الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

"صحة": الاقتصاد الدوائي يوفر 15 مليون درهم

"صحة": الاقتصاد الدوائي يوفر 15 مليون درهم
26 ابريل 2019 02:56

محمد الأمين (أبوظبي)

تعتزم «صحة» التوسع في تطبيق الاقتصاد الدوائي على الأدوية المستخدمة في مستشفياتها، نظراً لجدواه الكبيرة على التكلفة العلاجية للمرضى، مؤكدة أن البرنامج وفر 15 مليون درهم بعد تطبيقه على 45 دواء من أصل 1500 نوع من الأدوية مستخدمة في مستشفيات صحة، وذلك منذ تطبيقه منتصف العام الماضي.
جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر أبوظبي للصيدلة السنوي الرابع، الذي انطلق أمس تحت شعار «الابتكارات في الصيدلة»، في فندق جميرا أبراج الاتحاد في أبوظبي، بمشاركة نحو 1700 شخص، و54 متحدثاً، من بينهم 46 من دولة الإمارات، و8 خبراء عالميين، ومديري صيدلة عالمية، وعدد من الجامعات الطبية العالمية، ومؤسسات صحية وهيئات السلامة الدوائية العالمية.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز دور الصيادلة في دعم وتحسين نظام الرعاية الصحية، وزيادة الوعي لديهم من خلال التعرف إلى آخر الابتكارات والمستجدات في مجالات الصيدلة المتعددة، وتبادل الخبرات، وعرض تجارب شركة صحة بشكل خاص، وأبوظبي بشكل عام، في قطاع الصيدلة.
وينظم المؤتمر بالتعاون والتنسيق مع دائرة الصحة أبوظبي، ومستشفى كليفلاند أبوظبي، وعدد من الجامعات وكليات الصيدلة، ويشارك فيه نخبة كبيرة من الصيادلة وممارسي الرعاية الصحية من أطباء وممرضين، وبحضور مكثف من قبل دائرة الصحة أبوظبي، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهيئة الصحة بدبي، ومستشفى زايد العسكري، ومستشفيات شركة مبادلة، والمكتب الطبي لوزارة شؤون الرئاسة، بالإضافة إلى القطاع الطبي الخاص وكليات الصيدلة في الدولة.
ويصاحب مؤتمر أبوظبي للصيدلة السنوي الرابع، معرض المنتجات الصيدلانية والشركات الدوائية التي تعرض آخر وأهم منتجاتها وخدماتها والابتكارات الدوائية الحديثة.
وقال الدكتور جاريث جوديير، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»: «إن المنشآت الطبية التابعة لـ«صحة» حققت في الآونة الأخيرة إنجازات طبية مهمة في مختلف المجالات مثل علاج السرطان بالذكاء العلاجي، والعلاج المناعي والعلاج الهرموني، والعلاج الجيني، والعلاج المركّز، وكذلك علاج السمنة وأمراض الأطفال وزراعة الأعضاء، إلى جانب النقلة النوعية التي حققتها في قطاع الصيدلة، وتعميم الصيدلية الذكية على العديد من منشآتها الطبية، والتي كان لها نتائج إيجابية مهمة في سرعة ودقة صرف الدواء للمرضى».
وأوضح أن مؤتمر أبوظبي للصيدلة السنوي الرابع، من المؤتمرات المهمة التي تعود بالنفع على جميع العاملين في قطاع الصيدلة، بما يقدمه من أبحاث ودراسات، يستعرضها نخبة من المختصين من مختلف أنحاء العالم، تسهم في تطور قطاع الصيدلة، مشيراً إلى أن عدد الصيادلة العالمين في شركة صحة بلغ 1106 صيدلانيين، منهم 82 إماراتياً من الجنسين.
ومن جانبه، أكد محمد حارب القمزي، المدير التنفيذي للخدمات المساندة في شركة «صحة»، أن انعقاد مؤتمر أبوظبي للصيدلة الرابع يعزز دور الصيادلة في دعم وتحسين نظام الرعاية الصحية.
من جانبها، كشفت الدكتورة فاطمة البريكي، مديرة إدارة مستلزمات الصيدلة في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» رئيسة اللجنة التنظيمية للمؤتمر، عن أن المؤتمر سيستعرض تجربة الصيدلية الذكية في مستشفى الشيخ خليفة وبعض مستشفيات الظفرة التي انطلقت منتصف العام الماضي 2018، بهدف تسريع عملية صرف الأدوية للمرضى بشكل يضمن السلامة الدوائية والكفاءة العالية.

الصيدلية السريرية
شهد اليوم الأول لمؤتمر أبوظبي للصيدلة السنوي الرابع 3 جلسات رئيسة، أدار الجلسة الأولى البروفيسور ستيفن أركل، وتم خلالها استعراض تجربة شركة «صحة» في برنامج الإقامة في الصيدلية السريرية، إذ تعد «صحة» أول جهة صحية تطبق هذا البرنامج في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو معتمد من دائرة الصحة أبوظبي، ومن المنظمة الأميركية لإدارة أنظمة الصيدلة للمستشفيات، وقد تم اختيار15 صيدلياً، منهم 11 مواطناً.
ويهدف البرنامج إلى تطبيق أسس الاستخدام الأمثل للعلاجات والاستخدام الرشيد للأدوية، وتقليل الأخطاء الدوائية والطبية، وتحسين حالة المرضى الصحية، وتعزيز الخطة العلاجية للمرضى.
وتناولت الجلسة الثانية الممارسات الصيدلانية وإدارة الدواء، حيث استعرض البروفيسور دانيال آلان برازو أفضل الممارسات المطبقة في الصيدلية، والتي كان لها نتائج إيجابية فعالة، سواء من حيث العلاج ورضى المرضى، وأفضل الطرق لرصد الآثار الجانبية للأدوية، وأهمية تطبيق الصيدلية السريرية في العيادات الخارجية.
وفي الجلسة الثالثة، تم استعراض آخر التطورات في العلاجات الدوائية، حيث قدم العديد من المختصين نتائج دراساتهم وبحوثهم، وسلطوا الضوء على الأدوية الحديثة، والتطورات في المجموعات العلاجية، والتعرف إلى الأدوية التي تم استخدامها لمريض معين، مثل مخرجات العلاج بالأدوية لمرضى السكري، وعلاج الأمراض السرطانية، وأمراض الكلى والأمراض النفسية والأمراض القلبية والأوعية الدموية، وتم عرض بعض الحالات التي تم علاجها وكيف تم علاجها، إلى جانب استعراض الحالات التي قامت صحة بعالجها.
وشهد اليوم الأول للمؤتمر تنظيم حلقة نقاشية حول الممارسة الصيدلية والتقدم في إدارة الدواء، ترأسها البروفيسور دانيثي بيرومال، وتحدث خلالها سعد شاكر حول أهمية الاستخدام الفعال والآمن للأدوية، وضرورة ذلك لتقليل المخاطر، كما سلطت الضوء على الاتجاهات الجديدة في الممارسة الصيدلية في مستشفيات الظفرة، التابعة لشركة «صحة»، في حين استعرض بدر موسى سليمان السعدي تجربة مستشفى توام، التابع لـ«صحة»، في برنامج الإرشاد والامتثال للصيدلة.
كما شهد تنظيم جلسة نقاشية خاصة مع الخبراء الأجانب المشاركين في المؤتمر، أتيحت خلالها الفرصة للحضور لتبادل الآراء معهم في كل ما يهم قطاع الصيدلة، خاصة التطورات التقنية في هذا المجال.

رفع عدد المفتشين بقطاع الدواء
أكدت الدكتورة رقية البستكي، مديرة إدارة الدواء في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن عدد المفتشين في الإدارة وصل إلى 20 مفتشاً، وتوقعت زيادة هذا العدد خلال العام الجاري، في ظل الخطط التي وضعتها الوزارة، والحاجة الفعلية للتصدي لأي ممارسات سلبية في قطاع الدواء والصيدلة. وقالت البستكي، في تصريح لها على هامش مؤتمر الإمارات الدولي الثالث لمكافحة الغش الدوائي الذي اختتم فعالياته بدبي أمس: «إن وزارة الصحة ووقاية المجتمع أطلقت الأسبوع الماضي النسخة المطورة من برنامج تسجيل المنتجات الطبية في الدولة»، لافتة أن فكرة البرنامج تتمثل في تسجيل الشركات للمنتجات عبر الخدمة الإلكترونية المطورة، وتحويل الملفات إلكترونياً، وتصنيف المنتج عن طريق «الأونلاين».
وذكرت أن الوزارة مستمرة في تطوير الإجراءات الداخلية، والاستفادة من التقنيات الحديثة، وصولاً إلى تقديم خدمات دقيقة ومتميزة، وذلك تطبيقاً لرؤية حكومة الإمارات تفعيل الأنظمة الذكية والإلكترونية، مؤكدة أن مثل هذه البرامج المتطورة في مجال الرقابة على الأدوية تضمن سلامة ومأمونية الدواء وجودته، فضلاً عن تسهيل إجراءات تسجيل الأدوية للشركات.
وأوضحت البستكي أن الوزارة وضعت جملة من المعايير والاشتراطات التي تضمن خلو الدولة من الأدوية المغشوشة، مؤكدة أن الإمارات تعد في مقدمة دول العالم في مجال مكافحة الغش الدوائي. ووفقاً للدكتور هايل محمد عبيدات، مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الأردن، فإن حجم سوق الدواء العربي يصل إلى أكثر من 30 مليار دولار سنوياً، وأن حجم سوق الأدوية المغشوشة والمقلدة يصل إلى حوالي 3 مليارات دولار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©