوية وتاريخية
3 مايو 2019 02:38

أحمد شعبان (القاهرة)

أكد خبراء سياسيون في القاهرة أن العلاقة بين تركيا وإيران والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية علاقة عضوية وتاريخية، وهذا ما يفسر موقف ودعم تركيا وإيران للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية وتصدر المشهد للدفاع عن التنظيم الدولي بعد سعي واشنطن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية.
وأكدوا في تصريحات لـ «الاتحاد» أن أنقرة وطهران ستشهدان أضراراً سياسية واقتصادية في الفترة المقبلة بسبب تصنيف أميركا لتنظيم الإخوان جماعة إرهابية، خاصة بعد تجميد الأموال التابعة للتنظيم في الولايات المتحدة الأميركية، وعدم منحهم تأشيرات لدخول أميركا، وكذلك التضييق في السفر والمعاملات المالية على الكثير من أفراد ورموز جماعة الإخوان دوليا بما فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والنظام الإيراني خاصة بعد تصنيف الحرس الثوري جماعة إرهابية.
وأوضحوا أن العلاقة غير المستقيمة بين تركيا وإيران من جانب والولايات المتحدة الأميركية من جانب آخر تفسر الدعم المستميت من كلا الدولتين لجماعة الإخوان.
فمن جانبه أكد الدكتور طه علي الباحث في الشأن الخليجي، أنه منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية في تركيا إلى السلطة بقيادة رجب طيب أردوغان في عام 2002، والرئيس التركي يتبنى مشروع الإسلام السياسي ويعتبر نفسه أحد الأضلاع المهمة في حركة الإسلام السياسي العالمية، بالإضافة إلى تأثر الرئيس التركي بالتنظيم الدولي للإخوان وبفكر حسن البنا مما جعله يعتبر نفسه أحد أهم الأضلع الأساسية في تنظيم الإخوان.
وأكد أن العلاقة بين تركيا وأردوغان والإخوان علاقة عضوية، وهي علاقة نظام يتغذى فكرياً من جماعة، وعلاقة جماعة تستند أيضا على نظام أردوغان وخاصة بعد ما يسمى الربيع العربي الذي دمر العديد من الدول العربية، وسعي جماعة الإخوان من خلالها بتصدير أردوغان باعتباره المرجعية السياسية إقليمياً ودولياً لهم، وبالتالي فإن هناك علاقة متبادلة ومصالح بين الطرفين يسعى كلا الطرفين لتوظيفها في خدمة مشروع الإسلام السياسي، وهو ما يفسر دعم أردوغان المستميت لجماعة الإخوان واحتضانهم الهجوم الدائم على مصر بعد ثورة 30 يونيو، وكذلك الهجوم على أي دولة تحارب الفكر المتطرف والإرهاب خاصة السعودية والإمارات، وهذا ما يؤكد أن أردوغان جزء من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وأن الجماعة الإرهابية هي رأس الحربة التي يمكن أن تُعين أردوغان في تنفيذ مشروعه في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وأشار إلى أن إيران تعد الحاضنة الأولى للإسلام السياسي في العالم منذ ثورة الخميني عام 1979، وكذلك دعم إيران لكافة الجماعات الإسلامية ومنها جماعة الإخوان، في إطار ما يعرف بتصدير إيران للثورة الإيرانية خارج حدودها، مشيراً إلى أن العلاقة بين إيران والإخوان علاقة عضوية وتاريخية، لافتاً إلى العلاقة بين حسن البنا والخميني قبل اندلاع الثورة الإيرانية بسنوات.
وأكد أن هذه العلاقة ترجمت أيضاً من خلال إقناع إيران لقطر في احتضان الإسلام السياسي وجماعة الإخوان الإرهابية، خاصة بعد الأزمة العربية والخليجية مع الدوحة، واستغلال إيران المشهد المتأزم في منطقة الخليج العربي لركوب الموجة ومد نفوذها داخل المؤسسات القطرية، وكان ذلك بتنسيق من جماعة الإخوان التي تدير المشهد العام في قطر، مشيراً إلى أن العلاقة غير المستقيمة بين تركيا وإيران من جانب والولايات المتحدة الأميركية من جانب آخر تفسر الدعم المستميت من كلا الدولتين لجماعة الإخوان.
وأشار إلى أنه بالنسبة للأضرار التي تلحق بكل من تركيا وإيران بسبب تصنيف واشنطن للإخوان جماعة إرهابية؛ فإن النظام التركي إخواني في المقام الأول، وبالتالي فإن القرار الأميركي الذي ينص على ملاحقة كل من ينتمي لجماعة التنظيم الدولي أو يشتبه في انتمائه لهم فكرياً أو حركياً سوف يقع على الكثير من أفراد ورموز جماعة الإخوان دوليا بمن فيهم رجب طيب أردوغان للملاحقة والرقابة والتضييق في السفر والتعاملات المالية. مؤكداً أن نفس الحال بالنسبة لإيران بما لديها من اتصالات واسعة بجماعات الإسلام السياسي دولياً في أوروبا والولايات المتحدة وكلها تعمل تحت مظلة جمعيات خيرية تنتمي لجماعة الإخوان.
وأشار إلى أن تصنيف تنظيم الإخوان جماعة إرهابية سيؤثر إقليميا بالضغط على بعض الدول، خاصة قطر التي تؤوي وتتحد مع جماعة الإخوان بشكل كبير مما سيؤدي إلى تأزم العلاقات بين قطر وواشنطن في الفترة القادمة، وبالتالي فإن أنقرة وطهران سوف تتأثران بشدة من هذا القرار الأميركي نتيجة العلاقة العضوية بينهما وبين تنظيم الإخوان، وبالتالي فإن السياسة التركية والإيرانية في الفترة المقبلة سوف تتجه نحو مواجهة هذا التوجه لدى واشنطن باعتبار جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا.
من جانبه أشار الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن سبب تبني محور الشر قطر وتركيا وإيران الدفاع عن جماعة الإخوان الإرهابية بعد القرار الأميركي، هو استمرار تلك الجماعات الإرهابية للقيام بأدوارها التخريبية والتدميرية، مشيراً إلى أن هذه الجماعات الإرهابية ما كانت تستطيع أن تقوم بأعمالها الإجرامية والإرهابية لولا وجود مصادر للتمويل والدعم المالي أو بصورة أسلحة أو ترويج إعلامي أو توفير مصادر معلومات، مؤكداً أن محور الشر الثلاثي يوفر كل هذا الدعم لتلك الجماعات الإرهابية وهذا ما يؤكد أن هناك دولا وأجهزة تساعد هذه الجماعات ولها مصلحة في استمرارها وتقويتها ومنها جماعة الإخوان.
وأشار إلى أنه أمر طبيعي عندما يحدث أي تهديد لهذه التنظيمات ومنها الإخوان، أن تدافع عنها الدول التي تدعمها وتساندها وهذا ما حدث من قطر وتركيا وإيران مع جماعة الإخوان بعد سعي واشنطن إدراجها جماعة إرهابية، مطالباً الدول والمجتمع الدولي بتعاون مكثف ومواجهة شاملة مع جميع التنظيمات الإرهابية في العالم وعلى رأسها جماعة الإخوان وتنظيم «داعش»، ومواجهة من يساعد ويدعم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها محور الشر الثلاثي، وكذلك اتخاذ عقوبات رادعة ومباشرة سياسية واقتصادية ضد هذه الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية كما فعلت واشنطن ضد طهران.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©