الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
التعليم والمعرفة

خبراء إماراتيون: طريق «اللامستحيل» سيوصلنا إلى المريخ

خبراء إماراتيون: طريق «اللامستحيل» سيوصلنا إلى المريخ
28 ابريل 2019 02:13

ناصر الجابري (أبوظبي)

أكد عدد من مسؤولي قطاع الفضاء الإماراتي خلال جلسة حوارية حول السباق إلى الفضاء في معرض أبوظبي للكتاب، أن ثقافة «اللامستحيل» لدى القيادة الرشيدة أوصلت الدولة لأن تكون إحدى الدول ذات المكانة المرموقة في قطاع الفضاء، بوجود الكوادر البشرية المؤهلة من الشباب، إضافة إلى المراكز الفضائية المتخصصة ومن أبرزها وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء.
وقال المهندس سالم المري: يسهم الفضاء في تعزيز المعرفة حول التحديات الأرضية التي تواجهها الجهات المعنية وتحويلها إلى فرص، من خلال إجراء التجارب وتحفيز النظريات حول الاستكشافات الفضائية والتي ترتبط بشكل مباشر مع البيئة الأرضية، ذلك أن الكثير من الاختراعات التي نعيشها اليوم تعد شكلاً مطوراً للتقنيات التي هدفت إلى تعزيز التقنيات ذات الارتباط بعلوم الفضاء.
وأضاف: آمنت دولة الإمارات بضرورة الاستثمار في القطاع الفضائي، ولذلك عملت على تأسيس كافة مكونات القطاع وتشجيع الشباب على الانخراط في العلوم مثل الفيزياء والرياضيات، وطرح الدرجات العلمية المتخصصة واستقطاب الخبراء للتعرف على التجارب الدولية الرائدة، لذلك استطاعت الدولة أن تحقق مجموعة من الإنجازات المتواصلة خلال فترة وجيزة من الزمن.
وأشار إلى أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، يعد تجسيداً لمستوى الثقافة المجتمعية حول ضرورة الفضاء، نظراً لتقدم 4 آلاف مواطن للبرنامج، منهم 40% من النساء، وهو ما يعكس التجاوب الواسع من مختلف الشرائح المجتمعية ورغبتهم بالمشاركة في برنامج الإمارات الفضائي وصناعة المستقبل، فالدول التي تتنافس على الفضاء هي من تمتلك القوة العلمية على الأرض.
ولفت إلى أن برنامج رواد الفضاء شمل عدة مراحل مختلفة، منها ما يتعلق بقياس الصحة واللياقة البدنية والمعرفة العامة حول الفضاء، حيث تم اختيار هزاع المنصوري ليكون مشاركاً في أول رحلة لرائد فضاء إماراتي لمحطة الفضاء الدولية خلال شهر سبتمبر المقبل، كما تم اختيار سلطان النيادي ليكون احتياطياً للمهمة، وهما يشكلان أول رائدي فضاء.
من جهته، قال المهندس محمد الحرمي: عندما كنت طالباً جامعياً درست هندسة البرامج، ولم أتوقع في حينها أن تصل الإمارات لأن تكون من الدول المنافسة في السباق الفضائي، ولكن لأن ثقافة «اللامستحيل» تعد نهجاً لدى قيادتنا الرشيدة، استطعنا أن نحقق الريادة الإقليمية ولأن نكون نموذجاً في التطوير والبحث، حيث لا يرتكز مفهوم الفضاء في الدولة على الإنجاز فقط بل الاستدامة والاستمرارية بعيدة المدى.
وأشار إلى وجود العديد من الفرص المتاحة للطلاب في دولة الإمارات خاصة في تخصصات الهندسة والرياضيات والفيزياء للالتحاق بقطاع الفضاء، كي يلعبوا دوراً مهماً، حيث يصل متوسط عمر العاملين في مركز محمد بن راشد إلى الفضاء لـ27 عاماً فقط، وهو ما يبين أن الشباب هم قادة القطاع الفضائي الذين يرسمون ملامح الغد بأحلامهم التي لا تتوقف عند سقف أو حد معين.
ولفت إلى أن مركز محمد بن راشد للفضاء يوفر عدداً من برامج التدريب لطلاب الجامعات تستمر إلى 3 أشهر، كما يوجد عدد من المنح الدراسية للدراسة داخل الدولة أو خارج الدولة، موضحاً أن معظم العاملين في المركز هم من خريجي الجامعات الإماراتية وهو ما يؤكد القدرات التقنية والمناهج العلمية المتطورة التي وصل إليها التعليم في الدولة ليصبح منافساً على رفد القطاعات بالكوادر المؤهلة التي تتمتع بالكفاءة المطلوبة.
من ناحيته، أكد المهندس عامر الصايغ الغافري، أن إطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات» خلال العام الماضي بأياد إماراتية بنسبة 100%، يعد تتويجاً لمسيرة من الجهود المتدرجة في تنمية الكوادر الوطنية العاملة في قطاع الفضاء، حيث تم رفع نسبة مشاركة العنصر المواطن في القمر «دبي سات 1 و2» بشكل مستمر وصولاً إلى خليفة سات.
وأشار إلى أن العام المقبل سيشهد إطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ، والذي سيعد مشروعاً ضخماً نظراً لأنه سيمكن العديد من الجهات للحصول على البيانات المطلوبة حول المناخ والبيئة وغيرها من الأمور التي ستسهم في تعزيز القطاع البحثي في دولة الإمارات، باعتباره مصدراً علمياً وطنياً عربياً، سيشكل إضافة في مسارات الدراسات والتقنيات الحديثة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©