محمد البادع ( نيويورك)
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ينطلق اليوم ماراثون زايد الخيري في نيويورك لمسافة 10 كم، بدعم من مجلس أبوظبي الرياضي برئاسة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان.
أكثر من معنى ورسالة تجري اليوم في حديقة سنترال بارك بمدينة نيويورك، تحمل معها قيم المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتعكس نهج دولة اختارت أن تذهب لأبعد مناطق العطاء، لترسم السعادة فوق الوجوه، وتمد يد العون والمساعدة في أي مكان بالعالم.
في النسخة الخامسة عشرة لماراثون زايد الخيري، التي تبدأ في التاسعة صباح اليوم بتوقيت نيويورك الخامسة بتوقيت الإمارات، يطل علينا الوطن بكل وجوهه الرائعة ومبادئه السامية ومبادراته الاستثنائية ومواقفه النبيلة، ليقدم للعالم أجمل 15 رسالة في تلك النسخة التاريخية، التي تحمل الرقم 15 وتتزامن مع عام تظلل فيه أغصان شجرة الغاف القلوب بالحب والتسامح.
إنها رسائل في الخير والعطاء والوفاء والإنسانية والتسامح والأخوة والتقارب والشهامة والسلام والمحبة والصداقة والأمل والسعادة والنجاح والتفاؤل.
كل هذه الرسائل شكلت ملامح الماراثون، ورسمت خط سير أهم وأجمل سباق للخير، منذ انطلاقته عام 2005 وحتى اليوم، ومن عام لآخر تتسع مساحة النجاح وتتضاعف أعداد المشاركين، وترتفع حصيلة التبرعات التي تذهب إلى مؤسسة «هيلثي كيدني» المتخصصة في دراسات وأبحاث وعلاج ونشر ثقافة رعاية مرضى الكلى، في أميركا ومختلف دول العالم. وكما أعلنت ميج جيلمارتين، المدير التنفيذي لمؤسسة هيلثي كيدني، قبل يومين خلال لقائها مع الوفد الإعلامي أن مجموع تبرعات كل دورات ماراثون زايد تجاوز الـ200 مليون دولار، والدورة الماضية وحدها وصلت العائدات إلى 40 مليون دولار.
كل هذا النجاح سيتضاعف اليوم في هذه النسخة التاريخية التي تتزامن مع مبادرة عام التسامح، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وظهرت مؤشرات هذا النجاح مبكراً جداً، وبالتحديد قبل شهرين، عندما أعلنت «رود رنرز» الشركة المنظمة للسباق عن نفاد تذاكر المشاركة بالكامل، بوصول العدد إلى 15 ألف مشارك، وهو الرقم الذي حددته قوانين «رود رنرز» وإدارة حديقة سنترال بارك، وسيحصل الفائزون بالمراكز حتى الـ15 على ميداليات تذكارية تحمل رقم الدورة تثميناً لها، وستقام كل الفعاليات الخاصة بيوم الإمارات تحت شعار عام التسامح، وقد خصصت إدارة الحديقة أكبر ميادينها لإقامة مراسم التتويج والاحتفالية، التي سيتخللها تقديم عروض موسيقية لجمهور الحضور.
ومن خلال التعاون ما بين اللجنة المنظمة برئاسة الفريق محمد هلال الكعبي، وسفارة الإمارات في واشنطن، بإدارة السفير يوسف العتيبة، تم الترتيب لفقرات كثيرة بعضها سيبدأ من الصباح مع المشاركين، والبعض الآخر مع جمهور الحديقة عقب الانتهاء من مراسم التتويج، عبر سحوبات وبرامج ترفيهية وجوائز عينية ستقدم من خلال الشركات الراعية.
وفي مضمار السباق، يتنافس أفضل العدائين والعداءات الذين يملكون في رصيدهم إنجازات عالمية وأولمبية للفوز بجوائز الماراثون في مسافتي الـ10 كيلومترات والنصف ماراثون، وأبرزهم من أبطال وبطلات كينيا وإثيوبيا.
وفي سباق العام الماضي، تمكن العداء الكيني رونكس كيبروتو من تحطيم الرقم القياسي السابق للسباق، الذي ظل صامداً منذ عام 2011، والمسجل باسم مواطنه باتريك كومون (27.35 دقيقة ) حيث سجل 27.08 دقيقة، وكان بذلك ثاني متسابق في تاريخ الماراثون يحصل على جائزتي السباق وتحطيم الرقم.
وبالنسبة للسيدات، لا يزال الرقم القياسي المسجل في تاريخ سباقات مدينة نيويورك مسجلاً باسم العداءة لورنا كيبلاجات، وحققته عام 2002 ويبلغ 30 دقيقة و44 ثانية.
واستعدت خيام الضيافة والترويج لاستقبال المشاركين والجمهور الكبير الذي يرتاد الحديقة، وهي في منافسة مع بعضها بعضاً لتقدم في النهاية بانوراما طبيعية للتراث والثقافة والرياضة والعادات والتقاليد الإماراتية، وتعاونت إدارة الحديقة، بشكل كبير، مع اللجنة المنظمة في توفير أماكن إضافية بعد أن تفاعل جمهور الحديقة والمتسابقون بشكل كبير مع ما تقدمه من هدايا ووثائق ومعلومات وخدمات.
ماراثوان زايد أكبر من مجرد سباق لجمع التبرعات، ولكنه يوم للوطن والخير والعطاء والإنسانية والتسامح.
شمس الإمارات تشرق من سنترال بارك
تشرق شمس الإمارات، بتقاليدها وعاداتها وثقافتها وعراقتها في السنترال بارك، من خلال خيمة عربية تحمل اسم الإمارات، وتحتوي على الجلسة التقليدية الشعبية، وسيقوم بعض طلبة الإمارات في الولايات المتحدة بارتداء الزي التقليدي للدولة، والتقاط الصور مع الزوار، كما ستقام في الخيمة فعالية نقش الحناء بالنسبة للسيدات. وسيكون هذا اليوم إماراتياً خالصاً، وحافلاً بالعديد من الفعاليات الممتعة التي تناسب جميع الأعمار في حديقة سنترال بارك، كما ستقام شاشة عملاقة في موقع الحدث يتم من خلالها عرض أفلام تسجيلية تعكس عراقة الدولة وتقدمها ونهضتها في المجالات كافة.
كما ستكون هناك خيمة مخصصة للأطفال تقدم خدمة الرسم على وجوه الأطفال، وشخص يقوم بإعداد الأشكال المختلفة من البالونات لهم، أما خيمة أبوظبي للسياحة فستقام فيها فعالية نقش الحناء للسيدات وتوزيع التمور، والتقاط الصور التذكارية.
«الحديقة الخضراء».. رمز النقاء وعنوان الوفاء
حديقة «سنترال بارك» المسرح الذي يحتضن أجمل قصص الخير والوفاء في ماراثون الخير تعد رمزاً للنقاء والصفاء والطبيعة الساحرة بتاريخها الطويل ومساحاتها الواسعة، وأطلقت هيئة الحفاظ على «سنترال بارك» عام 2016 حملة تستمر لمدة عشر سنوات تحت عنوان «دائماً خضراء»، تهدف إلى استعادة رؤية فريدريك لو اولمستد المهندس المعماري الذي فاز بمسابقة لتصميم الحديقة قبل 161 عاماً. كما تقرر منع مرور السيارات منذ منتصف العام الماضي لمنع التلوث والحفاظ على خصوصية المكان، حيث أنشئت الحديقة برؤية مختلفة بحيث تبقى منطقة خضراء، وافتتحت أول منطقة بها أواخر عام 1858، ولكن بمرور الوقت تغيرت ملامح الفكرة مع دخول السيارات وتنوع المشروعات ما بين حديقة الحيوانات ومناطق للألعاب وازدحام المكان، وتشتهر الحديقة بتصميمها المتميز، حيت يمكن لعشاق رياضات الجري والدراجات واليوجا ممارسة رياضتهم بطريقة احترافية، نظراً لما تضمه من ممرات وأماكن مخصصة لتلك الرياضات، إضافة إلى بعض الألعاب الأخرى، وقد كان اختيارها لتنظيم ماراثون زايد الخيري، اختياراً صائباً للغاية، لاسيما مع مساحتها الكبيرة وأرضيتها الرائعة وانعزالها التام عن المدينة، حيث يحيط بها سور خاص يجعلها عالم بذاته.
وتعد سنترال بارك أكثر من مجرد حديقة تقع على مساحة 843 فداناً، ولكنها معلم تاريخي وطني في الولايات المتحدة منذ عام 1962، وأدرجت في موقع التراث العالمي باليونسكو، ويزورها سنوياً ما بين 37 و38 مليون زائر.
أبطال كينيا وإثيوبيا.. والتحدي الكبير
يشهد السباق مشاركة نخبة من المحترفين والمحترفات أبرزهم من كينيا وإثيوبيا، مما يعد بمنافسة قوية، وخلال اللقاء الإعلامي الذي جرى، أمس، بمقر شركة «رودرنرز» وعد الكينييون بتحطيم الرقم القياسي للسباق، والظفر بالجائزة الخاصة التي تصل إلى 30 ألف دولار، وقد جاء أغلبهم إلى هنا قبل 3 أيام، وتدربوا على مسار السباق في الحديقة، وفيما يلي أبرز المشاركين على صعيدي الرجال والسيدات:
أولاً الرجال:
دافيد بيت (25 عاماً) ورقمه 28.18 دقيقة، وادوين كبيشي (27 عاماً) ورقمه 29.02دقيقة، وماثيو كيميلي (21 عاماً) ورقمه 27.11 دقيقة، ودومينيك كورير (25 عاماً) ورقمه 28.08 دقيقة، وجيمس نجاندو (29 عاماً) ورقمه 29.46، والتنزاني جبريل جياي (22 عاماً) ورقمه 28.24 دقيقة.
ثانياً السيدات:
ستدافع الإثيوبية بوزي ديربا (25 عاماً) عن لقبها الذي حققته العام الماضي 31.37 دقيقة، ومعها في المنافسة الكينية دوركاس كيميلي (21 عاماً) وتحمل نفس الرقم، والمكسيكية ريسبر جيسابو (30 عاماً) ورقمها 31.37 دقيقة، والأميركيات ايفيت ميجيا (28 عاماً) ورقمها 33.41 دقيقة، وسارة كومينجس (30 عاماً) ورقمها 34.43 دقيقة، وليندساي شيرف (32 عاماً) ورقمها 32.33 دقيقة، والإثيوبية سينبر تييري (24 عاماً) ورقمها 30.38 دقيقة.
«رود رنرز» تاريخ من الخبرة والنجاح
ارتبط اسم شركة «رود رنرز» بماراثون زايد منذ انطلاقته عام 2005، وهى شركة تملك في رصيدها تاريخاً طويلاً وحافلاً في تنظيم سباقات الماراثون، وقد استمدت سمعتها ومكانتها في السبعينيات من القرن الماضي، عندما قدمت للعالم ماراثون نيويورك الشهير لأول مرة عام 1970، ومن المفارقات التي شهدها السباق في الثمانينات أن بطلاً واحداً هو الأميركي جريت والتز حقق الفوز باللقب 9 مرات على التوالي من عام 1978إلى 1987.
ماراثون الخير في «تايم سكوير»
عرضت شاشات «تايم سكوير» و«بروداي» في قلب نيويورك فيلماً تسجيلياً عن الماراثون، وهدفه الخيري على مدار الساعة أمس، وسيتواصل العرض اليوم.
وكانت مدينة نيويورك قد شهدت أكبر حملة ترويجية للحدث عبر تاريخه، وذلك من خلال الإعلانات التي زينت الشوارع والمحال الرياضية بالبوسترات، بالإضافة إلى 75 حافلة من المواصلات العامة تحمل علمي الإمارات والولايات المتحدة وشعار السباق.
خط سير الماراثون اليوم
تشير خريطة الماراثون التفصيلية إلى أن الدورة الواحدة تزيد قليلاً على حلقة واحدة في اتجاه عقارب الساعة من حلقة حديقة سنترال بارك في ستة أميال، وينطلق السباق في الصورة التالية :
الميل الأول:
يبدأ في الطريق الشرقي بالقرب من شارع 69 ويتجه شمالاً، وهناك منطقة صعود متوسطة في هذا الميل الأول.
الميل الثاني:
يستمر السير على طول الطريق الشرقي بينما يوجد صهريج على يسار العداء.
الميل الثالث:
عبور شارع 102 الثاني على يسار العداء، ثم يهبط من ربوة مرتفعة، قبل صعود «هارلم هيل» ثم تجاوز منزلق «لاسكر».
الميل الرابع:
تجاوز التلال والاتجاه جنوباً في الطريق الغربي.
الميل الخامس:
متابعة الطريق الغربي جنوباً، مروراً بعرض شارع 72 الثاني، واستكمال الحلقة السفلى من الحديقة، قبل عودة الدورة مرة أخرى إلى الطريق الشرقي.
الميل السادس:
الاستمرار شمالاً في الطريق الشرقي، مروراً بنقطة البداية عند شارع 69، ثم الدوران إلى اليسار عند شارع 72 الثاني، والتوجه إلى خط النهاية.