بدرية الكسار (أبوظبي)
أطلقت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم مبادرة «النحلة الخضراء»، أمس، ضمن أحدث مبادرات المؤسسة التي تهدف لتفعيل دور أصحاب الهمم للحفاظ على البيئة والتوعية بالاستدامة، وكذلك تدشين ورشة النحلة الخضراء لتدوير البلاستيك بمقر مركز زايد للتأهيل الزراعي والمهني التابع للمؤسسة، بحضور معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة. ووقعت «زايد العليا» ومجموعة الساحل الغربي المختصة في مجال إعادة تدوير البلاستيك، اتفاقية مشتركة في هذا الشأن، وقعها عن المؤسسة عبدالله عبد العالي الحميدان الأمين العام للمؤسسّة، وعن المجموعة جوعان عويضة الخييلي رئيس مجلس إدارة مجموعة الاتحاد الدولية للاستثمار.
كما جرى تسليم 300 ألف عبوة بلاستيكية تم ضغطها بآلات من خلال أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا أنفسهم، جرى تجميعها من 22 جهة على مدى ثلاثة أشهر خلال الفترة من مطلع سبتمبر وحتى نهاية ديسمبر من العام المنصرم، وذلك بهدف إعادة استخدامها لصناعة الكثير من المنتجات التي تسهم في التخلص السليم من البلاستيك وتحويلها إلى منتج صديق للبيئة للحفاظ على بيئة الدولة والمساهمة في عجلة التنمية الاقتصادية.
وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، أن دولة الإمارات وفي ظل القيادة الرشيدة تولي اهتماماً كبيراً لإشراك ودمج أصحاب الهمم في نشاطات ومجالات المجتمع كافة، لضمان دعم دورهم وتمكينهم، مشيراً إلى أنه يجب على هذه الفئة المهمة والمؤسسات القائمة عليها المشاركة والاندماج في كافة المبادرات والفعاليات على اختلاف أنواعها وتخصصاتها، خاصة أن أصحاب الهمم مكون رئيس وقوة فاعلة في المجتمع، ولهم مصداقية وقدرة على جذب وتحفيز مكونات المجتمع كافة على التفاعل معهم.
وأضاف معاليه: إن البلاستيك عنصر رئيس في العديد من الصناعات الحديثة، إلا أن النفايات البلاستيكية تعتبر أحد أهم مسببات تلوث البيئة وواحداً من أهم التحديات التي تواجهها دول العالم بشكل عام ودولة الإمارات بشكل خاص، مشدداً على ضرورة الإسراع في إيجاد توازن حقيقي بين القيمة الاقتصادية لهذه المنتجات وحماية البيئة والحفاظ على استدامتها، وتحفيز فئات ومكونات المجتمع كافة على المشاركة في جهود مواجهة هذا التحدي.
وأشاد بمبادرة «النحلة الخضراء» التي أطلقتها مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تعمل على رفع مستوى الوعي بمخاطر الأكياس البلاستيكية، وضرورة الاهتمام بتقليل استهلاك المواد البلاستيكية بمختلف أنواعها، في إطار مفهوم الشراء المستدام في مجتمعنا، وإيجاد الحلول للاستهلاك الرشيد والمستدام لمواردنا الطبيعية، وترسيخ هذا الوعي للوصول إلى أفضل مستويات التنمية المستدامة.
من جانبه، قال عبدالله عبد العالي الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم: إن المؤسسة تطمح لخلق حزمة من المشاريع لتوظيف أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع، ومن خلال هذا الهدف تم إطلاق مبادرة مشروع «النحلة الخضراء» وتدشين ورشة تدوير البلاستيك للمساهمة في الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة، وهو مشروع قائم على خلق ورش ومصانع تعيد تدوير البلاستيك وتحويله إلى منتجات خضراء مصنوعة بأيدي أصحاب الهمم، والمساهمة في عجلة التنمية الاقتصادية بمنتجات خضراء.
وتابع: بتوجيهات وإشراف سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة المؤسسة، جاءت الفكرة في إنشاء حزمة من المشاريع المهنية التنموية التي تخلق فرصاً وظيفية لأصحاب الهمم في مختلف المجالات لدمجهم في المجتمع، وتمت دراسة الفكرة من قبل فريق العمل بالمؤسسة، وتحويلها إلى مشروع مستلهم من حملة كن التغير العالمية «Bee The Change»، وهو مشروع مستدام يقوم بتطبيق جوانب التنمية والحفاظ على البيئة وتنميتها.
وأكد أن إطلاق مبادرة النحلة الخضراء ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه إمارة أبوظبي يأتي في إطار الاهتمام المتزايد في المؤسسة بضرورة حماية البيئة والحفاظ على مقدراتها الطبيعية وتوعية أصحاب الهمم وأسرهم حول أهمية الحفاظ على البيئة، وأنها تدعم محور الاستدامة والحفاظ على البيئة في إمارة أبوظبي.
ولفت إلى أنه من خلال الاتفاقية التي تم توقيعها مع شركة الساحل الغربي، حيث سيقوم أصحاب الهمم بجمع وفرز وكبس علب المياه لإعادة تدويرها في صناعات أخرى، إذ تم تجميع نحو 23 ألف عبوة، ما يعادل 4 أطنان، وسيتم إرسالها للشركات.
وأشاد الدكتور جابر الجابري، نائب الأمين العام لهيئة البيئة- أبوظبي بمبادرة «النحلة الخضراء» ودورها المهم في تفعيل دور أصحاب الهمم في حماية البيئة، وتمكينهم من المساهمة بشكل عملي في جهود المحافظة على الموارد الطبيعية، وتقليل التلوث، بما في ذلك المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، من خلال إتاحة الفرصة لإعادة استعمالها أو تدويرها، وتحويل هذه المواد عن المكبات والمطامر وجعل بيئة الإمارات أكثر أماناً للحياة الفطرية في البر والبحر.
وأضاف ناصر إسماعيل الوكيل المساعد للرعاية الاجتماعية بوزارة تنمية المجتمع: يستفيد من المبادرة طلاب وطالبات مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، من خلال العمل مع شركة في القطاع الخاص المتخصصة في إعادة تدوير علب البلاستيك، وتحويلها من نفايات إلى مواد جميلة يمكن الاستفادة منها في صناعات مختلفة، مثل الخيوط والملابس وغيرها، وهناك خطة لعام 2020 لتوظيف 160 طالباً وطالبة من أصحاب الهمم، وحالياً تم توظيف 40 طالباً وطالبة من مختلف الفئات في شركة الساحل الغربي.
وقال عبدالله الكمالي المدير التنفيذي لقطاع أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم: «تسعي مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم لتمكين أصحاب الهمم لسوق العمل، حيث تم توقيع 40 عقد توظيف لأصحاب الهمم».
إحصائيات المشروع
بلغ عدد العبوات البلاستيكية التي جرى تجميعها على مدار ثلاثة أشهر 320 ألف عبوة بلاستيكية من 22 جهة متنوعة، ووصل إجمالي وزنها إلى 5123 كيلوجراماً، ما يوازي 5.123 طن، وعدد الرولات التي يمكن استبدالها بالقيمة السوقية 4 رولات، يمكن من خلال إعادة تدويرها في الصناعة إنتاج ما يصل إلى 400 تيشيرت، وتطمح مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم أن تتمكن من جمع مليونيْ عبوة خلال العام الحالي 2020.
